حسين الحركة… فاكهة الصحافة الرياضية

زياد سامي عيتاني

كنت أنتظر أن ترسل لي كلمتك عن الراحل أسطورة “الأنصار” الكابتن الحاج عدنان الشرقي، لضمها إلى الكتاب الذي يتم إعداده عن سيرته المظفرة، بمناسبة الذكرى الأولى لرحيله.

وكنت في غاية الشوق أن تكتب صديقك ورفيق دربك الطويل، إلا أن المرض، كان دوماً يحول دون ذلك! وكنت تستمهلني بعض الوقت حتى تتحسن صحتك، مع التمني بإصرار إبقاء موضوع المرض طي الكتمان، حتى لا تشغل بال أحبتك، وما أكثرهم…

آخر مرة تم التواصل من بضعة أسابيع (كتابياً على موقع التواصل)، شعرت من دون أن تخبرني أن المرض اللعين تمكن منك، لأنني أحسست بإنكسار في نفسك، لم أشعر به من قبل… فكانت آخر كلماتك: “أدعي لنا”.

قلقت للغاية، وشعرت بمرارة كبيرة، وكأن تاريخاً حافلاً من ذكرياتنا الجميلة، بما يختزن من معلومات وأخبار وطرائف ونوادر الملاعب وخفاياها، يستعد للرحيل عنا.

كان شعوراً غريباً (!) هل يعقل في بداية فصل الربيع، أن تسقط تلك الشجرة المثمرة بكل أصناف “فاكهة” الاعلام الرياضي؟

كأن قدرنا، نحن من عشنا كل فصول كرة القدم اللبنانية، بكل تحولاتها وتقلباتها، بحلوها ومرارتها، بإنتصاراتها وإنكساراتها، بظفرها وخيباتها.. كأن قدرنا، أن نفقد الأحبة الواحد تلو الآخر، بالأمس الكابتن الأسطوري الحاج عدنان الشرقي، اليوم الأستاذ حسين الحركة “فاكهة الصحافة الرياضية”.

الغربة القسرية، لم تبعدنا قط، كنا شبه يومياً نقضي ساعات طويلة وأوقاتاً مديدة، على موقع التواصل الاجتماعي، نغرف من ذكريات الزمن الكروي الجميل، ونتبادل خبرياته وحكاياته ونوادره، وأسراراً ما زالت غير معلومة، فنقضي أوقاتاً ولا أروع، نختمها بالتحسر على ما آلت إليه أوضاع البلاد والعباد، وضمناً كرة القدم، التي باتت جزءاً من منظومة الفساد الطائفي والمذهبي، بعدما أفقدتها العصابات المتحكمة بها رونقها وقيمها وأهدافها، وجعلتها صورة مصغرة عن لبنان الذي لم يعد يشبهنا.

أخي أستاذ حسين: كنت أنتظر منك كلمتك عن المرحوم الكابتن الحاج عدنان الشرقي، فإذا بك تحملها له مباشرة، من دون أن تدعني إياها.. فلحاقك به وهو صديقك وحبيبك ومثلك الأعلى، أبلغ الكلمات وأكثرها وفاءً وتعبيراً، التي ستضاف إلى كتاب “عدنان الشرقي.. أسطورة الأنصار”.

إلى جنات الخلد والنعيم أخي أبو أحمد، بلغ سلامنا للحاج عدنان.

سنفتقدك شاهداً ومعاصراً وعلماً من أعلام الزمن المجيد والجميل لكرة القدم اللبنانية، وقبل كل ذلك أخاً عزيزاً وصديقاً تاريخياً.

بسم الله الرحمن الرحيم {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي} صدق الله العظيم.

شارك المقال