موسم السلة نجح بامتياز… والعين على المنتخب

رياض عيتاني

أسدلت الستارة، الإثنين الماضي، على أحد أنجح مواسم كرة السلة اللبنانية في السنوات الأخيرة. وأكدت اللعبة أنها بخير على شتى الصعد الفنية والجماهيرية والتنظيمية والإعلامية. كما أكدت أنها رافعة للرياضة اللبنانية، والوجه المشرق لها في المحافل العربية والقارية والعالمية.

فنياً، استحق الرياضي لقب البطولة لأنه كان الأكثر ثباتاً واستقراراً، وهو أمر طبيعي بوجود نخبة من اللاعبين المحليين والأجانب في صفوفه، فضلاً عن مدرب قدير هو أحمد فران، الذي قاد فريقه نحو اللقب، مكررا ما فعله الموسم الماضي مع “بيروت فيرست كلوب” على حساب فريقه الحالي.

ويعتبر الرياضي الفريق الأغنى من حيث الأسماء، التي تضمها صفوفه، بوجود وائل عرقجي وكريم زينون وأمير سعود وعلي منصور وهايك قيوغجيان. ويشكل الفريق البيروتي العامود الفقري لمنتخب لبنان.

وساهم عرقجي ورفاقه في أن يظهر الرياضي بأفضل صورة فنية حيث المعادلة واضحة: أجانب مميزون ومحليون مميزون، يساوي توليفة قوية وقادرة على اعتلاء منصات التتويج.

أما إدارياً، فأحسن النادي البيروتي التعامل مع وقائع الموسم ومعالجة ثغرات الفريق الذي بدأ البطولة بخجل قبل أن تتصاعد وتيرة نتائجه وأدائه تدريجياً بعد التعاقد مع الأميركي كيفن مورفي والاسترالي ديوب ريث، إذ شكل اللاعبان رافعة للرياضي وقيمة مضافة لبطولة لبنان بشكل عام.

ولم تبخل إدارة الرياضي إطلاقاً على الفريق، إذ تجاوزت الميزانية هذا الموسم أكثر من 3 ملايين دولار أميركي، وذلك من أجل استقطاب افضل النجوم. وترأس مازن طبارة النادي عن جدارة، بوجود نخبة من الإداريين المتمكنين لإدارة هذا الإنجاز واستعادة اللقب إلى عرين النادي.

صلابة دينامو والحكمة

شكل فريق دينامو لبنان مفاجأة الموسم بأدائه الرفيع وقدرته على مقارعة أعرق الأندية، وهو كان نداً قوياً للرياضي في سلسلة المباريات النهائية التي لم يحسمها “أبناء المنارة” إلا بعد جهد في ظل إثارة كبيرة رافقت المباريات الخمس النهائية.

ولا يمكننا ذكر دينامو من دون التوقف عند تألق مدربه الفذ جاد الحاج الذي أثبت أنه أحد أنجح المدربين في لبنان، لا بل انه مستقبل اللعبة والمنتخب الوطني بفضل رؤيته الثاقبة وحسن توظيفه للاعبين، صانعاً من الدينامو فريقاً من طراز عالٍ.

وسجل الموسم الحالي عودة فريق الحكمة بقوة إلى المنافسة على لقب بطولة لبنان بفضل مدربه جو غطاس ومجموعة قوية من اللاعبين. وبعودة الحكمة إلى مستواه، استعادت مباريات الفريق الأخضر مع الرياضي نكهتها حيث جذبت مباريات الفريقين في الدور نصف النهائي آلاف المتفرجين في ملعبي “أنطوان شويري” في غزير و”صائب سلام” في المنارة.

ويسجل لاتحاد السلة مواكبته الناجحة لوقائع البطولة حيث عكست مجريات المسابقة تنظيماً جيداً ومستوى مقبولاً للجهاز التحكيمي، فضلاً عن نجاح النقل التلفزيوني في استقطاب الآلاف عبر “الشاشة الصغيرة”.

وبعد انتهاء البطولة، تتجه الأنظار إلى منتخب لبنان المطالب بعكس الصورة الإيجابية عن المسابقة في بطولة العالم حيث أوقعت القرعة لبنان في مجموعة قوية، إلى جانب فرنسا وكندا ولاتفيا، وذلك في البطولة التي ستقام بثلاث دول هي إندونيسيا والفيليبين واليابان، ما بين 25 آب و10 أيلول المقبلين.

ويلتقي لبنان في أولى مواجهاته لاتفيا في 25 آب المقبل، ثم كندا بالمباراة الثانية في 27 منه. ويختتم “منتخب الأرز” مبارياته في الدور الأول يوم 29 آب بمواجهة فرنسا. ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور الثاني.

ويشكل إعداد المنتخب لكأس العالم تحدياً جديداً لاتحاد كرة السلة الذي أكد عبر رئيسه أكرم الحلبي، أنه لن يقصر في هذه المهمة إذ سيؤمن الظروف المناسبة ليظهر لبنان بأفضل صورة ممكنة في هذا الحدث العالمي الكبير.

شارك المقال