وعد مبابي

محمد فواز
محمد فواز

“عائدون”، بهذه الكلمة عبّر المهاجم الفرنسي كيليان مبابي عن تصميمه على العودة للمنافسة على اللقب في كأس العالم المقبلة عام 2026 المقررة في أميركا وكندا والمكسيك.

كما عكس خيبة أمله من خسارته اللقب في المباراة النهائية أمام الارجنتين على الرغم من ثلاثيته التاريخية. وكانت خيبته واضحة في المباراة النهائية حتى أنه لم يكن “على السمع” لمحاولات رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون تهدئته.

التغريدة تم نشرها أثناء عودة البلوز من قطر، وكانت الرسالة مصحوبة بصورة له وهو يبدو متهالكًا ويحمل جائزة الهداف، مقابل أهدافه الثمانية التي سجلها خلال البطولة.

تبدّد حلم مبابي على الرغم من “هَوَسه” ببطولته المفضلة، أمام زميله في سان جرمان ليونيل ميسي ورفاقه، في انتكاسة ينبغي على الفرنسي التغلب عليها بسرعة ليحافظ على آماله بالفوز بالكرة الذهبية.

اللاعب الذي بلغ عامه الـ24 أمس الثلاثاء والذي كان أبرز اكتشافات مونديال 2018، كان يسعى لتكرار إنجاز الاسطورة البرازيلية بيليه الذي توج تواليًا عامي 1958 و1962، عندما كان في سن الـ17 و21 على الرغم من أنه أنهى النسخة التالية مصابًا.

اختتم مبابي نهائيات كأس العالم الثانية له بإحباط، إذ ذهبت ثلاثيته التي سجلها في النهائي وجعلته ثاني لاعب فقط في تاريخ النهائيات يحقق “هاتريك” في موقعة اللقب بعد الإنكليزي جيف هيرست عام 1966، وأهدافه الثمانية التي منحته الحذاء الذهبي، وومضاته وشهيته الكبيرة لم تكن كافية للبلوز أمام طموح ميسي في انهاء مشاركته الأخيرة في كأس العالم بلقب طال انتظاره.

وأثبتت الكأس العالمية أن المهاجم الفرنسي الشاب هو نجم وأيقونة المستقبل.

وأحرز مبابي لقب هداف البطولة بعدما سجل 8 أهداف بفارق هدف واحد عن الأرجنتيني ليونيل ميسي، لكن اللاعب الفرنسي الشاب بدا حزينا وهو يتسلم جائزة الحذاء الذهبي لهداف البطولة حيث كان هدفه الأساسي هو الفوز باللقب العالمي مع منتخب بلاده.

ورفع مبابي رصيده إلى 12 هدفا في بطولات كأس العالم بعد رباعية أحرزها في مونديال 2018 في روسيا. ومع سن مبابي وإمكانية مشاركته في أكثر من نسخة تالية من كأس العالم، يبدو اللاعب مرشحا لمعادلة وتحطيم العديد من الأرقام القياسية ومنها الاستحواذ على لقب الهداف التاريخي لكأس العالم، الذي يحمله المهاجم الألماني ميروسلاف كلوزه برصيد 16 هدفا.

مع فرنسا، أحيط في خط المقدمة بنجوم رائعين مثل المهاجم “المحوري” أوليفييه جيرو الذي منحه الحرية وسمح له بإيجاد المساحات؛ وصانع ألعاب فني ودقيق مع أنطوان غريزمان؛ ومراوغ سريع آخر على الجناح الايمن عثمان ديمبيليه، لتشتيت انتباه دفاع الخصم. حتى أن غياب كريم بنزيمة بسبب الإصابة تركه حرًا إذ أصبح مبابي النجم الاول في هجوم الديوك وهداف البطولة.

ويمثل مبابي رمزا لهذا الجيل من اللاعبين في صفوف المنتخب الفرنسي الذي يعتمد حاليا على عدد من اللاعبين الشباب، مثل أوريليان تشواميني وجول كونديه ودايو أوباميكانو وماركوس تورام وكينغسلي كومان وراندال كولو مواني.

ومع اعتماد المنتخب الفرنسي على هذه المجموعة الشابة من اللاعبين بقيادة مهاجم خطير ويمتلك إمكانات مميزة أمام المرمى وفي الاختراقات مثل مبابي، يبدو المنتخب الفرنسي مرشحا للمنافسة على العديد من الألقاب في البطولات الكبيرة في السنوات المقبلة.

كما تألق مبابي بشكل هائل في النصف الأول من الموسم مع باريس سان جرمان مسجلا 19 هدفًا في 20 مباراة. وسيكون لـ”كيكي” هدف واحد فقط في الموسم، أن يهدي سان جرمان لقبه الاول في دوري أبطال أوروبا الى جانب البرازيلي نيمار وميسي.

كما يبدو مبابي مرشحا لأن يكون المرشح الجدير للعديد من الجوائز الفردية التي هيمن عليها ميسي ورونالدو في السنوات الماضية ليكون هو أيقونة “المستقبل” في عالم كرة القدم.

يذكر أن عشرات الآلاف من المشجعين احتشدوا ليل الاثنين – الثلاثاء للترحيب بالمنتخب بعيد عودته من قطر. وغادرت حافلة تقل المنتخب من مطار باريس حيث حياهم العاملون في الميناء الجوي إلى ساحة الكونكورد، وأشعلت الجماهير ألعابا نارية ولوحت بالعلم الفرنسي ورددت (هيّا أيها الزرق) والنشيد الوطني الفرنسي بينما أطل الفريق من إحدى شرفات فندق كريون الفخم. ولوح المدرب ديدييه ديشان وقائد الفريق هوغو لوريس للجماهير من الشرفة قبل أن ينضم إليهما لاحقا باقي الفريق ومبابي الذي تعالت أصوات الجماهير في استقباله.

شارك المقال