خيامي لـ”لبنان الكبير”: لتركيبة بقيادة حيدر وميدان حجيج التدريب

محمد فواز
محمد فواز

أكد المدير العام لوزارة الشباب والرياضة زيد خيامي أنه “ليس مع التغيير في انتخابات اللجنة التنفيذية لاتحاد كرة القدم، لكنه مع الربط بين الواقع الموجود والتغيير الموعود، لافتاً إلى أنه يميل إلى التوافقات وليس إلى الصراعات، وآملاً أن يبقى هاشم حيدر على رأس الاتحاد على أن يقوم بصياغة تركيبة قادرة على مواكبة المرحلة المقبلة وعلى خدمة اللعبة وتطويرها”.

ولفت خيامي، في حديث مطوّل لـ”لبنان الكبير”، إلى أن موسى حجيج هو لاعب كبير أدى دوره في المنتخب الوطني ونادي النجمة على أكمل وجه، لكن موقعه هو في الميدان أي في الملعب من خلال لعب دور المدرب الذي يُستفاد من خبراته.

وإذ أسف للخسارة الثانية لمنتخب لبنان ضمن التصفيات الآسيوية لمونديال 2022 بعد فوز على سريلانكا 3-2 وخسارة غير متوقعة أمام تركمانستان بالنتيجة عينها وخسارة أمام كوريا الجنوبية 1-2، أوضح أن “مباراة تركمانستان كانت في متناولنا قبل دقائق قليلة من نهاية اللقاء، أي أننا بدأنا “المشاركة في كأس آسيا” لكنها سُرقت منا في اللحظات القاتلة، ونحن ساهمنا كمنتخب في هذه السرقة. كنا فائزين 2-1 قبل ربع ساعة من النهاية وكان علينا الحفاظ على هذا التقدم بأي ثمن بدلاً من الاندفاع العشوائي نحو الهجوم للتسجيل. للأسف خسرنا حلماً موعوداً”.

من مواليد ٢٥ كانون الأول عام ١٩٥٨ في بلدة جبال البطم – قضاء صور، خيامي متأهل من تغريد عبود (ولهما ستة أولاد هم أسامة، جاد، مجد، غدي، غيد، وشهد)، والتي وصفها بأنها “أم الكل”. وهنا نص الحوار:

* من هو زيد خيامي؟

– زيد خيامي من مواليد 1958 في قرية جبال البطم – قضاء صور، من أبوين فقيرين من البلدة عينها، الوالد سلمان خيامي توفي منذ 4 سنوات والوالدة فاطمة مهند توفيت منذ خمس سنوات. عشت طفولتي في القرية ودرست في مدرسة البلدة حتى الصف الثالث ابتدائي، ثم انتقلت العائلة إلى برج حمود في بيروت حيث التحقتُ بالمدرسة العربية الحديثة حتى الخامس ابتدائي. ثم تابعت دراستي في مدرسة مار تقلا في برج حمود، وانتقلت العائلة بعدها إلى حارة حريك حيث درست في مدرسة ابن خلدون حتى صف البريفيه، قبل أن أنتقل إلى ثانوية رأس النبع الرسمية. جامعياً، درست في الجامعة اللبنانية العلوم السياسية والغدارية. الوالد كان بائع خضار على عربة قضى أكثر من 45 سنة من عمره في جونية، وكنت أساعده أيام العطلة وفي موسم الصيف. لذلك، لديّ حنين دائم إلى مدينة جونية لأنني قضيت قسماً كبيراً من حياتي فيها وأعرف كل البيوت القديمة فيها وما زلت على تواصل مع أهالي هذه المدينة. فيما بعد، التحقت بحركة أمل منذ انطلاقتها عام 1975، وتسلمت عدة مسؤوليات تنظيمية في منطقة بئر العبد لها علاقة بالتنظيم والاعلام والرياضة. ثم اهتممت بالأمور الطلابية والتربوية وخصوصاً الذين يحصلون على منح للدراسة في الخارج، ولا سيما في سوريا ومن ثم في الجزائر. وفي 2 أيار 1985، انتخبت عضواً في اللجنة العليا لاتحاد كرة القدم إلى جانب الأمين العام التاريخي رهيف علامة الذي قاد عملية توحيد عائلة كرة القدم “الشرقية” و”الغربية” وبكل فخر، وقبل أن تتوحد المناطق اللبنانية بسنوات، والتي ما زلنا حتى اليوم نعيش نتائج هذه الوحدة. في تلك الفترة، كُلفت بمهمة من قبل حركة أمل في الجزائر ولمدة سنتين، عدت بعدها وتسلمت المسؤولية الرياضية في الحركة وبقيت عضواً في اللجنة العليا لاتحاد الكرة، وذلك حتى عام 1994 حين عُيَنت مديراً عاماً للشباب والرياضة في كنف وزارة التربية قبل أن تصبح وزارة مستقلة وقائمة بذاتها. وكان من الطبيعي أن أستقيل من اتحاد كرة القدم وذلك في تموز عام 1994 لأبدأ مهامي على رأس المديرية وما زلت منذ 27 عاماً تقريباً وأمامي سنتان أخيرتان إذا أكملتهما سأصبح صاحب الرقم القياسي في البقاء في موقع واحد من الفئة الأولى في الدولة اللبنانية. وكان شغل هذا المركز قبلي عصام حيدر الذي بقي لمدة 6 سنوات، تلاه العقيد غالب فحص الذي استمر 19 عاماً على رأس المديرية من عام 1972 إلى عام 1991.

