هل يخلط حجيج الأوراق في انتخابات اتحاد الكرة؟!

محمد فواز
محمد فواز

هل يخلط ترشُح نجم كرة القدم اللبنانية ونادي النجمة موسى حجيج لرئاسة اتحاد اللعبة بمواجهة الرئيس الحالي هاشم حيدر الذي يسعى لولاية سادسة، الأوراق في الانتخابات المقررة في 29 حزيران في فندق “موفنبيك” الروشة، علماً أن الاتصالات تتوالى بين مختلف أركان اللعبة وعرابيها “السياسيين” للخروج بحل توافقي ولائحة تُنتخب بالتزكية.

ويشغل المهندس حيدر رئاسة الاتحاد منذ 23 أيلول 2001 إثر تجديد الثقة به 5 مرات، وهو خلف الدكتور نبيل الراعي الذي شغل المنصب لولايتين منذ 2 أيار 1985. كما يشغل حيدر عضوية الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ومركز نائب رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية، فضلاً عن توليه وظيفة رسمية هي المدير العام لمجلس الجنوب. لكنه غير مرتبط بناد، وهو حيادي، بعد استقالته من رئاسة نادي البرج إثر ترشحه لرئاسة الاتحاد في 2001.

في المقابل، يملك حجيج مسيرة حافلة في الملاعب لاعباً في ناديي النصر الشياح ثم النجمة الذي حقق معه بطولات عدة، فالمنتخب الوطني الذي ترك فيه بصمات لاعباً وكابتناً. كما تولى الإشراف مدرباً على ستة فرق هي: النبي شيت، الراسينغ بيروت، شباب الساحل، طرابلس الرياضي، العهد والنجمة الذي قاده إلى الوصافة في مسابقتي الدوري والكأس في الموسم المنتهي.

من مواليد 1974، يخوض حجيج الانتخابات على مقعد الرئاسة مباشرة، وفق قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، في مواجهة الرئيس الحالي حيدر، الذي يشغل هذا المنصب منذ أيلول 2001، والذي أعلن في وقت سابق ترشحه لولاية جديدة (سادسة توالياً).

كما ستشهد الجمعية العمومية الخاصة بالانتخابات “معركة” في ظل رغبة شخصيات رياضية عدة بالترشح لمقاعد اللجنة التنفيذية. وستحمل اللجنة التنفيذية تبديلات في هوية 3 أعضاء على الأقل بتأكيد خروج الزميل جورج سولاج، إلى زيادة مقعد نسوي وفقاً للوائح «فيفا».

وذكرت مصادر عليمة أن الأعضاء المرجح بقاؤهم ضمن اللجنة هم مازن قبيسي (حركة أمل) وموسى مكي (حزب الله) عن الطائفة الشيعية إلى جانب حيدر، ووائل شهيب وعصام الصايغ عن الدروز الى جانب الأمين العام جهاد الشحف (منصب وظيفي)، وريمون سمعان (رئيس بلدية فرن الشباك)، وسمعان الدويهي ممثل نادي السلام زغرتا، وواهرام برصوميان عن المقعد الأرمني ممثلاً جمعية هومنتمن وحزب الطاشناق.

 

وفور إعلان ترشيحه، ارتفعت أصوات الجماهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض لما تقدم به موسى، حيث اعتبر البعض أن حجيج لديه صبغة نجماوية، وسيعمل لإعادة ناديه إلى منصات التتويج، متهمين إيّاه أيضًا بنيته “ضرب” المنافسين رياضياً وأبرزهم نادي الأنصار. فيما أيّد عدد كبير من الجماهير قرار موسى، لكونه من أهل اللعبة ويعلم خفايا هذه الرياضة. ويقول البعض الثالث إن الكرة اللبنانية باتت بحاجة إلى “نفضة” من جميع النواحي.

