لهذه الأسباب عاد الراسينغ إلى “دوري الأضواء”

رياض عيتاني

لم يكن مستغرباً عودة فريق الراسينغ إلى الدرجة الأولى حيث الموقع الطبيعي لنادٍ ملأ الدنيا وشغل الناس خصوصاً منتصف القرن الماضي حين توج فريق “القلعة البيضاء” بطلاً للبنان ثلاث مرات أعوام 1956 و1965 و1970.

أسباب عديدة ساهمت في عودة “القلعة البيضاء” إلى الدرجة الأولى أبرزها:

استقرار إداري

لعب الاستقرار الإداري دوراً رئيسياً في ولادة الراسينغ الجديد، وذلك بوجود رئيسة النادي باولا فرعون، ابنة الوزير السابق ميشال فرعون. وهي أثبتت حضورها على الساحة الكروية، ولم تشغل منصبها بالإسم فقط إذ واكبت الراسينغ ميدانياً في كل خطواته بالدرجة الثانية.

وكانت فرعون مع فريقها العريق قاب قوسين من بلوغ الهدف المنشود الموسم ما قبل الماضي، لكن بطاقتي التأهل إلى الدرجة الأولى ذهبتا حينها إلى السلام زغرتا والشباب الغازية، علماً أن الأول عاد هذا الموسم ليهبط مجدداً إلى “الثانية”، قبل أن يخطف بطاقتي التأهل الراسينغ والأهلي النبطية هذا الموسم.

وتعكف الإدارة على وضع خطة تحضيرية لمشاركة الفريق في بطولة الموسم المقبل بهدف المنافسة على المراكز الأولى، وذلك بعد غياب أربع سنوات عن “دوري الأضواء”. ومن أجل ذلك سترفع الإدارة ميزانيتها التي قاربت المئة ألف دولار، في الموسم الماضي.

خبرة قرطام

قاد مدرب الفريق اسماعيل قرطام الملقب بـ”أبو طارق” دوراً بارزاً في نجاح الراسينغ هذا الموسم، ولا سيما أن المدرب الفلسطيني يعرف خبايا الكرة اللبنانية، وله باع طويل في ملاعبها، خصوصاً مع فريق طرابلس، الذي قاده إلى لقبه اليتيم في مسيرته الكروية، وهو كأس لبنان عام 2015، علماً أنه أشرف أيضاً على فريقي السلام زغرتا والاخاء الأهلي عاليه.

وفيما كان متوقعاً أن يستمر قرطام (67 عاماُ) مع الفريق، علم “لبنان الكبير” أن الأمور تسير باتجاه مختلف إذ ان الإدارة أصبحت قاب قوسين من الاستغناء عن خدماته، وذلك بعد اجتماع عقد بين الطرفين مطلع شهر رمضان المبارك، ولم تفاتح خلاله الإدارة المدرب بموضوع تمديد العلاقة بينهما، بل ان الإدارة تفضل التعاقد مع مدرب أجنبي في الموسم المقبل.

وكان قرطام اعتمد في مهمته على مزيج من الشباب والخبرة بوجود الثلاثي الشاب القادم من العهد (حسين عز الدين وحسين صالح وجهاد أبو العينين)، بالإضافة إلى أصحاب الخبرة مثل الحارس علي الحاج حسن وعبد الله طالب ومحمد رمال وعلي أيوب وعلي الموسوي.

ويحسب لقرطام اكتشافه أيضاً للموهبتين الشابتين ميغيل كرم وجوزيف عون من الفئات العمرية للنادي. كما برز الناشئ جيمي قازان، الذي يبشر بدوره بمستقبل واعد.

فريق النجوم

عاش الراسينغ أزهى فترات الكرة اللبنانية في الستينيات والسبعينيات ولعب في صفوفه أبطالها التاريخيين أمثال كميل قرداحي، وجوزيف أبو مراد، ويوسف الغول، ويوسف يموت، وإلياس جورج، وسميح شاتيلا، ومحيي الدين عيتاني “تابيللو”، وفيليب الشايب، وسمير العدو، وبسام همدر، وكلود كوبا، وطوني جريج، وغيرهم من نجوم “أيام العزّ”.

ويعتبر جوزيف أبو مراد صفحة مشرقة في تاريخ الكرة اللبنانية في الخمسينيات والستينيات، وهو الذي شغل جميع المناصب الإدارية في نادي الراسينغ وصاحب التسديدات التي توصف بأنّها “قذائف صاروخية” وتفتقد الملاعب أمثاله هذه الأيام.

السندباد

في الستينيات، سجّل الراسينغ أطول رحلة قام بها فريق محلي، وكانت إلى الصين الشعبية، ودامت أكثر من 40 يوماً، أدّت إلى تفجير خلافات حادة بين النادي والاتحاد اللبناني، إذ منع الأخير النادي الأبيض من مزاولة نشاطاته لمدّة سنة وحلّ تواقيع لاعبيه. لكنّ تدخل العقلاء منع تنفيذ القرار بكامله، علماً أنه جاء على خلفية كون الصين الشعبية بلداً شيوعياً!

وكان للراسينغ علاقات مميزة وفريدة مع مختلف الأندية اللبنانية، وعلى رأسها نادي النجمة بطل لبنان. وبحكم الصداقة الشخصية بين رئيس النادي جوزيف أبو مراد آنذاك، ورئيس النجمة عمر غندور، قررا إقامة رحلة ضمّت لاعبي الفريقين، وسميت “رحلة الوفاق الوطني” واستمرت أسبوعين، لعب خلالها تفاهم الناديين 5 مباريات في أفريقيا.

وبعد اندلاع الحرب الأهلية منتصف السبعينيات، استمر الراسينغ بإقامة المباريات الودّية والمعسكرات. فاستضاف الفريق الأبيض منتخب البرازيل للناشئين عام 1978، وفاز عليه بهدف دون رد على ملعب بلدية برج حمود.

وتجاوز الراسينغ الحواجز المصطنعة في عزّ الحرب اللبنانية وخصوصاً عام 1983 خلال “حرب الجبل”، فتوجّه إلى المنطقة الغربية، ولعب مع الصفاء وتعادل معه 1 – 1، ثم لعب مع النجمة وفاز عليه 3-0.

شارك المقال