المبالغة في الدفاع وتهيّب المنافس سببا الفوز الإيراني

محمد فواز
محمد فواز

في غياب اللاعب الرقم واحد وهو الجمهور، أهدر المنتخب اللبناني لكرة القدم فوزاً كان في متناوله عندما تقدم بهدف سجله مهاجمه “سوني” سعد (37) حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي من المباراة مع المنتخب الايراني “المخضرم” دولياً، والذي استغل خطأين قاتلين في الوقت بدلاً من الضائع ليفوز 2 – 1 (الشوط الاول 1 – 0)، على ملعب مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الرياضية في صيدا، ضمن الجولة الخامسة من التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة إلى نهائيات مونديال قطر المقرر عام 2022.

تقدّم رجال “الأرز” بواسطة سوني حسن سعد في الدقيقة 38، قبل أن يخطف منتخب إيران فوزا ثميناً عبر سردار آزمون (90+1) وأحمد نوراللهي (90+5). ورفع الفائز رصيده إلى 13 نقطة في صدارة المجموعة الأولى، بينما تجمد رصيد الخاسر عند 5 نقاط في المركز الثالث.

ما من شك أن قرار الفيفا منع حضور الجماهير في صيدا بسبب المخاطر الأمنية، يعتبر ضربة قاسية قبيل مباراة إيران، أفقدت منتخب الأرز نصف قوته أو أكثر، وكان الحضور الجماهيري لو حصل سيعزز قوة اللاعبين خصوصاً بعد التقدم بهدف مبكر لسعد.

وعلى الرغم من الفوارق الفنية بين المنتخبين التي ترجح كفة إيران إلا أن الفوز على سوريا في الجولة الرابعة، منح الثقة للاعبي لبنان لتحقيق مفاجأة أمام إيران، لكنها تبدّدت في اللحظة الأخيرة. كذلك ربما تهيّب بعض اللاعبين التقدم على متصدر المجموعة فغاب التركيز في الوقت الصعب والقاتل. واستفاد الايرانيون من عامل الخبرة لينتزعوا الفوز انتزاعاً لم يكن متوقعاً.

وتتعدّد الأسباب وراء الهزيمة المحبطة لمنتخب لبنان أمام إيران، أبرزها المبالغة في التحفظ الدفاعي بعد التقدم بهدف سوني سعد، مما أدى إلى استحواذ الضيوف على الكرة بنسبة 70%، في معظم فترات المباراة. وكان بإمكان رجال لبنان أن يلعبوا بتوازن، ويفسدوا الهجمات الإيرانية مبكراً، ويردوا بهجمات خاطفة منظمة لإزعاج المنافس والضغط على دفاعه لمنعه من بناء اللعب، بدلاً من مجرد التشتيت العشوائي المتواصل للكرة.

كما كانت تبديلات إيفان هاشيك المدير الفني لمنتخب لبنان غير موفقة ومخيبة للآمال، خصوصاً عندما احتفظ بربيع عطايا الذي يعد ورقة رابحة مناسبة جدا للمباراة مع قدرته المميزة على الاحتفاظ بالكرة، لكنه فضّل الدفع بالمهاجم هلال الحلوة، المميز هجومياً داخل منطقة الجزاء، في الوقت الذي أخفق منتخب الأرز في الرد بهجوم فعال على إيران، مما أفقد هذا التغيير أهميته.

كما استفز الكرواتي دراغان سكوتيتش مدرب إيران، الجهاز الفني لمنتخب لبنان بعد التعادل في الدقيقة 91، وساهم ولو بدرجة قليلة في تشتيت انتباه الفريق في اللحظات الأخيرة التي استقبل فيها الهدف الثاني في الدقيقة 95.

وضمن المجموعة عينها أيضاً فازت كوريا الجنوبية على الإمارات 1-0 على ستاد مدينة غويانغ، في حين تعادل العراق مع سوريا 1-1 على ستاد ثاني بن جاسم في الدوحة.

وحافظت إيران على صدارة ترتيب المجموعة برصيد 13 نقطة من خمس مباريات، مقابل 11 نقطة لكوريا الجنوبية، و5 للبنان و4 للعراق و3 للإمارات، ونقطتان لسوريا.

وتقام الجولة السادسة من منافسات المجموعة في 16 تشرين الثاني الجاري، فيلتقي لبنان مع الإمارات في صيدا، والعراق مع كوريا الجنوبية في الدوحة، وسوريا مع إيران في عمان.

سيناريو جنوني

علق التشيكي إيفان هاشيك، المدير الفني لمنتخب لبنان، على الخسارة أمام إيران في المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة: “سيناريو المباراة أمام إيران كان جنونياً، وأهنئ منتخب إيران بالفوز، إذ تقدمنا معظم الدقائق الـ90 من عمر اللقاء”.

وأوضح: “من الصعوبة الحديث عن الخسارة في الوقت القاتل، علماً أننا واجهنا الفريق الأقوى في المجموعة، وبذل اللاعبون قصاراهم والنتيجة محترمة جدا”.

وأردف التشيكي هاشيك: “تصرف مدرب منتخب إيران (الكرواتي دراغان سكوتيتش) لا يليق بمنتخب ينافس للوصول إلى كأس العالم”، في إشارة إلى طريقة احتفاله.

شارك المقال