يورو 2021: الغموض سيد الموقف

لبنان الكبير

تخفيض حجم الجماهير، قواعد صحية متغيّرة وشكوك: أفسدت جائحة كورونا متعة الجماهير بتنظيم رحلاتهم.. أو الاستسلام.. قبل شهر من بطولة أوروبا لكرة القدم.

ولا تزال الجائحة تلقي بظلالها على أوّل بطولة قارية مقامة في أنحاء مختلفة من القارة والتي أرجئت من 2020 إلى 2021، وذلك قبل المباراة الافتتاحية بين إيطاليا وتركيا في روما.

وينكبّ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) على مواجهة معضلة الاستضافة في ظل استمرار كورونا بضرب المسابقات الدولية. ومن المقرّر أن تقام النهائيات في 11 مدينة، فيما تستضيف لندن المباراة النهائية في 11 تموز.

وأزيحت دبلن الإيرلندية من لائحة المدن المضيفة في نيسان، بعد رفض السلطات المحلية تقديم ضمانات لحضور على الأقل عدد محدود من الجماهير على المدرجات.

ونُقلت مبارياتها إلى سان بطرسبورغ الروسية ولندن، فيما حرمت بلباو الإسبانية للأسباب عينها، لكن المباريات المخصّصة لها ستبقى في إسبانيا من خلال تقدّم إشبيلية للاستضافة.

وبعد سنة من مباريات كرة القدم وراء أبواب موصدة، يصرّ الاتحاد الأوروبي على حضور الجماهير في البطولة التي يشارك فيها 24 منتخباً.

ويقول سيباستيان، وهو مراقب مالي فرنسي – ألماني اشترى منذ 2019 تذاكر المباراة الافتتاحية في روما، ألمانيا – فرنسا، نصف النهائي والنهائي في لندن “هو الغموض المطلق. الشيء الوحيد الذي أعرفه، أن المباريات ستقام.. لكن لا أعرف أي شيء آخر”.

وتابع الشاب البالغ 28 عاماً الذي ألغى كل أنشطته السياحية خلال البطولة، لوكالة فرانس برس: “لا أعرف إذا سأكون بحاجة لاختبار كورونا، أو أن أحصل على اللقاح، لا أعرف إذا كنت قادراً على الذهاب إلى لندن من دون حجر صحي، أو إذا كانت السعة 25 أو 30 أو 50%، لا أعرف إذا كنت قادراً على الاحتفاظ بتذاكري، لأني سمعت عن إجراء قرعة”.

وأكّدت باقي المدن المضيفة أن الجماهير ستشغل ما بين 25 و100% من سعة الملاعب، باستثناء ميونيخ.

وتأمل المدينة الألمانية استضافة 14,500 متفرج على الأقل في ملعب أليانز أرينا الخاص بنادي بايرن ميونيخ بطل الدوري المحلي في آخر تسعة مواسم. لكن رئيس البلدية ديتر رايتر قال في نيسان أنه “لا وعود، من أي نوع، لضمان المتفرجين”.

في المقابل، قد يحتشد 61 ألف متفرج، على ملعب بوشكاش أرينا في العاصمة المجرية بودابست، على الرغم من “متطلبات الدخول الصارمة للمشجعين”.

مع ذلك، لن تكون بطولة أوروبا الاحتفال المرتقب للجماهير في مختلف أنحاء القارة، حسب الرئيس السابق للاتحاد القاري الفرنسي ميشال بلاتيني، احتفالاً بالعيد الستين للمسابقة.

لم يحصل حاملو التذاكر على أي استثناءات، ما يعني أن القادمين من الخارج قد يخضعون لحجر صحي فور وصولهم. وقد لا يسمح لهم بالدخول على الإطلاق.

والجماهير التي سيسمح لها بالحضور، يتعين عليها أن تدخل بسلاسة من أجل عدم التجمّع خارج الملاعب.

بعد كل ذلك، يحين وقت المباريات، على أمل أن يكون مستوى المباريات مرتفعاً.

