تطوّر “نوعي”… على أمل استكماله

محمد فواز
محمد فواز

أشاد الجميع من مدرّبين ومحلّلين ومعلّقين وإعلاميين وحتى الإداريين بالأداء الذي قدّمه لاعبو منتخبنا الوطني في الفترة الماضية، ضمن التصفيات الآسيوية لكأس العالم ودور المجموعات لكأس العرب التي أقيمت في قطر والتي واجه خلالهما منتخبات لها باع طويل على الساحات الآسيوية والعربية والأفريقية.

ولاحظ الجميع مدى تطوّر أداء المنتخب اللبناني فنياً وتكتيكياً وبدنياً، على الرغم من عدم لعب محترفينا كأساسيين في معظم الفرق التي يلعبون في صفوفها. فلم يعد منتخبنا ذلك الفريق الضعيف الذي “يبلّ” الجميع يده فيه وتسجّل في شباكه أهداف بالجملة من دون أن يتمكن من الردّ.

والواضح أنّ المستوى الذي ارتقى إليه منتخبنا الوطني تم بفضل البصمات الواضحة للمدير الفني إيفان هاشيك الذي تمكن من إيجاد “خلطة” بين لاعبينا “المحترفين” والمحليين تمكنت من فرض حضورها بمواجهة أقوى المنتخبات العربية وأعتاها.

ولا شك أنّ الاحتكاك مع منتخبات قوية وعريقة ومن مدارس مختلفة مثل المنتخبات الإيراني والكوري الجنوبي آسيوياً والمصري والجزائري عربياً، أمر جيد ساهم في صقل اللاعبين وتطويرهم من كل النواحي. وما الصمود أمام هذه المنتخبات بالشكل الذي ظهر به المنتخب اللبناني إلا الدليل على مدى التطوّر الذي بلغه.

والأكيد أنّ هذا التطوّر يبنى عليه من الناحية البدنية نظراً للصمود والفاعلية التي أظهرها لاعبو خط الظهر والمستوى الراقي الذي قدّمه الحارس مصطفى مطر والذي كان موضع إشادة من الجميع.

كما أنه لا يمكن إنكار وتجاوز التطوّر الذي حقّقه خط الوسط، لكن هناك عملاً كبيراً يجب أن ينصبّ على الناحية الهجومية التي تحتاج إلى جهد كبير من الجهاز الفني لتصبح فعالة أكثر، ولتتناغم مع المنظومة الدفاعية في المباريات.

ما قام به المدرب التشيكي للمنتخب اللبناني، هو بالتحديد ما وعد به منذ اليوم الأول، وهو الإفادة من الإمكانات المتاحة، واللعب بواقعية وعدم المجازفة. التحفّظ الدفاعي أعطى المنتخب اللبناني توازناً كبيراً، وجنّبه خسائر قاسية وكبيرة أمام منتخبات أهم منه كروياً وفنياً وبدنياً. حتى المنتخب الإيطالي أحرز لقب كأس العالم في أربع مناسبات وهو يعتمد على صلابته الدفاعية.

نقطة إيجابية أخرى سجّلت في مسابقة كأس العرب في قطر وهي حضور الجمهور اللبناني الموجود في العاصمة القطرية الدوحة، اللافت في مباريات منتخبه الثلاث في البطولة، إذ كان مميزاً ومتميزاً بحضوره وبأعداد كبيرة في المواجهات الثلاث.

وتفاعل الجمهور اللبناني بشكل لافت مع المنتخب على الرغم من الخسارة أمام مصر والجزائر، وخصوصاً في المباراة التي فاز فيها على السودان، بالرغم من كونها هامشية، إلا أنّ الجمهور اللبناني شجّع اللاعبين وشد حيلهم واحتفل معهم بالفوز في نهاية المباراة، فكان عن جدارة واستحقاق النجم الأول والأبرز في مباريات منتخب بلاده.

شارك المقال