عباس عطوي لـ”لبنان الكبير”: حظوظ لبنان كبيرة… “والدنيا قسمة ونصيب”

محمد فواز
محمد فواز

يواصل عميد اللاعبين اللبنانيين وكابتن نادي النجمة عباس أحمد عطوي عطاءاته في الملاعب على الرغم من تقدمه في السن، مؤكداً في حديث مطول لـ”لبنان الكبير” أن مستواه ومستوى النجمة كان ثابتاً ومميزاً هذا الموسم، وأن حظوظ منتخب لبنان في التأهل إلى الدور الثاني من التصفيات الآسيوية كبيرة بعد انسحاب كوريا الشمالية وفوزه على سريلانكا 3-2، ولافتاً إلى أن “الدنيا قسمة ونصيب والله يوفقني ببنت الحلال”.

من مواليد 12 أيلول ١٩٧٩، بدأ عطوي مسيرته الكروية مع نادي النجمة، وتدرّج في الفئات العمرية وصولاً إلى الفريق الأول عام ١٩٩٧ وتوّج مع الفريق الأول خلال أكثر من 20 عاماً بستة ألقاب في الدوري اللبناني ولقب في كأس لبنان وسبعة ألقاب في كأس النخبة وستة ألقاب في الكأس السوبر وبلغ معه نهائي كأس الاتحاد الآسيوي عام ٢٠٠٥، وأحرز كأس النخبة مع شباب الساحل، كما احترف لأشهر عدة في الدوري الإماراتي مع نادي دبي.

عطوي الذي أصبح في العقد الرابع يتابع مشاركاته في المباريات ولا يزال لديه ما يقدمه في الملاعب، علماً أن تأثيره في نتائج فريقه هو أمر واضح. ونجح قائد فريق النجمة في تدوين اسمه في سجلات الهدافين في الدوري، إذ سجل في مرمى البرج، ليصبح بذلك العميد عطوي (41 عاماً) اللاعب الأكبر سناً الذي يسجل في تاريخ الدوري اللبناني، وليقترب بذلك من الهدافين التاريخيين للدوري اللبناني وارطان غازاريان وفادي علوش، مؤرخاً لمسيرة طويلة من العطاء والانجازات امتدت لأكثر من 23 عاماً. وهو يضع بصماته في كل موسم، إما أهدافاً أو تمريرات حاسمة، وليؤكد أن عمر اللاعب في الملاعب لا يقاس إلا بالعطاء الذي يقدمه على أرض الملعب فقط لا غير. وهنا نص الحوار:

* من هو عباس أحمد عطوي؟

– بدايتي كانت في الأحياء الشعبية لمنطقة زقاق البلاط وكنت أتدرب مع المدرب الراحل يوسف الأسمر على ملعب فريج. عام 1997، وقعت على كشوف شباب نادي النجمة، ومن هنا انطلقت المسيرة الطويلة في النادي الأحب إلى قلبي. ألعب في خط الوسط ودافعت وما زلت عن ألوان نادي النجمة. ولعبت أكثر من 20 سنة للنادي، وخضت أكثر من 500 مباراة وسجلت 114 هدفاً. أنا ثالث هدافي الدوري اللبناني بعد فادي علوش ووارطان غازاريان. عام 2017 انضممت إلى الشباب العربي، قبل الانتقال إلى شباب الساحل في العام التالي. وفي عام 2020، عدت إلى النادي النبيذي بعقد لمدة عامين. أول ظهور لي مع منتخب لبنان كان عام 2002، وكنت اللاعب الأكثر مشاركة مع المنتخب (84 مباراة دولية)، ولعبت مع المنتخب الوطني لأكثر من 13 عامًا، حتى مباراتي الأخيرة عام 2016.

* كيف كانت طفولتك؟

– طفولتي كان محورها حب وعشق كرة القدم ولعبها أينما تسنى لي ذلك. في تلك الأيام لم يكن هناك ما يلهيني عن هذه الهواية والتي تحولت إلى مهنة.