* كيف كانت طفولتك؟

– طفولتي كانت في الضيعة حائرة بين الحقل والزيتون وزراعة التبغ، إذ لم يكن هناك أماكن للهو في القرية. الطفولة في ذلك الوقت كانت مقتصرة على اللعب على البيدر ومساعدة الأهالي في الزراعة. وفي برج حمود، كانت فترة عبور ابن الضيعة إلى المدينة، وتحول اهتمامنا إلى لعب كرة القدم أو الذهاب إلى السينما أو ركوب الدراجة. وفي حارة حريك، وكوني الابن الاكبر، بدأت تحمل المسؤولية في مساعدة الوالد في بيع الخضار والعمل أيام العطلة وفي موسم الصيف فاشتغلت في عدة معامل “تريكو” (حياكة الكنزات) وفي عدد من المطاعم (منها مطعم بدارو – إن)، إلى جانب متابعة الدراسة. طفولتي لم تكن سهلة بل فيها شقاء وتعب لمساعدة إخوتي (3 بنات وصبيّان) والاهل. لكنني أعتز بهذه الطفولة التي كانت عامرة أيضاً بالحنان والإحساس والرقة، وكانت الأسرة أكثر التصاقاً والتحاماً وحباً ووداداً.

* هل كان والداك رياضيين؟

– لا، فالوالد كان يشقى ويتعب ويعمل بلا كلل ليتحمل مسؤولية هذه العائلة، فيما كانت الوالدة مسؤولة عن رعاية الأولاد. وعندما بدأت مسؤولياتي في حركة أمل كنت أهوى كرة القدم وأسعى إلى الاستفادة من أي بورة فـ”نسهمدها” ونحولها إلى ملعب كرة قدم نُشبع فيه هواياتنا أنا وأصحابي. تاريخياً، كان هناك ملعب حي ماضي، وملعب أبو عضل، وملعب بئر العبد، وملعب حارة حريك الذي هو اليوم ملعب شباب الساحل. وكنت حريصاً على إقامة أنشطة رياضية في أي مكان أتواجد فيه. كما كنت مواكباً لبطولة كرة القدم وأحضر مباريات النجمة والانصار والراسينغ والهومنتمن والاستقلال والرياضة والأدب، وكنا نأتي من الضاحية الجنوبية إلى برج حمود مشياً لحضور مباراة، أو ننتقل من حارة حريك إلى المدينة الرياضية أو ملعب بيروت البلدي لمواكبة الفرق ونحضر المباريات. وكنا نحاول الدخول عبر تسلق الحائط المحيط بالملعب وفي إحدى المرات كنت أسعى لحضور مباراة النجمة والصفاء في المدينة، فحاولت الهرب من الدرك إلى أرض الملعب وصار الجمهور يصفق تشجيعاً لي، لكن في النهاية اعتقلت ونلت حصتي من الضرب. لكن لا أعرف لماذا كان لدي هذا الإحساس بضرورة الاهتمام بالرياضة، علما أن عملي التنظيمي داخل الحركة لم يكن يشمل الرياضة في البداية. وهنا لا بد من الإشارة إلى أننا كنا في الحركة أول تنظيم سياسي يُنشئ مكتبا لشؤون الرياضة.

* ماذا عن تجربتك في المدرسة؟

– معظم دراستي قضيتها في المدارس الرسمية حتى جامعتي كانت الجامعة الرسمية اللبنانية. كنت من المتفوقين وكنت أشجع إخوتي على الاهتمام بدراستهم وأفرض عليهم التعلم والتفوق، لأنه في تلك الحقبة لم يكن الأهل من المشجعين للدراسة بل لاكتساب مهنة تُدخلنا سوق العمل. كانت تجربتي شاقة ومتعبة لكنها كانت مفعمة بالمسؤولية منذ البداية في المنزل.

* من له الفضل على زيد خيامي؟

– الفضل الأول للوالد والوالدة رحمهما الله لثقتهما المطلقة بي وتحميلي المسؤولية مبكراً. الفضل الثاني لحركة أمل التي صقلت شخصيتي وبلورتها. والفضل الثالث لكل الاخوان في الحركة الذين ناضلوا واستشهدوا حتى نصبح جزءا من معادلة معينة وإن شاء الله نبقى أوفياء لهم.

* كيف تقيم مستوى الرياضة في لبنان؟

– المستوى الرياضي في لبنان بكل أسف ليس متطوراً لأن النظرة إلى الرياضة في بلدنا نظرة إهمال. حتى مفهوم الدولة للرياضة هو في آخر اهتماماتها. مفهوم المجتمع للرياضة لا يرتقي إلى أن لها علاقة بصحة الإنسان وبقوته وبثقافته، فالناس تهتم بممارسة الرياضة لكنها لا تملك ثقافة رياضية. المجتمع لدينا لا يملك ثقافة رياضية، وليس لدينا دولة تمتلك الثقافة الرياضية، لذلك الرياضة في بلدنا قائمة على المبادرات. والدليل على ذلك القطاع المدرسي الرسمي الذي تأتي مادة الرياضة في آخر سلم اهتماماته حتى عند إنشاء المدارس لا يتم الاهتمام بالجانب الرياضي فيها. وهذه مسألة أساسية لأن الرياضة المدرسية هي محورية وتأسيسية للرياضة الوطنية. حتى اهتمامات البلدات في المناطق تقتصر على إعمار حائط أو تزفيت طريق إلا أننا ساهمنا من خلال رؤيتنا في الوزارة مع حوالي 120 بلدة ومنها شحيم وسبلين وبرجا بإنشاء منشآت رياضية حديثة في محاولة لوضع أسس لثقافة رياضية، لكننا لم نبلغ مرحلة التطور الايجابي بدليل أن كل دول المنطقة تتقدم وتتطور في مجال الرياضة من دون أن نستطيع أن نواكبها بل أن رياضتنا إلى تراجع.

* ماذا عن مستوى القطاع الشبابي؟

– في الموضوع الشبابي، وباستثناء القطاع الكشفي، كل الانشطة الشبابية تبقى متواضعة. فمثلاً في مصر، كل مركز للشباب فيها هو بمساحة بيروت بينما لا يوجد أي مركز شبابي في لبنان. نحن للأسف لا نمتلك هذه المراكز التربوية والترفيهية والحافلة بالأنشطة الثقافية والرياضية والأكاديمية. وهذه مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع المدني. فما الذي يمنع مثلاً تحويل غابة بسابا في الإقليم إلى محمية ومركز شبابي دائم ومدينة كشفية تستقبل مختلف الأنشطة في هذا المجال. وكل ذلك يقام بمبادرات من البلديات مع بعض الدعم من الدولة أو المتمولين. فالدولة لا تملك استراتيجية شبابية أو رياضية تحدد بموجبها الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها عبر امتلاك خريطة للمدن الرياضية في مختلف المناطق وخريطة شبابية مماثلة. واليوم أصبحت الأمور أكثر صعوبة مع تراجع سعر صرف الليرة وانعدام الامكانات.

* كيف يقيم زيد خيامي أداءه في منصبه؟

– سأكون واقعياً جداً. عندما أتيت إلى المديرية كنت أحلم بمشاريع كثيرة وإنجازات كثيرة، إلا أنني اصطدمت بواقع مر.. أولاً الإمكانات غير المتوفرة لتحقيق الأحلام الشبابية والرياضية، ثانياً اصطدمت بواقع آخر مرير هو أن كل شيء محسوب طائفياً ومذهبياً وسياسياً. لذا أي عملية إصلاحية غير ممكنة أو أي عملية بناء ستواجه بمصاعب جمة. أو تسير كما يسير هذا البلد. وبصراحة، لم أكن أريد أن يكون أدائي بهذا المستوى، لأن النظام قائم على قواعد لا ترسم مستقبلاً حقيقيا وجيداً لهذا البلد يؤمن تطور قطاعي الشباب والرياضة. مثلاً الاتحادات عندنا في لبنان “مطيفة” ومناطقية حتى الألعاب تسير بالمنطق عينه. فهناك لعبة تمارس في هذه المنطقة ولا تمارس في منطقة أخرى وهكذا دواليك للأسف. هذا للأسف لأن ثقافة البلد مبنية على التطييف والمذهبة. وهنا أعود إلى قول الإمام موسى الصدر “أن الطوائف في لبنان نعمة والطائفية فيه نقمة”. وجود هذه الطوائف يشكل تقاطعاً حضارياً وثقافياً مهماً جداً، لكن عند تحويل هذه الطوائف إلى متاريس نسقط في المحظور. ربما في العمل الإداري، أنجزنا مراسيم وقوانين لتنظيم القطاع الرياضي لم تكن موجودة في الأساس، بالطبع بالتعاون مع الوزراء المتعاقبين وزملائي في الوزارة.

* حتى عند تحويل المديرية إلى وزارة؟

– عندما تحولت إلى وزارة فقدت قيمتها، لأنه لما كانت مديرية في كنف وزارة التربية كانت تضم أساتذة الرياضة وعددهم في حينه 1200، وكشافة التربية الوطنية المنتشرة على مساحة الوطن، وكانت تنظم الرياضة المدرسية.. وكل هذا فقدته المديرية عندما تحولت إلى وزارة فماذا بقي منها؟ فقط الجمعيات والاتحادات التي كانت موجودة في الأساس ضمن نطاق المديرية، بمعنى أنه تم إنشاء قصر كبير لما يفترض أن يكون كوخاً. وأنا أنادي حتى هذه اللحظة بأن مكان المديرية العامة للشباب والرياضة هو في كنف وزارة التربية، فأنت تبدأ التأسيس والبناء من تحت أي عبر الرياضة المدرسية ثم تقطف من فوق. الترابط والتواصل لا يمكن أن يحصل على مستوى الأشخاص إن كان في المديرية أو في الوحدة الرياضية، لأنه من المفروض أن يكون موجوداً عبر القوانين والمراسيم التي ترعى هذا الارتباط وفي مكان واحد هو وزارة التربية، لذلك من المفروض أن يكونوا في إدارة واحدة وهي عملياً تنظم هذا العمل الرياضي على المستوى المدرسي أو المستوى الأهلي عبر الاتحادات والجمعيات أو الأنشطة الكشفية.

* كيف هي علاقتك باتحاد كرة القدم وكيف تقيم مستوى اللعبة حاليا؟

– أنا تاريخياً مؤسس لاتحاد 2 ايار 1985 ونحن مع الأمين العام رهيف علامة والزملاء وضعنا الأنظمة والهيكلية التي ما زالت سارية حتى يومنا هذا مع بعض التطوير الذي طلبه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وبالتالي لدي بعض الضعف تجاه هذا الاتحاد. بالنسبة لمستوى اللعبة فقد تراجع لكن لا يمكن تحميل المسؤولية إلى الاتحاد لأن الواقع فرض هذا التراجع بنسبة كبيرة، فكل ما يصرفه الاتحاد على كرة القدم والمنتخب الوطني لا يوازي مصروف شهر في نادٍ عريق. بمعنى آخر، ضعف الامكانات الموجودة لدى الاتحاد تؤدي إلى هذه النتائج. لكن في حال توفير إمكانات أفضل، فبالإمكان تحقيق نتائج أحسن. وهذه الإمكانات من المفروض منحها إلى الاندية والاجهزة الفنية والاتحاد مع إيجاد البنية التحتية اللازمة من منشآت وملاعب. فهل يُعقل انه في لبنان لا يوجد حالياً أي ملعب صالح لممارسة صحيحة لكرة القدم؟ من المدينة إلى صيدا وطرابلس وبعلبك والسبب عدم وجود صيانة التي هي من مسؤولية الدولة التي لا ترصد المبالغ الضرورية لهذه الصيانة. إذاً الملعب غير سوي والإمكانات متواضعة ورواتب الأجهزة الفنية بالكاد تسمح لها بإعالة عائلاتها ولاعب غير قادر على ضمان شروط التغذية وبالكاد يتمكن من تأمين لقمة العيش لعائلته، فكيف إذاً في ظل هذا الوضع المزري ستتمكن من تحقيق نتائج مميزة في كرة القدم، علما أن هذا الوضع ينسحب على مختلف الألعاب. هناك معاناة كبيرة في كرة القدم خصوصاً وفي الرياضة عموماً. وما الفتات الذي يناله لاعب كرة القدم سوى مدعاة قلق مستمر له ولعائلته لأن ما يسمى بالراتب لا يؤمن له ولعائلته أي مستقبل. كرة القدم اليوم أقل مستوى مما كانت عليه في السابق لأن كلفتها لم تكن باهظة قديماً وكانت أقرب إلى الهواية منه إلى الاحتراف، وكان اللاعبون يعملون إلى جانب ممارسة هوايتهم الكروية.

* هل لديك حنين للعودة إلى كرة القدم؟

– عندما سأتقاعد أي بعد سنتين، لن أعود إلى كرة القدم أو إلى أي موقع له علاقة بالاتحادات الرياضية. قد أذهب باتجاه إلقاء محاضرات حول تجربتي الطويلة في الوزارة أو حول أوضاع الرياضة والشباب. سأعود إلى حياتي الاجتماعية وإلى ممارسة أنشطتي السياسية، لكنني بالطبع لن أبتعد عن الرياضة. أنا جاهز لمساعدة الجميع لكنني لن أحل محل أحد في المرحلة المقبلة. بالنسبة للسياسة، القرار بيد التنظيم الذي أنتمي إليه إذا رأى حاجة للانطلاق في أي مسيرة سياسية. بالنسبة للمواقع والمناصب، أنا أخذت نصيبي على التوالي في الجزائر واتحاد الكرة والمديرية العامة لوزارة الشباب والرياضة. وأنا أؤمن اليوم بضرورة أن تأخذ الأجيال الطالعة دورها على الساحة بسبب الفارق الكبير بين جيلنا والأجيال المتعاقبة إلى جانب الاختلاف الكبير في النظرة والرؤية للأمور والتقنيات الحديثة. نحن نعيش صراع الاجيال اليوم بين جيل التيليكس والفاكس وجيل الخلوي الذي من المفروض أن يلعب دوره شرط أن يحفظ تراث الجيل الذي سبقه ويؤسس للجيل المقبل.

* هناك انتخابات أواخر هذا الشهر في اتحاد كرة القدم، ما هو رأي زيد خيامي بعد سلسلة الترشيحات؟

– أنا مؤمن بأن الذي يحصل اليوم هو سليم ودليل عافية ومن حق كل واحد أن يترشح لخدمة كرة القدم. هذا الاتحاد صار عمره 20 عاماً وموضوع التغيير بات يفرض حضوره على الساحة وقد يكون إيجابياً. أنا لست ضد التغيير لكنني مع الربط بين الواقع الموجود والتغيير الموعود لذا من المفترض أن يحصل تغيير مرحلي وتدريجي مع المحافظة على بعض الكوادر الذين قد يلعبون دوراً في عملية التطور التدريجي. أنا أفضل في هذه المرحلة أن يبقى هاشم حيدر على رأس الاتحاد، وأنا أفضّل أن يقوم حيدر بما يمتلك من خبرة طويلة بصياغة تركيبة قادرة على مواكبة المرحلة المقبلة من خلال عملية تغيير طفيف أو أكثر لبث دم جديد. لذا أنا أويد بأن يُترك لحيدر وزملائه والفاعلين في هذا المجال ببث دم جديد بتركيبة الاتحاد تكون إيجابية وقادرة على خدمة اللعبة وتطويرها. في هذه المرحلة التي نعيشها في لبنان حاليا، أنا أميل إلى التوافقات وليس إلى الصراعات لأنه يكفينا الجو السائد في البلد. بالنسبة لموسى حجيج هو لاعب كبير أدى دوره في المنتخب الوطني ونادي النجمة على أكمل وجه وهو من اللاعبين الذين سيذكرهم التاريخ اليوم وفي المستقبل لعطاءاته المميزة، إنما أنا أرى أن موقع موسى هو في الميدان أي في الملعب من خلال لعب دور المدرب الذي يُستفاد من خبراته. ولا أرى موسى في دور الإداري الذي يقود اللعبة بل في الجهاز الفني لإنتاج الإبداع على أرض الملعب.

* كيف هي العلاقة بين الوزارة واللجنة الأولمبية؟

– العلاقة مع اللجنة الأولمبية دائماً كرّ وفرّ وتنازع صلاحيات.. اليوم هناك نصوص موجودة هم يعتمدون على نصوصهم المستمدة من الشرعة الاولمبية، ونحن نستمد شرعيتنا من الدستور اللبناني. نحن نعتبر أن الجميع في المجتمع اللبناني هم تحت راية الدستور اللبناني ويخضعون له، وحتى لو كان هناك منظمة دولية في لبنان فهي ستخضع للدستور والقوانين اللبنانية. هناك سوء تفاهم ينشأ سرعان ما يتم تبديده وتعود الأمور إلى طبيعتها. اللجنة الأولمبية مناط دورها أساساً بالالعاب الأولمبية والدعم الاولمبي أما الإدارة الرسمية فهي ممثلة الدولة ومسؤولة عن القطاعين الرياضي والشبابي في لبنان.

* ماذا عن المساعدات للجمعيات والاتحادات في ظل تراجع سعر صرف الليرة؟

– نحن لم نقدم أي مساعدات أواخر عام 2019 وعام 2020 وحتى اليوم في عام 2021، والسبب بصراحة أنه لا تتم الموافقة على صرف أي مبالغ لا في وزارة المالية ولا في ديوان المحاسبة ولا مراقب عقد النفقة يوقع. وبالتالي الموازنة تعود كما هي إلى المالية. واليوم هناك مشكلة كبيرة ومأساة اسمها تراجع سعر صرف الليرة مقابل الدولار إذ باتت المساعدات بلا قيمة فعلية وغير مجدية. في السابق كان هناك نوع من الاستنسابية “غير المؤذية”، بسبب أن المعايير المعتمدة هي معايير “مفتوحة” وغير صارمة ودقيقة، مما يفتح الباب أمام الاستنساب. من الضروري في هذا الاطار أن يكون هناك موازنات محددة وفق معايير صارمة خاضعة أيضاً للنتائج المحققة. أنا من الأساس ضد منح الجمعيات أي مساعدات لأنه لا يمكن إعطاء 1400 جمعية مساعدات لأن ميزانية لبنان لن تكفي حينها، لكنني مع منح الاتحادات مساعدات لتنظيم مسابقاتها ودعم المنتخبات الوطنية. من دون أن ننسى أن كل شيء خاضع أيضاً لمزاجية كل وزير الذي يتعرض لضغوط سياسية من هنا وهناك، لأن الاندية في لبنان بحاجة دائما للمساعدة وهي خاضعة للمبادرات الفردية وبحاجة للرعاية.

