انقلابيو “التيار” يخربون اللجنة الأولمبية

محمد شمس الدين

لا تزال الخلافات تهز اللجنة الأولمبية، فبعدما وجه وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال جورج كلاس كتاباً إلى قاضي الأمور المستعجلة في بعبدا، اعتبر فيه أن الافادة الادارية الصادرة عن وزارته تحت الرقم 2021/2/290 تاريخ 2021/8/6 لا تزال سارية المفعول، ما يعني بطلان نتائج كل الجمعيات العمومية الانتخابية التي تلت هذا التاريخ، جن جنون “التيار الوطني الحر”، وبدأ بحملة ممنهجة ضد الوزير كلاس متهماً إياه بأنه يعمل على استبعاد لبنان عن المحافل الدولية الرياضية الأولمبية، فما حقيقة الأمر؟

مصادر رفيعة في وزارة الشباب والرياضة أشارت في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن “استبعاد لبنان عن المحافل الدولية الأولمبية لا يحصل إلا إذا كانت هناك دعاوى قضائية مرفوعة في اللجنة الأولمبية والمنقلبون الذين يقودهم التيار الوطني الحر هم من رفعوا الدعوى، فكيف يكون الوزير هو المسؤول؟”.

ولفتت المصادر الى أن “التيار يريد من الوزير كلاس التدخل لمصلحته، بينما كان كل هذه المدة على الحياد، وسعى جاهداً الى جمع الطرفين المختلفين لحل الخلاف، ولكن قادة الانقلاب هم من كانوا يرفضون الأمر، كما أي مبادرة من الوزير باتجاه الحل”.

شكلت انتخابات العام 2021 صدمة لمنسق الرياضة في “التيار الوطني الحر”، ورئيس اتحاد المبارزة جهاد سلامة، فبعد أن كان ضامناً الفوز بعضوية اللجنة بل برئاستها، تعرض لهزيمة مدوية، ما دفعه إلى التخطيط لقلب النتيجة بالأمر الواقع، فعمل على المسيحيين في اللجنة وفي الاتحادات الرياضية الأولمبية، وعزف على وتر “حقوق المسيحيين” الأمر الذي أدى إلى خلاف بدأ منذ 6 أشهر، بحيث استطاع سلامة أن ينفذ انقلاباً حقيقياً، بعد أن استقطب الى صفه 4 أعضاء من أصل 14، دعوا إلى جمعية عمومية في مخالفة فاضحة للنظام الداخلي للجنة، وأخذوا قراراً بطرد نائب رئيس اللجنة هاشم حيدر، المحسوب على حركة “أمل”، لترد اللجنة المنتخبة بطرد رئيسها بيار جلخ المحسوب على “الكتائب”، فاتجه فريق سلامة إلى جمعية عمومية ثالثة وانتخب 4 أعضاء بدلاً من: هاشم حيدر، محمود خطاب، جورج عبود وحسان رستم عبر انتخابات غير شرعية، اعتبروا فيها أن هناك لجنة أولمبية جديدة.

أثناء هذا الخلاف الكبير لم تأخذ الوزارة طرفاً، ووقفت على الحياد، فيما بدأوا بالدعاوى القضائية، إلى أن رد الوزير كلاس على طلب قاضي الأمور المستعجلة في بعبدا، معتبراً أن اللجنة المنتخبة في 2021 هي الشرعية، فجنّ “التيار الوطن الحر” وشن حملة على الوزير متهماً إياه بأخذ طرف، إلا أن الوقائع تفيد بأن الوزير بقي على الحياد ولم يصدر إفادة إدارية لأي طرف، محاولاً حل الخلاف بالحوار، إلا أن الشرخ السياسي بين حركة “أمل” والتيار منع الأمر، تحديداً مع تشدد الأخير برفض الحل.

الاتحادات الرياضية الأولمبية التي يحق لها الانتخاب هي 27 اتحاداً، 11 محسوبة على حركة “أمل”، واحد لـ “حزب الله”، واحد لـ “الكتائب”، واحد لـ”المستقبل” والبقية لـ”التيار الوطني الحر”، والغريب في الأمر أن بقية الاتحادات، والتي قد تكون موعودة بمكتسبات من سلامة، اصطفت الى جانبه، علماً أنها أسقطته سابقاً في الانتخابات، حتى أن رئيس اللجنة الكتائبي بيار جلخ لديه تصريح سابق يدعو فيه سلامة إلى تقبل نتيجة الانتخابات، فماذا تغير حتى استطاع استقطابهم؟

شارك المقال