ولادة جديدة لنادي الصفاء

رياض عيتاني

عانى نادي الصفاء أزمة فنية وإدارية عميقة في المواسم الأخيرة حين كان قاب قوسين من الهبوط إلى الدرجة الثانية، في ظل تراجع أداء الفريق ونتائجه، بما لا يتناسب مع سمعته إذ يعتبر أحد أعرق الأندية اللبنانيةً، فهو يملك تاريخاً حافلاً ويعتبر من أكثر الفرق حضوراً على صعيد المنافسة على الألقاب والبطولات.

لكن وسط ظلام أفق النادي البيروتي، لاحت بارقة أمل مع انتخاب هيئة إدارية جديدة، برئاسة رياض عطا الله، الذي شرع مع فريق عمله، في ورشة شاملة هدفها إعادة بناء الفريق من الصفر ووضعه في موقعه الطبيعي بين فرق الصدارة بعد أن كان مهدداً بالهبوط إلى الدرجة الثانية، في الموسمين الأخيرين من الدوري اللبناني.

ومن أجل تحقيق هدفها بإعادة الفريق إلى الطليعة، شرعت إدارة الصفاء بالتعاقد مع عدد من اللاعبين المميزين، فاستقدمت المدافع حسن شعيتو “شبريكو” ولاعب الوسط غازي حنيني والمهاجم أحمد حجازي من الأنصار بالإضافة إلى لاعبي الوسط عدنان سلوم وعلي خروبي من التضامن صور. وتنوي الإدارة ضم عدد إضافي من اللاعبين القادرين على تلميع صورة الفريق الذي استغنى عن معظم لاعبيه القدامى في ختام الموسم الماضي حيث حل الصفاء عاشراً في الترتيب، متفادياً الهبوط إلى الدرجة الثانية، في الأمتار الأخيرة من الدوري.

أما بشأن المدير الفني الجديد الذي سيتسلم دفة القيادة فلم يتم حسم هويته وما زالت حائرة بين “المحلي أو الخارجي”، لكن المؤكد أن “شكل” الصفاء سيكون مغايرا بشكل كلي عن الموسم الماضي ولا سيما أنه سيعزز صفوفه أيضاً بلاعبين أجانب جدد. وقد يبقي على مهاجمه السنغالي أدرامي ديالو نجم الفريق في الموسم الماضي وهدافه.

ويرافق العمل على إعادة بناء الفريق الأول، اهتمام لافت بالفئات العمرية للنادي توج الموسم الماضي بإحراز فريقي مواليد تحت 2007 وتحت 14 عاماً بلقب بطولة لبنان في الفئتين.

كذلك، عمدت الإدارة الجديدة وفي فترة قياسية لتأهيل ملعب النادي في وطى المصيطبة إذ جرى فرشه بأرضية عشبية اصطناعية جديدة، كما تم تأهيل مرافقه والغرف الملحقة بشكل لائق لاستضافة مباريات وتمارين النادي.

ولملعب الصفاء رمزية كبيرة فهو شكل الرئة التي تنفست منها الكرة اللبنانية في أيام الحرب إذ عوض غياب النشاط الرسمي باستضافة دورات ودية شاركت فيها أهم الفرق وألمع نجوم الكرة اللبنانية، وأبرزها دورة 16 آذار وكأس الأضحى.

وحين عادت البطولات الرسمية للانطلاق كان لفريق الصفاء حظ في الفوز بكأس لبنان بعد الفوز على الأنصار في المباراة النهائية من موسم 1985 – 1986، بهدف نظيف سجله محمد بري في الدقيقة 114 من الشوط الإضافي الثاني من المباراة.

وعاش النادي حقبة ذهبية في عهد رئيس مجلس أمنائه التاريخي بهيج أبوحمزة. وتوجت هذه الفترة بإحراز الفريق الأصفر لقب الدوري اللبناني ثلاث مرات أعوام 2012 و2013 و2016.. فهل يعود الصفاء لمعانقة الألقاب مجدداً؟

شارك المقال