موازين قوى المنتخبات المرشحة

@ فرنسا: لا إصابات ومعنويات في القمة: تدخل فرنسا بطلة مونديال روسيا 2018، النهائيات القارية بثوب المنتخب المرشح بعد مرور ثلاثة أعوام على تجديد دماء الفريق من دون تغييرات جذرية، ولا سيما مع الابقاء على الجهاز الفني بقيادة ديدييه ديشان الذي تسلم الدفة عام 2012 خلفا للوران بلان وقاده أيضا إلى نهائي بطولة أوروبا على أرضه قبل أن يخسر امام البرتغال 0-1 بعد التمديد. ولم يخسر المنتخب الفرنسي سوى 3 مباريات منذ التتويج العالمي، أمام هولندا في دوري الأمم الأوروبية في تشرين الثاني عام 2018، وضد تركيا في تصفيات كأس أوروبا في حزيران 2019، وضد فنلندا في مباراة ودية في تشرين الثاني 2020. وتخوض فرنسا مباراتها الافتتاحية ضد البرتغال وستحمل رائحة الثأر، بكامل نجومها بدءا بالحارس هوغو لوريس مرورا ببول بوغبا وصولا إلى انطوان غريزمان وكيليان مبابي، في حين يأمل المصابان حاليا كورنتان توليسو وانطوني مارسيال الشفاء للتواجد في اللائحة الرسمية المقررة في 18 أيار الحالي.

@ البرتغال: مواهب بالجملة: إذا كان المنتخب حامل اللقب القاري في النسخة الأخيرة استهل مشواره في تصفيات مونديال 2022 في قطر بشكل جيد في آذار الماضي، فإن ثمة شعورا عاما بأنه يعاني للفوز في مبارياته ويفتقد إلى الخيال لا سيما في مباريات ضد منتخبات في متناوله. وعلى الرغم من تواجد كوكبة من اللاعبين الموهوبين في صفوفه، فإن المنتخب البرتغالي يفتقد الى اللعب الجماعي دفاعيا وهجوميا. وتبدو الشكوك مستمرة حول التشكيلة الثابتة وأسلوب اللعب ولا سيما في وسط الملعب وكيفية اختيار زميل رونالدو في خط الهجوم. من أبرز حالات الرضا من المباريات التي خاضها في آذار هو تأكيد علو كعب مدافع مانشستر سيتي روبن دياش، وتألق مهاجم ليفربول ديوغو جوتا.

@ إنكلترا: خيارات كثيرة وإصابات: مع إمكانية تسمية 26 لاعبا بدلا من 23 بقرار من الاتحاد الأوروبي بسبب جائحة كوفيد-19، يملك مدرب منتخب إنكلترا غاريث ساوثغيت مروحة خيارات واسعة ولا سيما في خط المقدمة. بيد أن الشكوك تحوم حول صناعة اللعب حيث يتواجد جاك غريلش المصاب منذ شباط، وجايمس ماديسون الذي يعاني لاستعادة مستواه في صفوف ليستر سيتي. كما يحوم الشك حول مشاركة لاعب وسط ليفربول المؤثر جوردان هندرسون الغائب عن الملاعب منذ فترة. ويواجه مدرب الأسود الثلاثة البرنامج المضغوط للثلاثي المؤلف من مانشستر سيتي وتشيلسي اللذين سيخوضان نهائي دوري أبطال أوروبا في 29 الحالي، ومانشستر يونايتد الذي يلتقي فياريال الإسباني في نهائي الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) في 26 منه.