* هل كان والداك رياضييْن؟

– لم يكن والداي رياضيين.

* ماذا عن تجربتك في المدرسة؟

– لم أكمل دراستي لأنني انشغلت بمواكبة فريق النجمة وكنت أهرب من المدرسة لأتمكن من حضور مباريات النجمة في طرابلس والخيارة (البقاع).

* كيف تقيم مستوى كرة القدم في لبنان؟

– للأسف المستوى إلى تراجع سنة بعد سنة، والسبب جائحة كورونا التي ساهمت في تدمير كرة القدم والرياضة بشكل عام في مختلف أنحاء العالم. هذا الموسم كان المستوى متراجعاً جدا. توقف الدوري، غياب الأجانب، إلغاء موسم، والأزمة الاقتصادية ساهمت إلى حد بعيد في هذا التراجع الذي صار مخيفاً، ويلزمنا سنوات وسنوات لاستعادة المستوى الذي سبق الجائحة والأزمة.

* كيف تقيم مستوى النجمة هذا الموسم؟

– مستوى نادي النجمة كان الأفضل بين الأندية اللبنانية، وقدم الفريق عروضاً ثابتة وتصاعدية حتى تصدرنا ترتيب الدوري. وتوقفت المسابقة لبعض الوقت بسبب الدورة السداسية، ما تسبب في ظلمنا بسبب تراجع انطلاقتنا الصاروخية، فضلاً عن غياب جمهورنا الذي هو اللاعب الرقم واحد في النادي بسبب الإغلاق العام. بشكل عام المستوى كان ثابتاً وممتازاً في فريق النجمة.

* إلى متى سيستمر عباس عطوي في الملاعب؟

– طالما عباس عطوي ما زال قادراً على العطاء سيستمر في الملاعب.. وربما بدأنا نقترب من الاعتزال.

* كيف تقيم محطة شباب الساحل بالنسبة إليك؟

– مشواري القصير مع شباب الساحل كان ممتازاً، إذ أحرزت لقباً معه هو كأس النخبة. الساحل يشبه العائلة وهو بيتي الثاني بعد الأول في النجمة. تعاملت مع إدارة محترمة ومدرب محترم هو الحاج محمود حمود الذي تعامل معي بكل ود ومحبة ومدير الفريق حسين فاضل كان مميزاً. شباب الساحل هو نادٍ عائلي بامتياز على رأسه سمير دبوق الذي أوجه له التحية.

* من سيدرب النجمة الموسم المقبل؟

– لا أعرف. هذا القرار مُلك الادارة وهي ستقرر من هو الأنسب للنادي والفريق وتعينه.

* هل ستتجه إلى التدريب؟

إن شاء الله بعد اعتزالي سأتوجه نحو التدريب. لقد خضعت لدورتين تدريبيتين C وB وإن شاء الله سأسعى في الفترة المقبلة للمشاركة في دورة الـA، علماً أنني تلقيت عرضاً من المدرب الروماني تيتا فاليريو لأكون مساعده في الأردن وهذه المرة الأولى التي أفصح فيها عن هذا العرض، إلا أنني رفضته بسبب ارتباطي بنادي النجمة.

* ما هي إنجازاتك كلاعب؟

– 21 لقباً: مع النجمة 6 ألقب في الدوري ولقب واحد في الكأس وسبعة ألقاب في كأس النخبة و6 ألقاب في الكأس السوبر. الدوري (6 ألقاب): مواسم 1999–2000 و2001–2002 و2003–2004 و2004–2005 و2008–2009 و2013–2014. كأس لبنان (لقب واحد): موسم 2015–2016. كأس النخبة (7 ألقاب): أعوام 1998 و2001 و2002 و2003 و2004 و2014 و2016. الكأس السوبر (6 ألقاب): أعوام 2000 و2002 و2004 و2009 و2014 و2016. بالإضافة إلى لقب في كأس النخبة مع شباب الساحل عام 2019.

