مؤشرات إيجابية لبرشلونة المتجدّد رغم الخسارة

لبنان الكبير

أظهر برشلونة الإسباني المتجدّد بقيادة لاعب وسطه السابق تشافي هرنانديس، مؤشرات إيجابية تُنبِئ الى أنه وضع خلفه إحدى أسوأ أيامه منذ عقود، وذلك على الرغم من خسارته مجدّداً أمام بايرن ميونيخ الألماني (صفر-2) في دوري أبطال أوروبا في كرة القدم.

وبعدما ودّع دوري الأبطال الموسم الماضي من الدور الأول للمرة الأولى مرّة منذ 2000-2001 ووصوله الى أكثر من منتصف الموسم وهو متقهقر في المراكز المتأخرة في الدوري المحلي قبل أن يشق طريقه لاحقاً الى الوصافة، عاد برشلونة ليعطي الأمل لمشجعيه بإمكانية مقارعة غريمه ريال مدريد الفائز بلقبي “لا ليغا” والمسابقة القارية الأم.

وكانت الفرصة قائمة الثلاثاء أمام النادي الكاتالوني لتأكيد عودته الى مكانته من خلال الفوز على بايرن ميونيخ في عقر دار الأخير، متسلحاً بهدافه الجديد البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي عاد الى ملعب توج فيه هدافاً للدوري الألماني ست مرات في المواسم السبعة الماضية، قبل أن يتخذ قرار الرحيل والالتحاق بكتيبة تشافي.

لكن الضيف الكاتالوني عجز عن استثمار الفرص الكثيرة التي حصل عليها في الشوط الأول، ولا سيما عبر ليفاندوفسكي وبيدري، لكي يحقق ثأره من مضيفه الذي تسبب بخروجه من دور المجموعات الموسم الماضي بالفوز عليه ذهاباً وإياباً بنتيجة واحدة 3-صفر، وذلك بعدما أذله أيضاً قبلها بعام بسحقه في ربع نهائي الذي أقيم بنظام التجمع من مباراة واحدة في البرتغال بسبب فيروس كورونا، بنتيجة تاريخية 8-2.

ودفع برشلونة ثمن عدم استثمار تفوقه في الشوط الأول بتلقيه هدفين فصلت بينهما أربع دقائق أوائل الشوط الثاني عبر الفرنسي لوكا هرنانديز ولوروا سانيه.

وحتى أن حارس بايرن مانويل نوير أقر في تصريح لـ”أمازون برايم” بعد القاء أن “الحظ في الوقت الحاسم لم يكن الى جانبه (ليفاندوفسكي). هذا صب لصالحنا”.

صحيح أن الحلم بإحراز لقب دوري الأبطال للمرة الأولى منذ 2015 حين تغلب في نصف النهائي على بايرن بالذات في طريقه الى التتويج في برلين، ما زال مبكراً لكن ما قدّمه رجال تشافي الخميس يدعو للتفاؤل على الرغم من تواصل العقدة البافارية وخسارة “بلوغرانا” أمام بايرن للمرة الخامسة توالياً.

إن خسارة نجم بحجم الأرجنتيني ليونيل ميسي قد يهز كيان أي فريق، فكيف الحال إذا كان هذا الفريق مبنياً منذ أعوام طويلة على مهارات وقدرات هذا اللاعب الأسطوري الذي أجبرته الظروف المادية الصعبة لبرشلونة على الرحيل الصيف الماضي نحو باريس سان جرمان الفرنسي.

 

– “غاضب لكني فخور” –

وكان تشافي راضياً الى حد كبير عما شاهده الثلاثاء في ميونيخ، قائلاً “سنأخذ الإيجابيات. ورغم أن النتيجة كانت سلبية، سنتعلم من الأخطاء”.

ورأى أن الخسارة الأولى لفريقه هذا الموسم كانت “خطوة الى الوراء. قمنا بما يكفي كي نستحق التعادل إن لم يكن الفوز. لم نستحق الهزيمة لكننا ارتكبنا الأخطاء في منطقتي الجزاء”، أي في اهدار الفرص والسماح لبايرن بتسجيل هدفين.

وبعد تقهقره في الشوط الأول، تحسّن أداء بايرن في الثاني وضرب بهدفين سريعين، الأول بكرة رأسية لهرنانديز إثر ركلة ركنية نفذها يوزوا كيميش (50)، والثاني بواسطة المتألق سانيه بعد بناء جميل للهجمة أنهاه جمال موسيالا بتمريره الكرة الى الجناح السابق لمانشستر سيتي الإنكليزي، فسدّدها أرضية على يمين مواطنه الحارس مارك أندريه تير شتيغن (54).

بالنسبة لتشافي، الشق الدفاعي يوازي الهجوم أهمية لأنه “عندما تتحدث عن التنافس، أنت تتحدث عن القيام ذلك خلال ركلة ركنية، أو خلال التحول (من الهجوم الى الدفاع والعكس صحيح)”.

وأوضح: “كما يتعلق الأمر بالفعالية. حين تصبح في مواجهة حارس المرمى عليك أن تسجل. لم نسجل على الرغم من الفرص السبع الواضحة التي حصلنا عليها. يجب أن نضعها (الكرة) في الشباك. أنا غاضب لكني فخور” في نفس الوقت.

وتابع “بإمكاننا القول إننا كنا الأفضل لكن الأمر يتعلق بالفوز. الهدف الأول جاء من ركلة ركنية والثاني بعد عجزنا عن إيقاف هجمة مرتدة. يجب القيام بهذه الأمور”.

وختم تشافي: “إنهم (بايرن) فريق متكامل، فيما نحن ما زلنا في بداية الطريق (نحو استعادة مكانة برشلونة). علينا أن نتحسن في منطقتي الجزاء”.

شارك المقال