هاشيك لـ”لبنان الكبير”: خطوة على طريق الحلم

محمد فواز
محمد فواز

“المطلوب أن نبني على هذا الانتصار، ما تحقق خطوة صغيرة على طريق الحلم، يجب أن نؤمن بقدراتنا ونطوّرها في المباريات المرتقبة على ارضنا والتي لن تكون سهلة”، بهذه الكلمات علّق المدير الفني التشيكي للمنتخب اللبناني لكرة القدم إيفان هاشيك على الفوز التاريخي الذي تحقّق على المنتخب السوري، ضمن تصفيات مونديال 2022 في قطر، وذلك لدى عودة البعثة إلى لبنان عبر مطار رفيق الحريري الدولي حيث كان في استقبالها رئيس الاتحاد هاشم حيدر ورئيس لجنة المنتخبات مازن قبيسي.

حيدر متوسطا معتوق وقبيسي وأبو النجا في المطار

وأضاف هاشيك لـ”لبنان الكبير”: “مبروك للبنان هذا الفوز الذي تحقق بجهود جميع اللاعبين. سنتابع العمل والتحضير للمباريات المقبلة والمقررة على أرضنا وأولها أمام إيران الشهر المقبل”.

وتابع: “المباراة أمام سوريا كانت صعبة كما توقعناها. أنا فخور بهؤلاء اللاعبين الذين استوعبوا الضغط الكبير بفضل روحهم العالية وعزيمتهم وتعاونهم، فحولوا تأخرهم الى فوز مستحق خصوصاً بعد صمودهم في الدقائق الـ20 الأخيرة واستيعابهم الطرف الآخر حتى صافرة النهاية”.

كما تألق نجم منتخب لبنان محمد قدوح بشكل لافت إذ سجل هدفين واختير نجماً للمباراة، مؤكداً انه أحد أفضل المهاجمين في قارة آسيا. قدوح اعتبر أن الفوز على سوريا مرده الى روح الجماعة التي تسود بين اللاعبين وتعاونهم، خصوصاً أن الانسجام سائد بينهم. وأضاف: “الجميع تعب لنفوز ونفرح. المتابعة الدؤوبة والدعم من الاتحاد والمواكبة اليومية من الجهاز الفني والإداري تُرجمت بهذه النتيجة”.

وكان منتخب لبنان حقق فوزاً مستحقاً على منتخب سوريا 3-2، فارضاً على الكثير من المحللين إعادة النظر بمواقفهم عن اعتبار لبنان الحلقة الاضعف في المجموعة الاولى، إذ انفرد لبنان بالمركز الثالث بخمس نقاط بعيداً من المنتخب الكوري الجنوبي الوصيف 3 نقاط فقط. ويمكن اعتبار الفوز على سوريا تحوّلاً كبيراً في الحضور اللبناني في التصفيات المونديالية، إذ تكامل الدعم الاتحادي والحوافز التي وُعِدَ بها اللاعبون مع إصرار اللاعبين على تحقيق إنجازٍ وخطف فوز يُعيد الفرح ولو لبرهة إلى اللبنانيين المثقلين بتبعات الازمة الاقتصادية والمالية التي تضرب لبنان.

في الملعب، نجح هاشيك في مواكبة التطورات والمجريات والبناء عليها لتوجيه المباراة كما يحلو له، من خلال فرض أسلوب هجومي وتنفيذ الضغط العالي وتبديلاته المثمرة، خصوصاً إدخال ربيع عطايا في ربع الساعة الأخير والذي منح الأفضلية للبنان بفضل تحركاته ومناوراته وتسبُّبه بإنذارين للاعبين سوريين، إلى جانب الزجّ باللاعب حسين الدر الذي كان مدافعاً مميزاً.

وعلى الرغم من الغيابات بسبب الإصابة أو الإيقاف كقاسم الزين وفيليكس ملكي، تمكن منتخب لبنان من الفوز على منتخب سوري كامل الصفوف مع عودة لاعبيه المصابين وخصوصاً عمر السومة. ولم يكن الامر سهلاً على هاشيك التغلّب على غياب ركنين دفاعيين أساسيين في خط الظهر كقاسم الزين وخط الوسط كفيليكس ملكي، لكنه أشرك أليكس ملكي في مركز قلب الدفاع إلى جانب جوان العمري ودفع بسوني سعد في مركز الدفاع الأيسر. فتألّق ملكي بشكل استثنائي وكان نجماً للمباراة إلى جانب محمد قدوح في خط الهجوم، وسوني سعد الذي سجّل هدف لبنان الثالث بطريقة رائعة. وعلى الرغم من تلقّي مرمى المنتخب هدفين، وقف المدافعون سداً منيعاً أمام هجمات السوريين وأحبطوا العديد من الفرص لسومة وخريبين في الدقائق الاخيرة، وأوصلوا النتيجة لبر الأمان. كما تألق باسل جرادي المحترف في قبرص وقدم أفضل مباراة له مع المنتخب.

وضمن المجموعة عينها، تعادلت إيران مع كوريا الجنوبية 1-1 على ستاد آزادي في طهران، والإمارات مع العراق 2-2 على ستاد زعبيل في دبي. وحافظ منتخب إيران على صدارة ترتيب المجموعة برصيد 10 نقاط من أربع مباريات، مقابل 8 نقاط لكوريا الجنوبية و5 للبنان وثلاث نقاط  لكل من الإمارات والعراق، ونقطة واحدة لسوريا.

ترتيب المجموعة الأولى فرض واقعاً جديداً قبل الجولة الخامسة الشهر المقبل حين سيلعب لبنان على أرضه أمام إيران في 11 تشرين الثاني ومع الإمارات في 16 منه. أنه بإمكان منتخب لبنان الذهاب بعيداً واحتلال المركز الثالث وحتى أكثر من ذلك في حال استفاد من عاملي الأرض والجمهور في مبارياته الخمس المقبلة على ملعب مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الرياضية في صيدا.

شارك المقال