من يتحمّل مسؤولية السقوط المدوّي لشباب كرة السلة؟

رياض عيتاني

لا تزال الأسئلة المتعلقة بالظهور المأساوي لمنتخب شباب كرة السلة في المونديال، من دون أجوبة. وكأن استقالة المدرب “المسكين” شربل الباش كانت هي علّة العلل، فاستقامت بعدها الأمور، واستعادت السلة اللبنانية هيبتها وبريقها.

لم يفسّر أحد حتى الآن كيف ترنّح منتخبنا الشاب في مبارياته المونديالية حيث تلقى هزائم من العيار الثقيل، بلغت ذروتها أمام إسبانيا بنتيجة 20 – 102، وهي ليست خسارة مذلّة فحسب بل صفعة قاسية لكرة السلة اللبنانية واتحادها وأنديتها.

وخسر لبنان في دور المجموعات من سلوفينيا (74 – 58) ومن مدغشقر (83 – 66)، قبل أن يسقط أمام أميركا (122 – 70). وكان السقوط المدوي في الدور الثاني أمام إسبانيا (102 – 20) في مباراة استقال بعدها المدرب شربل الباش من منصبه، ليتسلم زمام الأمور مساعده فينكو باكيتش.

وفي مباريات المراكز خسر لبنان من البرازيل (72 – 49)، ومن مصر (78 – 77) قبل أن يفوز أخيراً على هنغاريا (73 – 66).

وفي الواقع أن الهزيمة المدوّية التي تعرّض لها لبنان أمام إسبانيا لا تكفي معها إقالة الجهاز الفني والإداري للمنتخب على الفور، ولا أن يكون اللاعبون “فشّة خلق” أو “كبش محرقة”، لأنهم ليسوا وحدهم الذين يتحمّلون المسؤولية عن المباراة “المجزرة”، إنّما كما كان الجميع شركاء بإنجاز التأهل الى بطولة العالم وصفّقوا وهلّلوا له، يجب عليهم هم أنفسهم تحمّل تبعات هذه “النكسة”، كلّ حسب موقعه وتراتبيته، لأنه كما النجاح يجمع فكذلك “المصيبة” تجمع.

وتوقع الوسط الرياضي موقفاً من وزير الشباب والرياضة جورج كلاس المطالب باستدعاء مسؤولي اتحاد كرة السلة ومساءلتهم عما حدث في مباراة جمع فيها المنتخب اللبناني عشرين نقطة في الدقائق الأربعين! وهي نتيجة كافية لرفع الغطاء عن أي شخص مقصر في مهامه، ولتطبيق مبدأ المحاسبة وتحديد المسؤوليات من رأس الهرم حتى أسفله، إذ من المعيب مشاركة منتخباتنا الوطنية في البطولات القارية والدولية الكبرى من الآن وصاعداً إذا كانت النتيجة مشابهة لتلك التي سُجلت.

ومن حسن حظ اتحاد كرة السلة تزامن مشاركة منتخب الشباب بالمونديال مع خوض فريق السيدات مسابقة كأس آسيا للعبة في أستراليا حيث أنقذت اللاعبة المجتهدة ريبيكا عقل ماء الوجه، عبر سلة قاتلة في شباك الصين تايبيه، مما ضمن للبنان بقاءه ضمن التصنيف الآسيوي الأول. والاتحاد مدين لهذه اللاعبة باستعادته شيئاً من توازنه بعد أيام من سلسلة هزائم دراماتيكية لمنتخب الشباب.

والواقع يفرض أن تكون مشاركة منتخبي الشباب والسيدات في استحقاقيهما الأخيرين بمثابة درس لمنتخبنا الأول الذي يتحضر لكأس العالم بحيث تأتي هذه المشاركة على قدر الطموحات والآمال.

فالوصول إلى النهائيات إنجاز رائع لكن الأهم أن تبقى أقدام الاتحاد والجهاز الفني واللاعبين على الأرض، تماماً كما تصرّف المنتخب نفسه في كأس آسيا العام الماضي حين قارعنا أقوى منتخبات القارة وحققنا نتائج تليق بالعلم اللبناني وبالحرص على بقائه عالياً، بالقول والفعل…

شارك المقال