البرازيلية مارتا… “بيليه” السيدات

محمد فواز
محمد فواز

تتجه أنظار مشجعي ومتابعي الكرة النسائية إلى النجمة البرازيلية مارتا فييرا دا سيلفا التي تشارك للمرة السادسة في كأس العالم المقبلة المقررة في أستراليا ونيوزيلندا ما بين 20 يوليو/تموز و20 أغسطس/آب.

ويتساءل المراقبون هل ستتمكن البرازيل بقيادة مارتا من إحراز كأس العالم للمرة الاولى؟ وهي المتوجة على عرش الرجال 5 مرات وهو رقم قياسي. فسيدات البرازيل لم تحرزن اللقب الاغلى بعد لأسباب متعددة وأبرزها حظر الكرة النسائية في البرازيل من عام 1941 إلى 1979، إذ لعب منتخب السيدات أول مباراة له عام 1986. وكانت أفضل نتيجة لمنتخب السيدات في كأس العالم احتلال المركز الثاني خلف ألمانيا عام 2007.

وبما أن البرازيل “ولّادة”، سطع نجم البرازيلية مارتا التي خطفت أنظار عشاق المستديرة في العالم بطريقة مداعبتها للكرة وتميّزها عن مثيلاتها، وكتبت صفحات من تاريخ كروي مشرق جعل منها نجمة الكرة الأولى من دون منازع، لتقارع بذلك أساطير الكرة البرازيلية بقيادة بيليه وروماريو ورونالدو وريفالدو ورونالدينيو وغيرهم.

تنحدر مارتا البالغة من العمر 37 عاما من عائلة تضم شقيقين وأخت، والى جانب نادي أوميا السويدي فإن مارتا تعشق نادي كورينثيانس البرازيلي، كما تحب أيضا أساطير الكرة البرازيلية رونالدو ورونالدينيو وريفالدو، وأما رياضتها المفضلة خارج الكرة فهي التنس.

وبدأت “مارتا” ممارسة كرة القدم مع زملائها الذكور، وكانت ضمن لاعبي الفريق المحلي للشباب قبل اكتشاف موهبتها وضمّها لفريق السيدات في “ريو دي جانيرو” وهي بعمر 14 عامًا. واكتشفت مواهب مارتا المدربة البرازيلية الشهيرة هيلينا باتشيكو ليقوم نادي فاسكو دا غاما بضمها إلى صفوفه.

وواصلت “مارتا” اللعب لِفرق نسائية في أكثر من بلد قبل انضمامها للمنتخب الوطني البرازيلي للسيدات عام 2002.

لعبت مارتا لعشرة أندية منذ انطلاق مشوارها الكروي عام 2000، مع أندية فاسكو دا غاما وسانتا كروز وسانتوس البرازيلية، كما احترفت في أندية أوميا وتيريسو وروزنغراد السويدية، بالإضافة إلى أندية لوس أنجلس سو وغولد برايد وويسترن نيويورك فلاش الأميركية.

وتلعب مارتا حاليا مع نادي أورلاندو برايد الأميركي، وهي سجلت طوال مشوارها الاحترافي أكثر من 500 هدف في 400 مباراة خاضتها، وأما على الصعيد الدولي فقد مثّلت مارتا المنتخب البرازيلي بدءا من عام 2003 وخاضت معه 151 مباراة وسجلت 111 هدفا.

بلغت مارتا خلال مشوارها الكروي نهائي دوري الأبطال مع نادي أوميا السويدي مرتين في: 2007 و2008، ونالت لقب الدوري السويدي أعوام 2005 و2006 و2007 و2008، بالإضافة إلى كأس السويد عام 2007، ومع نادي “سانتوس” حصلت مارتا على كأس “ليبرتادوريس” عام 2009 وكأس البرازيل عام 2009.

ونالت النجمة البرازيلية مع ناديي “غولد برايد” و”ويسترن نيويورك فلاش” الأميركيين لقب أفضل لاعبة في الدوري عامي 2010 و2011، كما توجت بلقب الدوري السويدي مع فريق “تيريسو” عام 2012 وبلغت معه نهائي دوري الأبطال سنة 2014، بالإضافة إلى لقب الدوري مع نادي روزنغراد السويدي سنتي 2014 و2015.

حصلت مارتا أيضا على الكثير من الألقاب والجوائز الفردية مع المنتخب البرازيلي لكنها لم توفق أبدا في إحراز لقب كأس العالم، وحازت النجمة البرازيلية الميدالية الفضية في الألعاب الأولمبية عامي 2004 و2008، والميدالية الذهبية في بطولة أميركا الجنوبية أعوام 2003 و2010 و2018، وحصلت على لقب أفضل لاعبة في العالم 6 مرات اعوام 2006 و2007 و2008 و2009 و2010 و2018، وتم اختيارها كأفضل لاعبة كرة قدم في العالم لكل الأوقات، بالإضافة إلى ألقاب وجوائز فردية أخرى.

كما أصبحت المهاجمة البرازيلية المولودة في “ديوس رياشوس” بالبرازيل من أصول سويدية – برازيلية، أفضل هدافة في تاريخ نهائيات كأس العالم لكرة القدم في فئتي الرجال والسيدات، بعد أن سجلت هدفا في مرمى إيطاليا بمونديال السيدات الذي جرى في فرنسا صيف العام 2019.

كان ذلك الهدف الـ17 لها في 5 نسخ من النهائيات، لتتخطى اللاعب الألماني ميروسلاف كلوزه الذي أحرز 16 هدفا في 4 نسخ من النهائيات العالمية، كما تفوقت لدى السيدات على اللاعبة الألمانية بيرغيت برينتس والأميركية آبي وامباك اللتين تملكان في رصيديهما 14 هدفا، ثم الأميركية ميشيل يكرز التي أحرزت 12 هدفا.

“مارتا” هي السيدة الوحيدة التي وطأت قدماها ممر المشاهير في استاد “ماراكانا” يُطلق على هذا الممر اسم “بهو كرة القدم البرازيلية” وذلك عام 2018.

وهي قالت مؤخرا لوسائل إعلام محلية في برازيليا: “نعم ستكون آخر بطولة لكأس العالم لي. علينا أن نفهم أن الوقت قد حان لكي نعطي الأولوية لأشياء أخرى. يجب أن أكون ممتنة لأنني عشت كل تلك السنوات في المنتخب الوطني. أن تتاح لي الفرصة للذهاب إلى كأس العالم مرة أخرى، كأس العالم السادسة، هذا شيء مذهل”.

وأجرت مارتا عملية جراحية لعلاج تمزق في الرباط الصليبي الأمامي للركبة العام الماضي وعادت للمنتخب الوطني في فبراير/شباط بعد 11 شهرا من الغياب.

ولم تشارك في مباريات ودية ضد إنكلترا وألمانيا في أبريل/نيسان لكنها شاركت كبديل في الدقيقة 74 في الفوز 4-صفر على تشيلي الأحد الماضي.

وتبدأ البرازيل مشوارها في كأس العالم ضد بنما في 24 يوليو/تموز قبل مواجهة فرنسا وجامايكا.

شارك المقال