الصديقان حكيمي ومبابي… في قلب المواجهة الأشرس

لبنان الكبير

لطالما خطف أشرف حكيمي وكيليان مبابي، ثنائي باريس سان جرمان، الأنظار سويا بسبب علاقتهما المميزة التي تربطهما، ودائما ما يعكسانها على شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بهما، لكنهما سيضطران إلى مواجهة بعضهما بعضا، الأربعاء، عندما يلتقي منتخب المغرب نظيره الفرنسي في نصف نهائي كأس العالم 2022.

وتأهل منتخبا المغرب وفرنسا إلى نصف نهائي المونديال، بعدما فاز الأول على البرتغال 1-0 وهزم الثاني إنكلترا بنتيجة 2-1، وفي الجانب الآخر ستكون هناك مواجهة بين كرواتيا والأرجنتين، والتي ستقام الثلاثاء.

وفور تأهل منتخب فرنسا إلى نصف النهائي ليضرب موعدا مع المغرب، وجه أشرف حكيمي رسالة إلى صديقه مبابي عبر حسابه الرسمي على “تويتر”، قائلا: “أراك قريبا يا صديقي”.

وسجل المنتخب المغربي إنجازا تاريخيا وأصبح أول فريق عربي وإفريقي يبلغ المربع الذهبي لكأس العالم، وأمامه فرصة تاريخية لبلوغ النهائي إذا خرج منتصرا أمام فرنسا، حيث يقام النهائي في 18 كانون الأول/ديسمبر الجاري على أرضية استاد “لوسيل”.

علاقتهما الوثيقة ليست سرا، إذ تشاركا غرفة الملابس منذ 2021، عندما انتقل حكيمي إلى النادي الفرنسي قادما من الإنتر ميلان الإيطالي في 6 تموز/يوليو 2021، وأصبح الظهير المغربي صاحب أغلى صفقة انتقال للاعب عربي في التاريخ، حيث قدرت وسائل إعلام إيطالية وفرنسية صفقة انتقاله إلى باريس سان جرمان بنحو 70 مليون يورو.

وفي وقت قصير ظهرت صداقتهما، وقد أوضح حكيمي السبب بالفعل، عندما قال في مؤتمر صحافي قبل إحدى المباريات: “حدث ذلك بشكل طبيعي منذ اليوم الأول، نحن في نفس العمر ونحب ذات الأشياء وهو ما يربطنا داخل وخارجه”.

وولد الثنائي في ذات العام 1998، حيث رأى حكيمي النور في 4 نوفمبر، وفي 20 ديسمبر وعلى بعد قرابة الألف و284 كلم من مدريد مكان نشأة حكيمي، ولد مبابي في بوندي وهي ضاحية للطبقة العاملة شمال باريس في فرنسا.

مرت صداقة الثنائي بمرحلة توتر حسب التقارير الإعلامية الفرنسية، وتحديدا عندما التقطت الكاميرات لقطة يظهر فيها مبابي وهو يوبّخ المدافع المغربي خلال إحدى المباريات الموسم الماضي، وكان الثنائي يتناقشان بسبب ضياع هجمة على الفريق.

والتقطت الكاميرات حكيمي الذي قال لمبابي: “لو كان الأمر كما تقول، أنا آسف. لكن الجناح الفرنسي رد عليه: لا يكفي أن تقول آسف، يجب أن تلعب التمريرة”.

على الرغم من المرور بلحظات توتر، أدرك مبابي قيمة زميله أشرف حكيمي، عندما قال عنه في تغريدة عبر “تويتر”: “حكيمي هو أفضل ظهير أيمن في العالم”.

في مقابلة مع صحيفة “لو باريزيان” تحدث حكيمي عن علاقته مع مبابي، قائلا: “نحن شابان في نفس العمر، يتشاركان نفس الأذواق، نتحدث عن الموسيقى وألعاب الفيديو، نذهب إلى المطاعم ونقضي الوقت معا”.

وأضاف: “نتحدث غالبا باللغة الإسبانية، يتقنها مبابي تماما، ويساعدني كثيرا في تحسين لغتي الفرنسية، أنا أستمتع بتعلم اللغة معه حتى لو كان الأمر صعبا بعض الشيء بالنسبة لي”.

يعد أشرف حكيمي أحد أسرع اللاعبين في كرة القدم، ومع ذلك يجد منافسا كبيرا في باريس سان جرمان، وهو كيليان مبابي، وتم طرح السؤال على الظهير الأيسر من قبل “ليكيب”، ورد: “علينا أن نرى من هو الأسرع، لم نحاول التسباق بين بعضنا بعضا حتى الآن، إنه سريع جدا أيضا، على أي حال هي ميزة للفريق، لكن المحتمل أن نخوض سباق 100 متر في نهاية جلسة التدريب، لحل المشكلة”.

سلطت الأضواء على صداقة الثنائي مجددا في مونديال قطر، عندما حصل لاعبو منتخب فرنسا على يوم عطلة بعد تأهلهم إلى ربع النهائي، وانتهز مبابي الفرصة لزيارة صديقه حكيمي، وذلك قبل مباراة المغرب ضد إسبانيا بيوم، ونشر مبابي صورة له برفقة المدافع المغربي.

منذ انتقال حكيمي إلى فريق العاصمة الفرنسية، خاض مع مبابي 58 مباراة سويا، 4289 دقيقة لعب، شهدت 41 انتصارا لباريس سان جرمان، و12 تعادلا، و5 هزائم فقط، وحققا معا لقب الدوري الفرنسي ولقب السوبر الفرنسي.

لا يفوت الثنائي أي فرصة لإظهار صداقتهما الكبيرة القائمة بينهما، وفي أحد مقاطع الفيديو الخاصة بالنادي الفرنسي، سخر مبابي من طريقة ولهجة تحدث حكيمي باللغة الفرنسية، في مقطع تم تداوله بشكل واسع.

دائما ما يحتفل الثنائي بأهدافهما سويا وبطريقة مبتكرة، واشتهرت العديد من الاحتفالات لهما، مثل رقصة البطريق الأخيرة التي قدمها حكيمي في ركلة الترجيح الأخيرة أمام إسبانيا في ربع النهائي.

وأشارت إذاعة “مونتي كارلو” إلى أن احتفالهما داخل أرضية الملعب، دائما له تفسير.

بعد انتهاء قصة انتقال مبابي إلى ريال مدريد بتمديد الفرنسي عقده مع باريس سان جرمان، أبانت التقارير الإعلامية أن حكيمي علم بقرار زميله قبل أي شخص آخر.

وأكد حكيمي صحة الأنباء في حديث لإحدى القنوات الإسبانية، عندما قال: “علم زملائي بالأمر على أرض الملعب، لكن بما أنني لدي صداقة مع كيليان، فقد اكتشفت قبل ذلك بأيام قليلة”.

سيضطر اللاعبان إلى ترك صداقتهما ورحلاتهما لـ 90 دقيقة أو ربما يزيد الأمر إلى الأشواط الإضافية وركلات الترجيح، وذلك عندما يلتقي المغرب وفرنسا، مساء الأربعاء.

وستكون المواجهة الثالثة بينهما، حيث جمعتهما مباراتان في دوري أبطال أوروبا موسم 2019-2020، عندما أقصى باريس سان جرمان فريق بوروسيا دورتموند الألماني من دور الـ 16 والذي كان يرتدي حكيمي قميصه حينها.

انتهت المباراة الأولى بنتيجة 2-0 لمصلحة النادي الفرنسي في باريس، والثانية بنتيجة 2-1 للنادي الألماني.

شارك المقال