بايرن ميونيخ مهدد بـ”موسم صفري” للمرة الأولى منذ سنوات

رياض عيتاني

يعيش نادي بايرن ميونيخ الألماني أسوأ أيامه، فبعد أيام من وداعه لدوري أبطال أوروبا على يد مانشستر سيتي الإنكليزي، فقد صدارة الدوري المحلي “البوندسليغا” لمصلحة خصمه بوروسيا دورتموند، الذي كان يتربص به لأشهر عدة.

وفي حين أملت بعض جماهير البايرن تقديم فريقها مستويات أفضل بعد إقالة يوليان ناغلسمان وتعيين توماس توخل مدرباً جديداً، جرت الرياح بما لا تشتهيه السفن، على الرغم من البداية المثالية لتوخل بعدما حقق الفوز على دورتموند بنتيجة (4-2) في “دير كلاسيكر” الدوري.

بعد ذلك، دخل الفريق في دوامة من التعثرات على كافة الأصعدة، بدأت بالسقوط في ملعب “أليانز أرينا” أمام فرايبورغ (1-2) والخروج من ربع نهائي الكأس. واستطاع بايرن ميونيخ بعد 4 أيام الثأر لنفسه من فرايبورغ بالفوز عليه بهدف نظيف في البوندسليغا، ليكون آخر ثاني وآخر انتصار لتوخل مع الفريق.

منذ ذلك الوقت، تعرض بايرن لخسارتين، الأولى أمام المان سيتي (0-3) في ذهاب ربع نهائي التشامبيونز ليغ، والثانية أمام فرايبورغ.

كما تعادل الفريق مرتين (1-1) مع هوفنهايم في البوندسليغا، والسيتي في دوري الأبطال، ليودع الـ”تشامبيونز ليغ” بالخسارة في مجموع المباراتين (1-4).

وأدى السقوط امام ماينتز (1 – 3) إلى تراجع الفريق للمركز الثاني برصيد 59 نقطة، ليتقدم دورتموند (60 نقطة) في سباق الفوز بلقب البوندسليغا، علماً أن الأخير لم يحرز اللقب منذ موسم 2011-2012، ليسيطر بايرن عليه بعد ذلك في المواسم العشرة الماضية.

ويستضيف بايرن هرتا برلين متذيل الترتيب، الأحد المقبل، في المرحلة الـ30، التي تنطلق بمباراة بوخوم الخامس عشر وضيفه دورتموند المتصدر.

معاناة هجومية

تجلت أبرز تحديات توخل في إيجاد الصيغة الهجومية المناسبة لبايرن، إذ يعاني الفريق البافاري لهز شباك منافسيه حيث يشكّل خط الهجوم مصدر قلق إدارة وجماهير النادي، على الرغم من أنه يضم العديد من الوجوه البارزة أمثال الوافد الجديد السنغالي ساديو مانيه وسيرج غنابري ولوروا سانيه والفرنسي كينغسلي كومان وتوماس مولر وجمال موسيالا… إلا أن جميع هذه الاسماء فشلت في التسجيل في آخر ست مباريات (باستثناء مانيه أمام ماينتز في مواجهة السبت الماضي). وسجل بايرن 4 أهداف بأقدام مدافعيه وهدفاً من ركلة جزاء ترجمها لاعب الارتكاز جوشوا كيميش ضد سيتي!

وأجرى توخل عدة تغييرات على التشكيلة الاساسية بعد التعادل مع سيتي، فأبقى الفرنسي كينغسلي كومان ولوروا سانيه على مقاعد البدلاء، وزج بكل من الكندي ألفونسو ديفيس ومانيه وتوماس مولر. كما افتقد جهود الفرنسي بنجامين بافار للإيقاف، الذي أضيف إلى غياب مواطنه لوكاس هرنانديز والحارس مانويل نوير للإصابة.

وتسبّبت النتائج المتواضعة بتصويب سهام الصحافة على بايرن في أكثر من اتجاه. واعتبرت الصحف المحلية أن رهان إدارة النادي على توخل كان “فاشلاً”، وقالت ان القرار الصادم لمجلس ادارة بايرن في 24 آذار الماضي باقالة ناغلسمان من منصبه، تحول إلى “كارثة”.

وخلال أيام فقط تحول حلم الفوز بالثلاثية (الدوري والكاس المحليان ودوري ابطال اوروبا)، إلى سراب.

ناغلسمان ضحية الإدارة؟

في المقابل، وعلى سبيل المقارنة، فان بايرن فاز في جميع مبارياته الثماني في دوري الابطال قبل تعيين توخل بينها انتصارات لافتة ذهابا وايابا على إنتر الايطالي وبرشلونة الاسباني في دور المجموعات وعلى باريس سان جرمان في ثمن النهائي من دون ان يتلقى اي هدف على ارضه في هذه المباريات.

وعلى الرغم من كل الحديث عن أداء متعثر للنادي تحت قيادة ناغلسمان، فقد خسر بايرن بإشرافه ثلاث مباريات فقط من 37 مباراة في جميع المسابقات هذا الموسم.

وكان بايرن وضع ثقة كبيرة في ناغلسمان، إذ دفع أكثر من 25 مليون يورو لتحريره من عقده مع فريقه السابق لايبزيغ، وهو اعلى رسم انتقال لمدرب قبل توقيعه على صفقة مدتها خمس سنوات.

واذا كان توخل سيتجنب الانتقادات نظرا لضيق الوقت منذ توليه مهامه، فقد صبّت بشكل مباشر على مجلس الادارة إذ تعرض الرئيس التنفيذي أوليفر كان وصالح حميدزيتش لانتقادات شديدة من انصار الفريق، ليس فقط لإقالة ناغلسمان بل ايضا للوجهة التي يسير فيها النادي منذ توليهما مهامهما خلفا لأولي هونيس وكارل هاينتس رومينيغه تواليا.

وإلى جانب قرار إقالة ناغلسمان، كانت القرارات التي قامت بها الادارة في ما يتعلق بصفقات انتقال اللاعبين عرضة للانتقادات لا سيما الفشل في استبدال هداف من طينة البولندي روبرت ليفندوفسكي الذي انتقل الصيف الماضي الى برشلونة.

وتعاقد بايرن مع مهاجم ليفربول السابق السنغالي ساديو مانيه وسط ضجة اعلامية كبيرة لكن الاخير سجل آخر هدف له في صفوف بايرن في تشرين الاول الماضي علما انه غاب اربعة اشهر عن الملاعب لاصابة في ركبته قبل ان يعود الشهر الماضي.

شارك المقال