ويقول حجيج إنه “ابن بيئة حركة أمل التي تدعم حيدر لموقع الرئاسة، لكن الأمور صارت بحاجة إلى تغيير في الأسلوب والأداء، حتى نتمكن من وقف الإخفاقات المتوالية للمنتخب الوطني وبناء أرضية صلبة تمكّننا من التأهل للمناسبات الكبرى”. كما أكد أنه مدعوم من قبل شخصيات رياضية وسياسية ويملك فريق عمل سيسعى بدءاً من الأسبوع المقبل سلسلة اتصالات مع الأندية لعرض برنامج عمله وضمان تصويتها له.

وكشف حجيج عن “برنامج طموح لخصه بـ”بناء قاعدة هرم صلبة، ترسي مداميك لمستقبل كروي، فنبتعد عن التعاطي مع المناسبات قبل حدوثها من دون استراتيجية طويلة الأمد”. وحدد هدفاً رئيسياً “يقوم على السعي بقوة للتأهل إلى مونديال 2026 الذي تستضيفه الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك حيث تنتشر الجالية اللبنانية بكثافة في هذه البلدان، مستفيدين من رفع عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات”.

وتابع: “نحترم كلّ من مرّ في تاريخ اللعبة، خدموا بطريقة أو بأخرى، أعطوا كلّ ما يمكن، وهم في هذا المنصب من سنوات، مشكورون. يجب أن يفتحوا المجال لغيرهم لتغيير الأسلوب المتبع، لعلنا نصل إلى مكانٍ آخر، أنا ابن هذه اللعبة، ابن الملعب وأفهم حيثياتها، وسأقوم بجلب كلّ الذين لديهم دراية بها كي يشاركوا في هذا العمل، فتطويرها ليس لي، المنصب لا يعنيني”.

وتحدّث موسى حجيج عن أن الأندية في لبنان تريد التغيير والتطور، ومنها نادي النجمة، والرئيس أسعد الصقال، الذي كان قد اجتمع معه بالأمس، وتباحثا في الموضوع، من دون إعلان النادي أي موقف رسمي حتى اللحظة تجاه ترشّح “المايسترو” لرئاسة الاتحاد.

وأردف حجيج عن إمكانية عودته للتدريب بحال فشله في الوصول إلى مبتغاه: “صحيح أنني لم أقدّم استقالتي من تدريب نادي النجمة، لكن كان هناك تبليغ أنني لن أستمرّ مع الفريق، لعدّة أسباب، أبرزها أنني لم أعد قادراً على تحمّل كمّ الفساد الهائل”.

ووجّه اللاعب الملقب بمايسترو كرة القدم اللبنانية وقائد منتخب الأرز سابقاً رسالة “إلى الأندية التي ستقوم بالتصويت في الانتخابات، الكرة الآن في ملعبكم، هل أنتم مع التغيير نحو وجوه شابة تفهم باللعبة، بحال رفضتم، لن يحق لكم بعد ذلك الاعتراض على القرارات التي يتخذها الاتحاد الذي اخترتموه، وهو موجود من 20 عاماً بفعل 5 ولايات تزكية، كفاية”.

وختم حجيج: “هناك خطة مفصلة على الورقة والقلم، شاملة لكافة التفاصيل وبسيطة، يمكننا أخذ نموذج (من الخارج) للعمل عليه، هناك أكثر من خيار، أنا أؤمن بأن إمكانات اللاعب اللبناني أفضل من إمكانات اللاعبين في الدول المحيطة بنا أقلّه، وأكبر دليل على ذلك أن اللاعب اللبناني حين يحترف في الخارج يبدع على الصعيد الفردي”.

وكانت الجمعية العمومية الأخيرة للاتحاد اللبناني لكرة القدم وافقت على تعيين لجنة مستقلة للإشراف على انتخابات لجنته التنفيذية. وشدد حيدر في الجلسة على أن اللجنة التنفيذية اتخذت قراراً بتخصيص المساعدات المالية المقدمة من الفيفا إلى الأندية بشكل كامل، وأكد أن كرة القدم في لبنان تتعامل في ما بينها كعائلة واحدة.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً