عِـبَـرْ

محمد فواز
محمد فواز

الفوز أو الخسارة واردان دائماً في العمل السياسي لأي جهة أو حزب أو تيار، فكيف إذا كان ذلك في عالم الرياضة القائم أساساً على مبدأ الربح والهزيمة؟.

فالفوز يسمح لهذا الطرف أو ذاك أن يعزز حضوره على الساحة الرياضية في لعبة ما أو منصب ما، وبالتالي يسعى لاستمرار هذه السيطرة لفترة طويلة بكل ما أوتي من قوة. والتفوق على الآخر شيء إيجابي ينعكس سعادة ورضا على الفائز ودعماً وتشجيعاً من المجتمع مادياً ومعنوياً.

والخسارة لهذا الطرف أو ذاك تفرض مراجعة الخطوات والبرامج التي اعتمدت والتي أدت إلى هذه النتيجة الكارثية، فتسمح هذه المراجعة باعتماد أساليب جديدة علّها تؤدي إلى تحقيق نتائج أفضل. والخسارة أمام الآخر شيء سلبي ينعكس حزناً وإحباطاً وانتقاداً من الآخرين وحرماناً من الدعم المادي والمعنوي من قبل المجتمع.

هذه الحسابات تكون عادةً محور تحليلات جذرية للخروج بخلاصة وبرنامج لتعزيز الحضور لدى الفائز والعمل على تحسين الحضور لدى الخاسر…

إلا لدى العونيين الذين يحذون حذو زعيمهم في التشبّث بثوابت بالية وأساليب مافيوية لتحقيق الفوز أو على الأقل تفادي الخسارة التي تبقى غير واردة لديهم.

والأنكى من كل ذلك أن “العونيين” لا يستخرجون العبر من هذه الهزائم ويتعنّتون في مواصلة المشوار الخاسر وبالأسلوب عينه، على الرغم من عدم تحقيقه النجاح المتوخّى لا بل أسفر عن هزائم مدوّية ولا سيما في انتخابات اللجنة الأولمبية.

واللافت أيضاً أنهم يرفضون أن يتعلّموا لا بل يهدّدون بعظائم الأمور ويجاهرون بنقل المعركة إلى الأولمبية الدولية على الرغم من أنهم واتحاداتهم يستعملون السياسة والطائفية والمذهبية لتحقيق غاياتهم وإجبار المترددين من الأندية والاتحادات على الانصياع لهم والتقيّد بتعليماتهم وبالتالي الدوران في فلكهم.

تهديدهم بنقل المعركة إلى اللجنة الأولمبية الدولية سببه اليوم كلمة “العوني” التي أطلقت عليهم والتي باتت “تابو” (Tabou) بالنسبة لهم بينما هم يتلطّون خلفها ليل نهار ويهدّدون بها في إيحاء بدخول بعبدا على الخط.

غريب رفض لقب “العوني” الذي يستخدمونه دائماً والذي ينطبق على كل اتحاداتهم وأنديتهم، وكأن قائد مسيرتهم ليس هو نفسه رئيس مكتب الرياضة في التيار “الحر” الذي يجاهر ليل نهار باستعمال الضغوط السياسية والطائفية والمذهبية للوصول إلى مآربه.

أما الكارثة..

فهي مهادنة الفائزين للخاسرين وخوفهم منهم، بدلاً من فرض حضورهم الكامل على مستوى اللجان في الأولمبية وعدم الأخذ بالاعتبار تهديدات خصومهم الذين لو فازوا لأكلوا “الأخضر واليابس” على المستويات كافة من دون أن يرفّ لهم جفن.

لا بل أكثر من ذلك، الفائزون يحاولون كسب ودّ الخاسرين من خلال موقع هنا واتصال هناك ووساطة هنالك، بينما رفض اتحاد لعبة جماعية إدخال رئيس الهرم الرياضي الأهلي إلى مباراة من مبارياته، متجاوزاً كل الأصول والأعراف الأولمبية، لا بل تم افتعال إشكال بعيداً عن أصول اللياقات وبالنتيجة جرى إبلاغ الضيف الأهلي برفض دخوله.

لذا، على الجهة الفائزة أن تسعى إلى وضع برنامج مفصّل لعملها المقرر في السنوات الأربع المقبلة، وأن تقوم بتنفيذه بدلاً من السعي لاستعادة الاتحادات “العونية” إلى حظيرتها، لأنهم سيزدادون تعنّتاً ومكابرةً ورفضاً وسيبقون ينتظرونكم عند المفرق للانقضاض عليكم و”تشليحكم” مكاسبكم.

إقرأ أيضاً: جلخ لـ”لبنان الكبير”: لم يتجاوزوا بعد هزيمتهم “الأولمبية”

أنتم (الفائزون) تقودون الرياضة اليوم وعليكم السعي لـ”تطبيع” العلاقة مع الاتحادات الخاسرة ليس أكثر، ومحاولة مساعدتها بشكل “رسمي” على تجاوز مصاعبها ليس أكثر، لأنها لن ترضى عنكم لو رفعتم “العشرة” وحتى “العشرين”.

أخيراً، على الجهة الخاسرة أن تتعلّم من الهزيمة التي مُنيت بها وأن تعرف أن الرياضة هي ربح وخسارة، وعليها أن تسعى منذ اليوم ليس إلى التربّص بالجهة الفائزة، بل إلى تحسين أوضاعها علّها تتمكن من الفوز في الانتخابات المقبلة أي بعد 4 سنوات، لأن الانتخابات الجزئية الأخيرة أثبتت أن الفائزين هم كتلة واحدة متراصّة وبالتالي سيكون من الصعب عرقلة مشوارهم.

شارك المقال