مدفوع أو بالمجان… اللبناني سيتابع المونديال!

جنى غلاييني

كأس العالم لكرة القدم هو الحدث المنتظر كل أربع سنوات في جميع أنحاء العالم وفي لبنان تحديداً، تبدأ معها ظهور أعلام صغيرة وكبيرة على السيارات التي تجوب شوارع بيروت ولبنان، والأعلام الأكبر المعلّقة على شرفات المنازل، وهو دليل واضح على ولع لبنان بمتابعة أكبر حدث رياضي عالمي.

لكن مع هذا الحدث، اعتاد اللبنانيون انتظار الثانية الأخيرة لمعرفة ما إذا كانوا سيتمكنون من متابعة المونديال عبر محطة تلفزيون لبنان بشكل مجاني؟ أم سيضطرون الى دفع اشتراك كايبل محلّي لمتابعة قنوات تنقل المباريات في ظل أسوأ أزمة اقتصادية أفرغت جيوب المواطنين؟

ويعتبر اللبنانيون من عشاق كرة القدم بشكل جنوني، ومعظم اللبنانيين يشجّعون الفرق الأكثر نجاحًا مثل البرازيل وألمانيا وإسبانيا وفرنسا، لكن هذا لا يعني أنه لا وجود لمشجعي منتخبات إيطاليا التي لم تتأهل أو بلجيكا أو المنتخبات العربية. ومن يعشق النجم العالمي ليونيل ميسي فلا شك أنّه سيشجّع الأرجنتين، ومن يهوى النجم كريستيانو رونالدو لن يفكّر إلّا بتشجيع البرتغال.

لكن مع اقتراب موعد المونديال لعام 2022 الذي سيبدأ الاحد 20 تشرين الثاني، بدأ اللبنانيون يواجهون احتمال عدم مشاهدة المباريات. وعلى الرغم من طلب المسؤولين اللبنانيين من دولة قطر منح حقوق بث المونديال مجاناً إلّا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى اليوم. فلم يبقَ للمواطنين اللبنانيين الذين يعانون من ضائقة مالية من خيار سوى المشاهدة في المقاهي أو الحانات العامة، أو عبر وسائل غير قانونية. فكيف يستعد اللبنانيون لمشاهدة وتشجيع فريقهم المفضل؟

صلاح محمود (40 عاماً) من الطريق الجديدة، مشجع لمنتخب البرازيل ولا يزال ينتظر قراراً حاسماً إذا ما كانت قطر ستمنح حقوق بث المونديال لمحطة تلفزيون لبنان مجاناً أو سيلجأ الى طرق وأساليب أخرى. وهو يقول: “سأضطر إمّا لدفع المصاريف الى المقاهي وذلك لما سأحتاجه من نرجيلة وشيء لأشربه، إمّا سأدفع إشتراك كايبل محلي بقيمة 90$، وهذا السعر لمن لديه receiver، امّا من ليس لديه receiver فعوضه على الله، لأنه سيكلفه مبلغ تركيب واحدٍ ومبلغ الاشتراك للحصول على القنوات التي تبث المونديال والتي تقترب من 350 دولارا”.

أمّا سليم الحلبي (26 عاماً) وهو مشجع لمنتخب ألمانيا بشكل جنوني، فلن يستطيع تفويت أي مباراة من كأس العالم على حد قوله: “يجب أن أتابع جميع المباريات لأرى مستوى اللعب عند كل الفرق ولأحلّل ما إذا كان الفوز سيكون لصالح الألمان أم لا. لذا لم أنتظر جواب دولة قطر بمنحنا مشاهدة المونديال بشكل مجاني، وقمت بالاشتراك في كايبل محلي، مع العلم أنّه كلفني كل ما في جيبي من مدّخرات، والسبب أنّني لا أتقاضى راتبي بالدولار، وصاحب الاشتراك يطلب الدفع بالفريش”.

وعلى الرغم من الأزمات إلّا أنّ اللبناني يجد دائما الحلول، فلا يحرم نفسه من الحماسة والقليل من الفرح في بلد تملؤه السوداوية، مع تراجع قيمة العملة الوطنية الذي يجعل تغطية كأس العالم بعيدة عن متناول معظم الناس في لبنان.

وتقول مصادر خاصة في وزارة الاعلام لـ”لبنان الكبير”: “وزير الاعلام يعمل بجهد على موضوع نقل مباريات كأس العالم الى اللبنانيين ولكن ما زال الأمر يحتاج إلى بعض الوقت لتتبلور الصورة النهائية وهو سيعقد مؤتمرا صحافيا قريباً يعلن فيه نتائج عمله بهذا الموضوع إن كانت سلباً أو إيجاباً”.

ويعتقد أحمد سبيتي أنّ لبنان معتاد على مشاهدة المونديال مجاناً، وفي كل أربع سنوات تحصل المشكلة عينها ألا وهي عدم إعطاء اللبنانيين الجواب النهائي فيما إذا كانت كأس العالم ستبث مجّاناً أم لا، والسبب هو جمع الاموال من الاشتراكات التي يدفعها المواطنون للحصول على المشاهدة. ويعتقد سبيتي أنّ لبنان سوف يُمنح الحق في مشاهدة كأس العالم عبر تلفزيون لبنان قبل 24 ساعة على انطلاق المباراة الأولى.

شارك المقال