ينتظر عشاق كرة السلة اللبنانية بشغف، انطلاق الدور النهائي للبطولة المحلية بين الرياضي ودينامو لبنان، في مواجهة يمكن اعتبارها مثالية، بين الفريقين الأكثر ثباتاً واستقراراً على الصعيدين الفني والإداري هذا الموسم.
وتأهل الرياضي بحسمه سلسلة مباريات الدور نصف النهائي على حساب الحكمة غريمه التقليدي (3 – 0)، فيما أنجز الدينامو الأمر عينه على حساب بيروت فيرست حامل اللقب فأبعده بثلاث مواجهات لصفر أيضاً.
ويلقي “لبنان الكبير” فيما يلي الأضواء على نقاط القوة والضعف في صفوف الفريقين:
الجمهور
يتفوق الرياضي على الدينامو من الناحية الجماهيرية إذ لا يمكننا إطلاقاً مقارنة الحشد الجماهيري الذي سيواكب الأول بأعداد كبيرة، فيما يفتقر دينامو إلى هذه الناحية، فجمهوره صغير ولا يمكنه حتى أن يملأ مدرجات ملعبه “روكلاند أرينا” الجديد في طريق المطار.
وجذبت العروض الشيقة الأخيرة للرياضي أعداداً إضافية من المشجعين، مما دفع الإدارة إلى فتح الملعب الملاصق لقاعة صائب سلام، كما حدث في المواجهة ما قبل الأخيرة أمام الحكمة إذ لم تتسع قاعة الرياضي لأعداد جمهوره الغفيرة. وعنصر المواكبة الجمهورية سيكون سلاحاً فعالاً للرياضي في هذه السلسلة.
الإدارة
يتساوى الناديان على صعيد الاستقرار الإداري، فهما رصدا موازنتين كبيرتين للوصول إلى التتويج باللقب.
وتواكب إدارة الرياضي، برئاسة مازن طبارة، الفريق بشكل لافت. والأمر عينه ينطبق على فيصل قلعاوي رئيس نادي دينامو. والبارز أن الرجلين يرصدان المباريات من أرض الملعب وليس من المقصورة الرئيسية كباقي رؤساء الأندية، وذلك في دليل على حرصهما على الاهتمام في كل شاردة وواردة داخل صفوف فريقيهما.
الأرقام
بلغة الأرقام، حقق الفريقان نتائج لافتة تفوق بكثير باقي الأندية إذ بلغت نسبة تسجيل الرياضي في كل مباراة 96,2 نقطة، بالإضافة إلى معدل متابعات بلغ 41 و23 تمريرة حاسمة.
أما معدل تسجيل دينامو الطامح للقب الأول في تاريخه، فبلغ 91,5 نقطة و44,4 متابعة و20,9 تمريرة حاسمة.
ويمكن القول أن فريق الرياضي، المتوج هذا الموسم بلقب دورة دبي على حساب الدينامو نفسه، يتقدم بفارق خبرة لاعبيه وثباتهم الفني في هذا النوع من المباريات التي تتطلب التقليل من الأخطاء واستغلال عامل الخبرة.
وعانى الرياضي من موسم ضاغط أرهق لاعبيه، خصوصاً أنه يشارك إلى جانب المنافسات المحلية في بطولة “وصل” لأندية غرب آسيا، فيما استفاد الدينامو من فترات مريحة بين المباريات، للتحضير البدني والفني من دون ضغوط.
المدربان
يشرف على الفريقين مدربان من طراز رفيع إذ يقود الرياضي المدرب “المخضرم” أحمد فران الغني عن التعريف وصاحب الخبرة الكبيرة في الملاعب المحلية.
في المقابل، يملك دينامو مدرباً ناجحاً هو جاد الحاج، الذي يشغل في الوقت عينه منصب المدير الفني لمنتخب لبنان. وقد حقق مع الأخير نتائج قارية لافتة، قادته إلى نهائيات كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه.
دكة البدلاء
يملك الرياضي الافضلية أيضاً في “دكة البدلاء” الذي يسمح لمدربه أحمد فران باستخدام أوراق عدة رابحة في هذه المباريات بوجود اسماعيل أحمد وأفضل لاعب آسيوي وائل عرقجي وهايك غيوقشيان و”القناص” أمير سعود وعلي منصور. وهذه البدائل قادرة على تعويض غياب كريم زينون الموقوف إتحادياً عن المباراة الأولى في السلسلة.
في المقابل، يعزز صفوف الدينامو وجود نخبة من اللاعبين المحليين، في مقدمهم كريم عز الدين وغبريال صليبا، بالإضافة إلى المخضرم علي محمود.
الأجانب
استعانت كل الأندية المشاركة في بطولة لبنان بلاعبين أجانب لكن نوعية اللاعبين الذين تعاقد معهما الرياضي ودينامو تفوق التعاقدات الأخرى من حيث المستوى.
وضم الفريقان إلى صفوفهما نجوماً من الصف الأول ومن طراز (ان بي آي)، مثل ديوب ريث نجم منتخب أستراليا في الرياضي وجو لوال (دينامو).
ولا يقل الأميركي كيفن مورفي شأناً عن زميله ديوب ريث في الرياضي، فهو أثبت وجوده بشكل لافت من خلال رمياته الدقيقة وهدوء أعصابه في المواقف الصعبة. والأمر عينه ينطبق على زاك لوفتن المميز في صفوف دينامو.