غياب الجمهور يحرم المنتخب “اللاعب رقم واحد”!

محمد فواز
محمد فواز

كأنّه لا تكفي المصائب والكوارث التي تعصف بلبنان من كل حدب وصوب وجائحة كورونا التي جدّدت نشاطها، حتى أضيف قرار جديد اتخذه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) باستبعاد الجمهور عن مباريات المنتخب الوطني لكرة القدم المقرّرة على أرضه، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهّلة لكأس العالم المقرّرة في قطر عام 2022، على الأرجح بسبب أحداث الطيونة الأخيرة.

وينتظّم المنتخب الوطني في معسكر داخلي بدءاً من الأحد المقبل، استعداداً لخوض المباراتين، وسيُجري تدريباته على ملعب البابلية (قضاء صيدا)، وأولها الساعة الثالثة بعد ظهر الأحد. وسيلعب منتخبنا أولى مبارياته في التصفيات الآسيوية على أرضه أمام إيران في 11 تشرين الثاني، يليه الإمارات في 16 منه ثم كوريا الجنوبية في 27 كانون الثاني المقبل عام 2022. ثم سيلتقي العراق في أول شباط وسوريا في 24 آذار.

الجانب المرّ في هذه التصفيات هو إقامة مباراتين من دون جمهور على الأقل أمام إيران والإمارات، مما يحرم لبنان الدعم الجماهيري، خصوصاً أنه انتزع 5 نقاط في المباريات الأربع التي خاضها بعيداً من أرضه. وكان الاتحادان الآسيوي والدولي قرّرا قبل فترة إقامة المباراتين من دون جمهور، لدواعٍ أمنية. وكثّف الاتحاد اللبناني اتصالاته لإقامة المباراتين بحضور جماهيري، لكنّ الاتحادين أصرّا على موقفهما.

اللاعب رقم واحد

يُقال دائماً أنّ الجمهور هو “اللاعب رقم 12” في كرة القدم لجهة تأثيره في انتصارات فِرَقه، لكنّ في زمن المدرّجات الفارغة ثبُت أنّ الجمهور هو “اللاعب رقم واحد”. فعلى الرغم من حضور اللاعبين والأهداف والمهارات في الملعب، إلّا أنّ الصورة تبقى غير مُكتملة من دون الجمهور.

وبناء على غياب الجماهير يبقى السؤال الكبير، هل يؤثر ذلك في النتائج؟ وهل يهبط مستوى لبنان ولاعبيه بسبب خوضه المباريات من دون جمهور؟

من المؤكد أن خوض أي فريق للمباريات على ملعبه يعتبر ميزة كبيرة للغاية في كرة القدم، والدليل على أهمية الجمهور أنه كان يتم عقاب الأندية والمنتخبات التي تنتهك اللوائح والقواعد بخوض المباريات على أرضها من دون جمهور. لكن هذه المباريات التي تقام من دون جمهور تجعلك تتساءل عن مدى تأثير الحضور الجماهيري في أداء اللاعبين داخل المستطيل الأخضر. علماً أنّ بعض اللاعبين قد يجد في غياب الجمهور بعض الحرية في اللعب والراحة من الضغوط.

الثابت الأكيد أنّ الحضور الجماهيري قد يكون له تأثير كبير في بعض الأحيان في قرارات الحكام. وأشارت دراستان إلى أنّ حكام كرة القدم يشعرون بالقلق من اتخاذ قرارات مثيرة للجدل “عن غير قصد بالطبع” ضد الأندية صاحبة الملعب، لأنهم يعتقدون أنّ الجمهور قد يعتدي عليهم. ومن الناحية العملية، يعني هذا عدداً أقل من البطاقات الصفر، وعدداً أكبر من ضربات الجزاء للأندية صاحبة الملعب، وكلما زاد تشجيع الجماهير، زاد التحيز اللاواعي من قبل الحكم لمصلحة الفريق صاحب الملعب.

 

حلة جديدة لملعب صيدا

لبس ملعب مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الرياضية في صيدا حلة جديدة، استعداداً لاستضافة مباريات المنتخب الأول، في المرحلة المقبلة.

وبات الملعب منسجماً مع المواصفات الدولية المحددة من قبل الاتحادين الدولي والآسيوي، وتتضمّن المرافق التشغيليّة غرفاً لتغيير الملابس للفرق والحكّام ومكتباً للمنسّقين ومكتباً لمراقبي المباراة وغرفة اجتماعات وغرفة تغيير الملابس للأولاد المسؤولين عن الكرة أثناء المباراة ومركزاً لمكافحة المنشّطات. وهناك غرفة خاصّة بحكام تقنية “الفيديو” (VAR) التي ستكون معتمدة في المباريات إلى الإذاعة الداخلية. كما تمت إعادة تأهيل المنصة الرئيسية ومراكز الصحافيين والمنطقة المخصصة للضيوف بالكراسي المريحة والجديدة.

وكان وفد من الفيفا زار ملعب صيدا في الفترة الماضية وأعرب عن رضاه لناحية كل أعمال الصيانة والتجهيزات.
وتضم المجموعة الأولى من التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال وجود الرباعي العربي “لبنان، سوريا، العراق والإمارات”، مع كوريا الجنوبية وإيران. ويتأهل إلى مونديال قطر، الفريقان الحاصلان على المركزين الأول والثاني في كل مجموعة، في حين يتقابل المنتخبان الحاصلان على المركز الثالث في الملحق الآسيوي، من أجل تحديد المنتخب المتأهل إلى الملحق العالمي.

شارك المقال