@ إسبانيا: في طور إعادة البناء: بعد خروجها المبكر من بطولة أوروبا 2016 ومونديال 2018، شهدت “لا روخا” عملية إعادة بناء جذرية حيث لم يبق من الجيل الذهبي الذي توج بطلا لأوروبا عامي 2008 و2012 وبينهما مونديال 2010، سوى سيرخيو راموس، وبدرجة أقل سيرجيو بوسكيتس وجوردي البا الغائبين عن التتويج القاري عام 2008. منذ عودته لتسلم دفة المنتخب مرة جديدة، يعتمد مدرب المنتخب لويس انريكي على مجموعة من اللاعبين الشبان الواعدين أمثال داني اولمو (لايبزيغ الألماني)، فيران توريس (مانشستر سيتي الإنكليزي)، ميكيل أويارسابال (ريال سوسييداد)، بدري أو انسو فاتي (كلاهما مع برشلونة). ولم يخسر المنتخب الإسباني سوى مرة واحدة على مدى سنتين (أمام اوكرانيا 0-1 في تشرين الأول 2020)، وهو يملك فرصة تخطي دور المجموعات على الرغم من تواجد السويد وأسطورتها زلاتان ابراهيموفيتش وبولندا وهدافها روبرت ليفاندوفسكي. وستكون بطولة أوروبا محطة لوضع أسس الجيل الجديد قبل أقل من سنتين على انطلاق كأس العالم FIFA قطر 2022™.

@ بلجيكا: للبناء على إنجاز المونديال: تريد بلجيكا البناء على المركز الثالث الذي حققته في النسخة الأخيرة من مونديال روسيا وهي لم تخسر سوى مرتين منذ ذلك الانجاز (2-5 ضد سويسرا و1-2 ضد إنكلترا) في 30 مباراة. لكن عيب المنتخب الوحيد هو خط دفاعه الذي لم يكن على المستوى في مناسبات عدة. ويملك الشياطين الحمر الاسلحة اللازمة للذهاب بعيدا في البطولة ولا سيما بتواجد العملاق تيبو كورتوا بين الخشبات الثلاث، وصانع الألعاب الفذ كيفن دي بروين والهداف التاريخي للمنتخب روميلو لوكاكو. ومن المتوقع تواجد أيضا الشقيقين ثورغان وادين هازارد، والأخير عاد من سلسلة إصابات أبعدته طويلا عن الملاعب. ولا يعاني أي من ركائز المنتخب من إصابات في الوقت الحالي باستثناء مهاجم نابولي دريس مرتنس اثر التواء في كاحله ضد سبيتسيا في الدوري الايطالي السبت الماضي.

@ ألمانيا: وداعية لوف: يجمع عدد كبير من الانصار والنقاد الألمان على عدم اعتبار منتخب بلادهم مرشحة للمنافسة على اللقب الأوروبي، في ضوء النتائج المخيبة في الأشهر الأخيرة وعدم قدرة المدرب يواكيم لوف على إيجاد خط دفاع صلب. والسؤالان المطروحان بإلحاح قبل شهر من انطلاق البطولة: هل لا زال لوف الرجل المناسب لقيادة المانشافت بعد 15 عاما من الخدمة؟ وهل سيستدعي الثلاثي المبعد منذ عام 2019، والمؤلف من ثنائي بايرن ميونيخ جيروم بواتنغ وتوماس مولر بالإضافة الى ماتس هوملس؟ بالنسبة إلى السؤال الأول، فإن غالبية أنصار المنتخب أجابوا بـ”كلا” حسب الاستفتاءات التي حصلت. فبعد الخسارة التاريخية أمام اسبانيا بسداسية نظيفة في تشرين الثاني الماضي، تعالت الأصوات لإقالة لوف، لكن الاتحاد الألماني جدّد الثقة به، ثم ارتفعت الأصوات مجددا بعد السقوط المذل على أرضه أمام مقدونيا الشمالية المتواضعة 1-2 في آذار. أما بالنسبة الى الجواب على السؤال الثاني، فان الآراء واضحة، حيث يجمع كثيرون على أنه من الصعب التخلي عن مولر العائد الى سابق مستواه مع بايرن ميونيخ، كما أن عودة الثنائي بواتنغ وهوملس من شأنها إعادة الاستقرار الى خط الدفاع.

كلمات البحث
شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً