دورة “عدنان الشرقي” الرمضانية تعيد الروح إلى “البلدي”

رياض عيتاني

لشهر رمضان في الطريق الجديدة نكهة مميزة… ولملعب بيروت البلدي في قلب هذه المنطقة رمزية خاصة، إذ باتت المنطقة المجاورة للملعب تسمى بـ”البلدي”، الذي يكتنز تاريخاً من المباريات الرائعة، بعبق البطولات والألقاب، التي سطرها فريق المنطقة… الأنصار.

حالياً، وضع ملعب بيروت البلدي لا يسر صديقاً ولا عدواً، فالمنشأة التي أحياها الرئيس الشهيد رفيق الحريري في التسعينيات باتت جسداً بلا روح..

وملعب بيروت البلدي ليس مجرد صرح رياضي فقط، بل هو معلم من معالم بيروت، ويمثل جزءًا من تاريخها، لكن الحال التي وصل اليها الملعب أقل ما يقال عنها أنها كارثية… وفي الأفق المسدود، تلوح بارقة أمل في ظل الاستعدادات الجارية حالياً ليستضيف “البلدي” دورة الراحل “عدنان الشرقي” الرمضانية، بحضور جمهور أهل المنطقة ومحبي اللعبة الشعبية الأولى.

الدورة الرمضانية

تنطلق دورة الراحل “عدنان الشرقي” الساعة 8:30 مساء الجمعة 24 آذار الجاري، على ملعب بيروت البلدي.

ويؤكد المنظمون للدورة أن الهدف الأول من اقامتها بنسختها الحالية، هو إعادة الحياة من جديد لملعب بيروت البلدي، بعد فترة طويلة من الاقفال القصري والاهمال.

وسيشارك في الدورة حتى الآن 16 فريقاً، حيث يحق لكل فريق اشراك 7 لاعبين داخل أرض الملعب، علماً أنه سيتم استعمال جزء من الملعب وليس كامله، وتتولى اللجنة المنظمة تحسين الأرضية وبعض المرافق، كما سيتم فتح أبواب المنصة الرئيسية، ليتسنى للجمهور حضور المباريات.

وفي الافتتاح الجمعة سيتم إقامة تكريم خاص للراحل عدنان الشرقي، كذلك الأمر بالنسبة للمدرب الوطني محمود برجاوي “أبو طالب” وعميد الصحافة الرياضية يوسف برجاوي.

ويلي ذلك مباراة استعراضية لقدامى اللاعبين الدوليين ومنتخب الاعلاميين الرياضيين.

“على ورق”

ستعيد الدورة الرمضانية المقبلة إلى الواجهة مصير الملعب البلدي بعد مشاريع عدة طرحت في شأن مستقبل هذه المنشأة، فالمجلس البلدي السابق كان ينوي إقامة مشروع “مركز مدني” مكان الملعب، يتضمن موقفاً للسيارات وقاعات للاحتفالات واللقاءات الشعبية، وقد وضعت دراسة هندسية لهذه الغاية. وكانت الكلفة التقديرية للمشروع حوالي سبعين مليون دولار. لكن المجلس لم يتمكن من إطلاق وتلزيم المشروع بسبب عدم تمكن البلدية من تأمين ملعب بديل لأبناء بيروت.

وحاول المجلس البلدي الحالي إحياء فكرة المركز المدني، لكن اعتراض اهالي المنطقة ولا سيما الرياضيين منهم ورواد الملعب وقدامى وجمهور ومشجعي أندية كرة القدم البيروتية، شكّل صعوبة كبيرة امام اطلاقه.

ومع فشل المشاريع البديلة جرى إهمال الملعب بشكل كامل وتراجع وضع مرافقه بسبب عدم الصيانة حتى أقفل نهائياً أمام المباريات والتدريبات. وكأنه محكوم على الملعب البلدي بالإعدام إذ أنه يتآكل ويسقط في غياهب الاهمال والنسيان.

وبمرور أيام الإهمال تحول الصرح الكبير إلى مدينة أشباح، فالارضية غير صالحة للعب كرة القدم، المدرجات أكلها الصدأ والغرف والحمامات حدث ولا حرج. والبلدي الآن بانتظار القرار المناسب للإفادة من خدماته، فهل من مجيب؟!

شارك المقال