من يتحمل المسؤولية؟!

محمد فواز
محمد فواز

من يتحمّل مسؤولية إيعاد اللاعب الصاعد جهاد الخطيب عن المنتخبات الوطنية اللبنانية… إلى الخارج؟!

وكأنه لم تكفِهم الحروب المتعددة التي شُنَّت على الأسطورة اللبنانية فادي الخطيب طوال مسيرته السلّوية، حتى تحوّلت هذه الحروب إلى نجله الصاعد والمتألق جهاد لتقصيه من منتخبات الفئات العمرية.

حروب من مختلف الأنواع ضد الخطيب الأب، من المناطقية إلى المذهبية مروراً بالطائفية، وكل ذلك لأنه انتقل من هذا النادي إلى ذاك أو اتخذ هذا الموقف أو ذاك من مسألة معينة أو قرر الاحتراف في هذا البلد أو ذاك.

وعلى الرغم من كل ذلك، بقي الخطيب الأب وفياً لمنتخب لبنان ولبّى دائماً النداء للدفاع عن ألوان بلاد الأرز، وتحمّل بعض المضايقات والتهديدات من هنا وهناك واستمر حتى يومنا هذا.

وكان فادي يأمل أن يلعب يوماً إلى جانب ابنه جهاد في فريق واحد فوقعا على كشوفات فريق الشانفيل… إلا أن جائحة كورونا كانت لهما بالمرصاد… إلى جانب تأخير انطلاق بطولة لبنان… وطال الانتظار ولم تتحقق رغبة الأب والابن…

إلى أن كان القرار الصعب بالرحيل والتفتيش عن بيئة ملائمة تمكّنه من مواصلة التألق من دون مضايقات أو صعوبات مفتعلة… فاتخذ الأسطورة قراراً قاسياً، وهو السماح لنجله جهاد بمغادرة لبنان بحثًا عن مستقبل أفضل.

وقال فادي الخطيب: “لا أعلم من أين أبدأ، أشعر وكأن جزءًا من قلبي قد تمزق للتو، لقد وعدت نفسي بأنني لن أترك أطفالي يعيشون بعيدًا عني، لكن لا بد لي اليوم من اتخاذ قرار بشأن مستقبل جهاد ولأن لبنان لم يعد يعطينا خيارًا”.

وأضاف: “جهاد لديه إرادة وعزيمة وقوة أهلته للتدرب ضمن فريق أوروبي عظيم. إنه يعلم أن العمل قد بدأ للتو، لكنه مستعد لمتابعة أحلامه. حزني عظيم، لكن فرحي أكبر. على الرغم من أن جزءًا من روحي سيكون في تركيا”.

ونجح جهاد (15 سنة، 2,01م) بالانضمام إلى نادي فنربهشة التركي ليخوض تجربة ضمن بطولة الفئات العمرية تحت 16 سنة وفئة الجونيور. ومن المتوقع أن يلعب الخطيب “جونيور” مع المنتخب التركي الذي يشارك في البطولات الأوروبية ويتأهل بشكل شبه دائم إلى المناسبات العالمية، ما يفتح أمامه أبواباً أكبر للوصول ربما إلى الـ”NBA”.

وكان جهاد الخطيب شارك ضمن بطولة الدوري الأميركي للناشئين، مع فريق أكاديمية طوني باركر، وظهر بشكل طيب. الخطيب “جونيور” سبق أن خاض تجربة بمدينة بولونيا الإيطالية حيث شارك ضمن مشروع “NBA Junior Camp” الخاص بأوروبا، كما خضع للتجارب مع فريق صربي.

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي تقارير وفيديوات تؤكد تألق جهاد فادي الخطيب، الذي أذهل جميع المتابعين والمشاركين من مدربين ولاعبين وصحافيين خلال معسكر أوروبا حيث ظهر بمستوى رفيع أمام العديد من الشبان الأكبر منه سناً.

في المقابل، ما يؤخذ على اتحاد اللعبة أنه لم يبادر إلى اتخاذ قرارات رادعة بحق الذين كانوا وراء إبعاد جهاد عن لبنان، على الرغم من إدانة الرئيس والأمين العام لهذه المضايقات.

غريب أمر هذا الوطن كيف لا يكافئ المتألق والشاطر ويُبعده قسراً للبحث في الخارج عن بيئة “أكثر ملاءمة” يضمن بها حاضره ومستقبله…

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً