استقالة رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم لو غريت


تقدم رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لو غريت الثلاثاء باستقالته من منصبه إلى اللجنة التنفيذية للاتحاد وفق ما علمت وكالة فرانس برس من عضو في الأخيرة، على أن يستلم منصباً جديداً في الاتحاد الدولي للعبة "فيفا" كمسؤول عن مكتب باريس.
وقرر لو غريت البالغ من العمر 81 عاما الاستقالة من المنصب الذي شغله طيلة 11 عامًا، وذلك بعد أشهر عدة من الاضطرابات نتيجة اتهامات بالتحرش الأخلاقي والجنسي تولت التحقيق فيها لجنة تدقيق من المفتشية العامة للتعليم والرياضة والأبحاث.
وعلم لدى العديد من أعضاء اللجنة التنفيذية أن نائب الرئيس فيليب ديالو سيتولى منصب الرئيس المؤقت للهيئة بعد استقالة لو غريت الذي تم "تعيينه في فيفا من قبل (رئيس الأخير) جاني إنفانتينو. سيرأس مكتب باريس. تم تعيينه بسبب كفاءته وخبرته" وفق ما أفاد عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الفرنسي إريك بورغيني.
وقالت المصادر إنه وفقا لقانون الاتحاد فإن نائب الرئيس "مكلف مؤقتًا بممارسة الوظائف الرئاسية"، حتى الجمعية العمومية المقرر عقدها في العاشر من حزيران/يونيو المقبل.
وجاءت استقالة لو غريت بعد 13 يوما من نشر تقرير إدانة لبعثة التدقيق في الاتحاد أكد أنه "لم يعد (نويل لو غريت) يتمتع بالشرعية اللازمة لإدارة" الاتحاد بسبب "سلوكه تجاه النساء".
وأوضح التقرير أن سياسة الاتحاد بشأن العنف على أساس الجنس والعنف الجنسي "ليست فعالة".
وأضاف "تعتبر البعثة أنه، نظرًا لسلوكه تجاه النساء، وتصريحاته العامة وإخفاقات إدارة الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، لم يعد السيد لو غريت يتمتع بالشرعية اللازمة لإدارة وتمثيل كرة القدم الفرنسية".
لكن هذه الاستقالة لا تعني نهاية لو غريت على صعيد الإدارة الكروية، بل "سيواصل مسيرته، لديه وظيفة تبدأ في فيفا" بحسب رئيس رابطة كرة القدم المحترفة فنسان لابرون.
وبدوره، كشف رئيس نادي ستراسبورغ وعضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الفرنسي مارك كيلر "سيكون لديه مسؤوليات في فيفا. إنه مقرب جداً من جاني إنفانتينو. لديهم (فيفا) مكتب بالقرب من فندق دي لا مارين وأعتقد أنه أمر جيد جداً بالنسبة له".
- تنديد بتقرير لجنة التدقيق -
وأبلغ لو غريت، العضو في مجلس فيفا منذ 2019 والداعم لإنفانتينو خلافاً لرئيس الاتحاد الأوروبي السلوفيني ألكسندر تشيفيرين، لجنته التنفيذية باستقالته خلال اجتماع حاسم لمستقبل الكرة الفرنسية تم في بدايته تكريم الرئيس السابق على "السجل الرياضي والاقتصادي الرائع" الذي شهدته ولايته منذ استلامه المهمة بعد فضيحة مونديال 2010 في جنوب إفريقيا.
وقامت اللجنة التنفيذية بعد ذلك بتقييم تقرير لجنة التدقيق الذي انتقدته في بيان بأنه "يفتقر إلى الفعالية والكفاءة".
ونددت اللجنة التنفيذية بتقرير اللجنة مشيرة الى أنه "أدى في بعض الأحيان إلى تشويه غير متناسب للهيئة الكروية".
وخضع لو غريت الذي تم تعليق مهامه منذ 11 كانون الثاني/يناير، لتحقيق بتهمة التحرش الأخلاقي والجنسي.
وذكر التقرير أن موقفه تجاه النساء "يمكن وصفه على الأقل بأنه متحيز جنسيًا"، وقال إن هناك أدلة على أن سلوكه "من المرجح أن يُعتبر إجراميًا" وهي كلها اتهامات ينفيها شخصيًا.
كما استهدف التقرير الممارسات الإدارية للمديرة العامة للاتحاد، فلورانس هاردوان، التي تم تعليق أيضًا مهامها، قائلا إنه "يمكن وصفها بالوحشية".
وجاء فتح هذا التحقيق بعد شهادة سونيا سويد، وكيلة أعمال العديد من اللاعبات الدوليات الفرنسيات والتي استقاها مدققو المفتشية العامة للتعليم والرياضة والبحوث.
وتطرقت سويد إلى علاقتها المهنية السابقة مع المسؤول الأول عن كرة القدم الفرنسية، موضحة أنها شعرت "أنه في كل مرة، الشيء الوحيد الذي يثير اهتمامه، وأنا أعتذر عن التحدث بطريقة مبتذلة، هو ثديي ومؤخرتي".
- "أنا مندهش" -
في تحقيق سابق، كشفت مجلة "سو فوت" عن سلوك غير لائق من قبل لو غريت، ولا سيما الرسائل النصية ذات الطبيعة الجنسية، رغم دحضه لكل ما سيق إليه.
إلا انّ كلام سويد يُعدّ أول شهادة مباشرة من امرأة منخرطة بشكل رسمي في عالم كرة القدم المحترفة.
وكشفت فرانس إنتر أن "سيدات عديدات" قد "استنكرن لبعثة التدقيق سلوك نويل لو غريت تجاههن"، وهو ما أكده لفرانس برس مصدر مطلع على الأمر.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، أوضحت وزارة الرياضة أن الوزيرة أميلي أوديا-كاستيرا أُبلغت بالتقرير، وفقا للإجراءات، وأنها لا تنوي التعليق أكثر على الموضوع قبل أن تخرج بعدها بموقف قالت فيه إن لو غريت أخذ "القرار الصحيح بالنسبة للاتحاد الفرنسي لكرة القدم وبالنسبة له شخصياً".
وتابعت في تصريح لفرانس برس "أثق بمستقبل الاتحاد الفرنسي لكرة القدم وبجودة فرقه وبقدرة سلطاته على تعلم الدروس مما حصل في الأشهر الأخيرة للخروج منها أقوى، في خدمة كرة القدم الفرنسية".
وتابعت أن اتحاد الكرة "سيتمكن الآن من المضي قدماً وبذل كل ما في وسعه بقيادة الرئاسة الموقتة لفيليب ديالو من أجل الخروج من الأزمة...".
وفي بيان أرسل إلى وكالة فرانس برس، رد لو غريت بعد الكشف عن التقرير في الصحافة، قائلاً "لقد قرأت للتو بذهول مقالًا من صحيفة لوموند يتحدث عن تسريبات عن التقرير المؤقت الذي يتم إعداده (من قبل المفتشية العامة للتعليم والرياضة والبحث)".
وأضاف "في هذه المرحلة لا أعرف الحقائق التي أُتَّهم بها ولا الأشخاص الذين يقفون وراءها".
وتابع "بشكل عام، أنا مندهش من إمكانية الكشف عن المعلومات على الرغم من أن التقرير المؤقت لم يتم إرساله إلي ولم أتمكن من تقديم ملاحظاتي عليه".