إنجازاتي الفردية: 4 مرات أفضل لاعب في لبنان، اختياري 8 مرات ضمن التشكيلة المثالية، أجمل هدف 3 مرات، متصدر صانعي الأهداف 8 مرات.

* كيف تقيم أداء الاتحاد؟

– الاتحاد يقوم بعمله ويبذل الجهود ويقدم العطاءات من اللحم الحي، وذلك على الرغم من الأزمات المتلاحقة من جائحة كورونا إلى الأزمة الاقتصادية ومعاناة الأندية. الحمد لله أن الاتحاد استعاد نشاطه ونظم مسابقتي الدوري والكأس. الأزمات أثرت في عمل الاتحاد بشكل كبير وعلى الرغم من ذلك يواصل الاتحاد عمله وجهوده لإيصال اللعبة إلى مستويات أفضل.

* ما هي حظوظ منتخب لبنان في تصفيات كأس العالم؟

– بعد انسحاب كوريا الشمالية، صارت حظوظنا كبيرة بعد فوزنا على سريلانكا 3-2 واللقاء مع تركمانستان سيكون حاسماً لنضمن تأهلنا إلى الدور الثاني ومشاركتنا في نهائيات كأس آسيا للمرة الثانية على التوالي عبر التصفيات.

* القائد يولد أم يُصنع؟

– القائد يولد.. ثم تنمو القيادة مع الإنسان فيكتسب ويراكم الخبرات وتصبح قيادته ألمع.

* هل تأثرت بتراجع سعر صرف الليرة مقابل الدولار وكيف تمكنتم من حل هذه المشكلة مع الإدارة في النادي؟

– الجميع تأثر بالأزمة الاقتصادية والمالية وتراجع سعر صرف الليرة مقابل الدولار، وليس لاعبي كرة القدم فقط. الاتحاد والأندية اتفقت على دفع الرواتب بالليرة اللبنانية ما ألحق ضررا كبيراً باللاعبين بسبب تراجع سعر الصرف والراتب لم يعد يكفي لسد حاجات اللاعبين وعائلاتهم المعيشية. لكن اللاعبين مضطرون للتأقلم مع هذا الواقع المرير.

* ما هو أكثر شيء تحتاجه في حياتك؟

– الصحة ورضا الوالدين…

* ما هو الشيء الذي يجعلك تحس بأن لك قيمة في الحياة؟

– الصراحة والصدق مع الناس.

* ما هو لونك المفضل؟

– الأبيض.

* ما هو الرقم المفضل لديك؟

– الرقم 10.

* ماذا يوحي لك هذا الرقم من صفات؟

– هذا الرقم هو مميز في كرة القدم ويرتديه معظم النجوم وهو يوحي بالقيادة في الملعب ولذلك أحبه.

* ممّ تخاف؟

– أخاف الله..

* ما هي الصفات التي تحبها؟..

– الصدق.

* .. والصفات التي لا تحبها؟

– الكذب والنميمة.

* ما هي أفضل لحظة في حياتك؟

– أفضل اللحظات في حياتي هي عندما يتوج نادي النجمة بأي لقب.

* ما هي أسوأ لحظة في حياتك؟

– أسوأ لحظة في حياتي هي يوم توفي والدي رحمه الله.

* ماذا يعني لك لبنان؟

لبنان بلدي ومن أجمل بلدان العالم. وعلينا أن نحافظ عليه على الرغم من الازمات العديدة التي تعصف به وخصوصاً من موقعنا كرياضيين.

* لماذا لم تتزوج بعد؟

– تأخرت كثيراً في موضوع الزواج، فأنا في هذا العمر من المفروض أن يكون لدي زوجة وأولاد.. لكن الدنيا “قسمة ونصيب” وإن شاء الله الفكرة واردة والله يوفقني في بنت الحلال.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً