انفجرت الخلافات في نادي الحكمة بعدما تراكم مسبباتها منذ سنوات. ويعد التمويل سبباً رئيساً في وصول الأزمة الحكماوية إلى الأفق المسدود.
وفي التفاصيل، فان “القوات اللبنانية” المرجعية السياسية للنادي وصاحبة القاعدة الجماهيرية الأكبر فيه بادرت إلى حل أزمته المالية منذ سنوات حين تكفل النائب غسان حاصباني بدفع ديونه التي قاربت المليوني دولار.
ولكن الكيمياء لم تركب بين حاصباني ورئيس النادي إيلي يحشوشي، الذي كان سبباً في “تطفيش” حاصباني، الذي خلفه جهاد بقرادوني ولم يسلم بدوره من ممارسات يحشوشي الاعتباطية وتفرده بالقرارات، فآثر الابتعاد بعد أن دفع مبلغا للنادي يقارب المليون و200 ألف دولار، لتمويل لعبتي كرة السلة وكرة القدم فيه.
كل هذا جرى في حين لم يدفع يحشوشي قرشاً من جيبه بل اقتصر دوره على تطفيش الممولين! مع العلم أن تصرفاته مع بقرادوني بلغت حداً صبياناً عندما رفض تخصيص مقعد له في المنصة الرئيسة لاستاد غزير ما أثار حفيظة بقرادوني وغضبه من تلك التصرفات.
وفي ظل هذه المعمعة، فاجأ يحشوشي الجمهور بإعلانه استقالته وذلك خلال مقابلة إذاعية كان أشار فيها الى أن لديه قناعة تامة بإمكانات المدرب الفذ غسان سركيس، وأن المدة الزمنية للعقد الموقع معه وهو ثلاث سنوات، جاء انطلاقاً من ذلك، لافتاً الى أنه يمتلك الحق في توقيع عقود، بما يضمن مصلحة ناديه، انطلاقاً من آلية العمل المؤسساتي.
وطمأن يحشوشي الجماهير الحكماوية، الى أن فريق هذا الموسم أفضل من المواسم السابقة، على الرغم من عمليات الرحيل التي شهدها مؤخراً، وأنه مسؤول عن كلامه، خصوصاً وأنه تم ايجاد توليفة من اللاعبين، بما يضمن توافر تشكيلة متكاملة سواء في أرض الملعب أو على مقاعد البدلاء.
وتأتي استقالة يحشوشي بعد أسبوع على رفع لافتات في شوارع الأشرفية، وتحديداً في محيط مدرسة الحكمة “مار يوسف” وأبرشية بيروت للموارنة، حيث مقرّ النادي، تُندّد بالرئيس الذي يشغل منصب عضو المجلس البلدي في مدينة بيروت.
وكُتب على اللافتات التي ناهز عددها السبع: “نريد رئيساً لنادي الحكمة يأخذ على عاتقه تمويل نادي الحكمة”، “إيلي يحشوشي معارضينك بعدن معارضينك ويلّي كانو معك صارو معارضينك”، و”لا نريد رئيساً لنادي الحكمة يستغلّ حب جمهور الحكمة لناديه”.
واجتمعت امس اللجنة الادارية للنادي، وأعلنت أنها أبلغت باستقالة نائب الرئيس المحامي كميل سعاده خطياً، واستقالة رئيس النادي ايلي يحشوشي في مقابلة اذاعية، وقررت ترك اجتماعاتها مفتوحة. ودعت مشجعي النادي إلى ضبط النفس والابتعاد عن المشاحنات خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كما طلبت من لاعبي فرق النادي في كرة القدم وكرة السلة الاستمرار في التمارين والاستعداد للاستحقاقات المقبلة، مع التأكيد أن مسيرة النادي مستمرة.