التاريخ المشرف للمنتخب السعودي في “المونديال”

زياد سامي عيتاني

التواجد في كأس العالم وسط الكثير من المنتخبات من مختلف القارات، حلمٌ يُراود كافة اللاعبين في العالم، خاصة أن المونديال يجمع العالم في أضخم بطولة عالمية تنافسية في تاريخ كرة القدم.

وتقام كأس العالم هذا العام لأول مرة على أراضٍ عربية، في سابقة تاريخية، تحمل في طياتها الفخر والاعتزاز في نفوس كل عربي لهذا الحدث الاستثنائي، حيث تحتضن دولة قطر منافسات البطولة، بعدما تمكنت بجدارة خارقة غير مسبوقة من بناء كل المنشآت والبنى التحية التي يشترطها “الفيفا”، وذلك بمواصفات عالمية فاقت بجودتها وجمالية هندستها وعمارتها كل خيال، حيث أنفقت دولة قطر نحو 220 مليار دولار على مشروعات البنية التحتية على أراضيها خلال الأعوام الـ12 الماضية، شملت الطرق والمدن ووسائل النقل العام والفنادق والمرافق الرياضية والملاعب، وهو ما يُعَدُّ أعلى رقم على الإطلاق للإنفاق على تجهيزات استضافة مسابقة عالمية، مقارنة بنفقات جميع الدول التي استضافت كأس العالم في السنوات الماضية.

وبالتأكيد كانت الملاعب العملاقة ذات التصميمات المعمارية الفريدة على رأس البنية التحتية التي شيَّدتها قطر لتجهيز كأس العالم، إذ شيَّدت 8 ملاعب وفق أحدث المواصفات العالمية لاستضافة المباريات، على رأسها ملعب البيت الذي استضاف مباراة الافتتاح، وملعب خليفة الدولي، وملعب لوسيل الذي سيستضيف المباراة النهائية، وأيضا ملعب الجنوب وملعب المدينة التعليمية، وملعب أحمد بن علي، وملعب الثمامة.

ومما زاد العرب فخراً وزهواً في هذا المونديال، النتائج المبهرة والمشرفة التي سجلتها المنتخبات العربية التي حجزت بطاقة التأهل لكأس العالم بنسخته القطرية، ومن بين هذه النتائج، المفاجأة العظيمة التي فجرها المنتخب السعودي في أولى مبارياته بفوزه التاريخي على المنتخب الأرجنتيني العريق كروياً، وأحد أبرز المرشحين للتتويج باللقب، إذ أن هذا الفوز، كفيل وحده، من دون انتظار باقي نتائجه، أن يدخل المنتخب السعودي السجل التاريخي لكرة القدم العالمية، بعدما دوّن لاعبوه بأحرف مذهبة ممزوجة بعرق جبينهم على صفحات تاريخ المونديال إنجازاً مشرفاً للمملكة وللعرب عموماً، على الرغم من إخفاقه فيما بعد بالتأهل، عقب خسارتين غير مستحقتين أمام منتخبي بولندا والمكسيك.

فالمملكة العربية السعودية وضعت منذ زمن بعيد نصب عينيها هدف الوصول كروياً إلى العالمية، وفقاً لخطة طويلة الأمد للارتقاء في الأداء والنتائج تدريجياً، لتكون خير سفيرة وممثلة للعرب في هذا الحدث الذي ينتظره العالم أجمع كل أربع سنوات.

بناء عليه، كان للمنتخب الأخضر مسيرة مظفرة في المشاركات في كأس العالم بكل عزيمة وصبر وتخطيط، لم تخلُ من الصعوبات والإخفاقات، التي لم تؤثر في العزيمة والإصرار والتحدي لرفع راية العرب خفاقة براقة في سماء أكبر حدث رياضي عالمي.

وهنا تاريخ المنتخب السعودي في مسابقة كأس العالم:

تأهل منتخب السعودية لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم 6 مرات، أعوام 1994، و1998، و2002، و2006، و2018 و2022.

فقد جاءت مشاركته الأولى في مونديال 1994، وتواصلت 3 مرات متوالية أعوام 1998 و2002 و2006، قبل أن يغيب 12 عاماً ليظهر مجدداً في مونديال روسيا 2018.

وأبرز مشاركة لمنتخب السعودية في المونديال، كانت في كأس العالم 1994 حيث بلغ دور الـ16 بعد أن تصدر المجموعة السادسة.

في المقابل، كانت أسوأ مشاركة للسعودية في مونديال كوريا واليابان 2002، فقد هزمتها ألمانيا بثمانية أهداف نظيفة، في المباراة الأولى من دور المجموعات، وخسرت أيضا أمام الكاميرون (0-1)، وإيرلندا بثلاثية نظيفة.

وقد صعد منتخب السعودية إلى كأس العالم 2022 في قطر، للمرة السادسة في تاريخه، والثانية على التوالي بعد مشاركته في كأس العالم 2018 في روسيا، بعدما احتل منتخب السعودية صدارة ترتيب المجموعة الثانية في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2022 في قطر.

وحصد منتخب السعودية 23 نقطة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال قطر 2022، حيث فاز في 7 مباريات وتعادل في مباراتين، وخسر مباراة واحدة.

وجاءت انتصارات السعودية في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2022 ضد فيتنام 3-1 ذهابًا و1-0 إيابًا، وعمان 1-0 ذهابًا وإيابًا، واليابان 1-0 ذهابًا، والصين 3-2 ذهابًا، وأستراليا 1-0 إيابًا.

بينما تعادلت السعودية في مشوار التصفيات الآسيوية مع أستراليا 0-0 ذهابًا، والصين 1-1 إيابًا، وتلقت الخسارة الوحيدة أمام منتخب اليابان 2-0 إيابًا.

وسجلت السعودية 12 هدفًا في التصفيات كرابع أقوى هجوم بالتساوي مع اليابان وخلف إيران وكوريا الجنوبية وأستراليا، واستقبلت شباكها 6 أهداف كرابع أقوى دفاع بعد كوريا الجنوبية وإيران واليابان.

شارك المقال