* القائد يولد أم يُصنع؟

– القائد بالأساس من المفروض عند الولادة أن يمتلك كاريزما معينة يُعمل على صقلها وتطويرها، أي أن شخصيته تكون مؤهلة وقابلة للتطوير.

* ما هو رقمك المفضل؟

– 7 لأنه يرمز للنصر.

* ما هو لونك المفضل؟

– أنا أميل إلى الكحلي والأزرق. كما أحب أن ألبس اللون الأسود شتاءً.

* ما هو أكثر شيء تحتاجه في حياتك؟

– في هذه المرحلة من حياتنا بتنا رهائن وأسرى هذا الهاتف الخلوي.

* ممّ يخاف زيد خيامي؟

– أنا أخاف من غياب الاستقرار في لبنان… منذ نشأة لبنان الكبير ووطننا قلِق واللبنانيون قلقون، لأنه للأسف، تم تكوين وطن بحدود جغرافية ومواطنين من دون تأسيس دولة. هناك قلق دائم وتشعر دائما بأن مستقبلك مجهول، وليس هناك ضمانات للجيل الآتي. وخوفي الشخصي الدائم هو على كيفية استمرار أولادنا في المستقبل في ظل هذه الأوضاع السيئة.

* ماذا يعني لك لبنان؟

– لبنان بالنسبة لي هو خاضع لقاعدة الإمام موسى الصدر “وطن نهائي لأبنائه اللبنانيين”. لبنان يعني لي الكثير ويحزنني في آن معاً. يعني لي الكثير لأنه بلد صغير وجميل جداً وممكن تحويله إلى جنة إذا اردنا ذلك أو إلى حديقة أو إلى قاعدة للجمال لكننا حولناه عكس ذلك تماما. لبنان حجمه بحجم عاصمة في دول كثيرة فما الذي يمنع تحويله إلى بلد متعدّد الجمال والحضارات؟ في السابق وقبل الحرب، لبنان كان وطناً متقدماً ومتطوراً وسابقاً للعديد من الدول ومنها الأوروبية والاميركية. واليوم ما زلنا قادرين على تحويل لبنان إلى جنة لكن عندما نبتعد عن الغرائز الطائفية والمذهبية.

* ما هو الحب بنظرك، وكيف تعرفت إلى زوجك؟

– الله نحن لا نراه لكننا نحبه لأننا نؤمن به. الله حب وكل حب تعيشه هو بعض من الله. وكلنا نعيش تحت هذا الحب الاكبر الذي هو الله. أنا أؤمن بالحب إيماناً كاملاً. أنا تعرفت إلى زوجتي في كلية الحقوق في الصنائع، كانت هي سنة أولى حقوق وأنا كنت قد أنهيت دراستي لكنني كنت “أداوم بشكل شبه يومي في الكافيتيريا. ثم انتقلت زوجتي إلى كلية الإعلام حيث نالت شهادتين في العلاقات العامة والتوثيق، فانتقل دوامي إلى كافيتيريا الإعلام. وتخرجت تغريد عبود عام 89 وتوظفت عام 91 في وزارة الاعلام وكانت تكتب في صحيفة اللواء، وتزوجنا في ذلك العام وأنجبنا ابننا البكر أسامة.

* ماذا يعني لك أولادك؟

– الصبيان أسامة وجاد ومجد وغدي والبنتان غيد وشهد هم حياتي كلها وأملي… أسعى من خلالهم لتحقيق ما لم أتمكن من تحقيقه لكن في بلدنا اللامستقر ماذا يمكن أن ينجزوا؟

* ماذا تعني لك زوجتك تغريد؟

– هي ست البيت وأم الكل والحضن.

* ما هي إنجازاتك؟

– في اتحاد الكرة حققنا إنجازاً كبيراً مع الأمين العام رهيف علامة والزملاء عبر تعميم كرة القدم على الأراضي اللبنانية كافة بالتعاون مع شخص لن أنساه ما حييت اسمه فؤاد رستم، والدليل هذه الأندية الموجودة التي تمارس اللعبة على مساحة الوطن. كما استطعنا شراء مقر للاتحاد هو المقر الحالي في فردان. واستطعنا بمساعدة الرئيس الشهيد رفيق الحريري استضافة الألعاب العربية وكأس آسيا، وعلى أساس هذه الاستضافة استطعنا إعادة بناء المدينة الرياضية وملعب بلدية بيروت وملعب الرئيس الشهيد في صيدا والملعب الاولمبي في طرابلس وملعب بعلبك.. وهذه إنجازات لن تتكرّر.

في الشأن الإداري، استطعنا إعادة تنظيم الملاك في المديرية العامة وأصدرنا المراسيم التي تنظم الحركة الرياضية في لبنان والمعمول بها حتى اليوم واستطعنا تنظيم الرياضة المدرسية عبر إنشاء اتحاد رياضي مدرسي واستضفنا الدورة العربية المدرسية. بعد إنشاء وزارة الشباب والرياضة، صارت جزءاً من الحياة السياسية في البلد ولم تعد المدماك الاساسي للحركة الرياضية والشبابية.

* هل حقق زيد خيامي كل أهدافه؟

– بالطبع لا، بالعكس كنت أتمنى امتلاك خريطة رياضية متكاملة للمنشآت والجمعيات والألعاب في مختلف المناطق وخريطة شبابية لبيوت الشباب في جميع المناطق، وذلك ضمن استراتيجية وطنية شاملة للرياضة والشباب. مثلا كرة القدم موجودة في ساحل الجنوب، وطرابلس، وبعلبك، وغير موجودة في جبل لبنان وبقية المناطق. وكذلك كرة السلة موجودة في بعض المناطق دون بعضها الآخر. كنت أحلم بتعميم هذه الرياضات على المناطق كافة للاستفادة من كل الطاقات. كرة السلة أو كرة القدم تستفيد من 5% من المجتمع اللبناني، لكن ضمن استراتيجية مترابطة مع الرياضة المدرسية بالإمكان التفاعل مع 60% من المناطق ولكنا اكتشفنا كوادر مهمة. في مرة من المرات، وفي محاولة لتفعيل كرة السلة، نشر أنطوان شارتييه وكان رئيس اتحاد كرة السلة حينذاك إعلاناً طلب فيه من كل لبناني قامته تفوق 190 سنتم أن يتصل بنا، فاستطاع تعزيز كرة السلة من خلال هذا الإعلان. أنا كنت أطمح إلى إيجاد منشآت رياضية راقية وليس ملعباً لكرة القدم وفي مختلف المناطق أو المحافظات عبر مجمعات رياضية كاملة منوعة الألعاب. لبنان يستأهل إنشاء 6 مدن رياضية كاملة في مختلف المحافظات. كما كنت أطمح إلى اعتماد آلية لأندية مصنفة وأندية هواة، وإلى إنشاء مراكز شبابية وتعميمها على المناطق، ضمن استراتيجية متكاملة ومعتمدة من قبل مجلس الوزراء. لأن كل وزير يأتي ويلغي “إنجازات” من سبقه ويعتمد نمطاً جديداً من العمل وبالتالي لا يتم التطور ضمن استراتيجية مستقرة ومتواصلة بل ضمن نمط الوزير الجديد. لكن مع اعتماد استراتيجية يأتي وزير ويحقق 20% منها، ثم يخلفه وزير فيكمل ما بدأه الأول وهكذا دواليك لتحقيق كامل أهداف هذه الاستراتيجية الرياضية والشبابية وهذا ما كنا بحاجة إليه في السابق وما نحن بحاجة ماسة إليه اليوم.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً