“محمد الزين” بطل كمال الأجسام يشق طريقه وحيداً

راما الجراح

يتزايد الإقبال على رياضة كمال الأجسام بين أوساط الشباب في لبنان، بعضهم يمارسها طمعاً بلياقة بدنية، وآخرون طمعاً بتحقيق بطولات على مستوى لبنان والعالم. وهي رياضة تعتمد على تنمية العضلات عن طريق التمارين المكثفة والمنظمة بالأوزان والآلات الرياضية.

انتقل محمد الزين إبن بلدة المرج البقاعية من المرحلة الأولى بعد تحقيقه لياقة بدنية أهلته للانتقال إلى المرحلة الثانية لتحقيق بطولات على مستوى لبنان والعالم العربي، ولكن تقاعس الدولة وتهميشها لهذه الفئة من الشباب حدّت نوعا ما من قدراتهم لتحقيق فوز على الصعيد الدولي وجعلت الشعب اللبناني أيضاً يشعر بالغرابة عند سماعه بأسمائهم ونوع بطولتهم.

بداية مسيرته الرياضية

وعن بداية مسيرته الناجحة يقول إبن البقاع بطل لعبة كمال الأجسام والقوة البدنية محمد الزين لــ”لبنان الكبير “بدأت بأداء تمارين اللعبة منذ حوالي ١٥ عاماً، وكانت لا تزال على مستوى ضيق ولم يكن هناك نوادٍ رياضية في منطقتنا وعلى صعيد بلدتي المرج في البقاع الغربي في ذلك الحين، حتى إنني كنتُ أضطر للذهاب إلى مناطق بعيدة للوصول لتحقيق هدفي بالوصول إلى جسم رياضي”.

ويضيف: “مع مرور الأيام أصبحت هذه اللعبة معروفة وكوّنت قاعدة شعبية لها لتشجيع اللاعبين، بالأخص أن معظم الناس كانت خلفيتهم عنها بأنها لعبة منشطات وتؤثر على الطول فكانت نسبة كبيرة تتخوف منها وكان هذا سبباً بتأخر انتشارها في مجتمعنا بشكل كبير”.

نجم بطولة المحافظات

ويعود بالذاكرة إلى أول نادٍ رياضي تم افتتاحه في المنطقة، “كان يبعُد عن بلدتي مسافة طويلة جداً، وكان صاحب النادي يقول للجميع إنني أتمتع بجينات ويمكن أن أصل إلى نتيجة جميلة في حال داومت على التدريب، وهذا الأمر شجعني بشكل كبير على الاستمرار، ولم أتوقف أبداً عن التمرينات، وبدأت أضع بصمة أينما حللت، وشققت طريقي الخاص إلى البطولات، وبعد حوالي ٨ سنوات من التمارين القاسية، اتصل بي أحد الأشخاص وهو أحد أبطال لبنان وبعد أن أثنى على أدائي ونشاطي، طلب مني المشاركة في بطولة المحافظات في لبنان للقوة البدنية، وقد بدأت بالتحضير لها أملاً بتحقيق أول بطولة لي في هذه اللعبة، وقد فزت بالمركز الأول وكان يُسمى بـ”نجم البطولة” نظراً لعمري ووزني، فقد كنت بمواجهة أشخاص أكبر مني سناً ووزناً”.

بطولة لبنان من نصيبه

ويؤكد أنه “عندما شعرت كم أن طعم النجاح جميل جداً قررت المشاركة ببطولات أخرى، واستطعت تغيير النظرة السلبية عند الأهالي تجاه هذه اللعبة، وشاركت ببطولة لبنان التي كانت مقررة بعد بطولات المحافظات بـ٤ أشهر، أي أن الوقت كان جداً ضيقاً للتحضير للفوز بمرتبة معينة، ولكن عندما تكون الإرادة قوية لا يقف أمامها شيء، واستطعت الفوز بالمرتبة الأولى على صعيد لبنان على فئة وزني وعمري، وكانت هذه الخطوة بداية لتوسع أحلامي نحو بطولة العرب وبطولة آسيا التي كانت مقررة بعد ٩ أشهر من بطولة لبنان. وقد وعدتنا وزارة الشباب والرياضة والجهات المعنية بالدعم والتمويل، وكانت الصدمة أن الكلام عن الدعم كان مجرد حبر على ورق، وأننا سنسافر على حسابنا الشخصي، بالإضافة إلى دفع الاشتراك بالبطولة وغيرها من التكاليف، ما جعلنا على يقين تام بأن دولتنا لا تهتم بالمواهب المميزة على عكس غالبية دول العالم التي تهتم بلاعبيها على جميع الصُعد، وكان هذا السبب كفيلاً بأن يحرمني من المشاركة في البطولة وتحقيق فوز كنت أطمح إليه”.

مدرب دولي

وعن دخوله مجال التدريب، يقول: “بسبب الخبرة التي أتمتع بها دخلت مجال التدريب، وانضممت إلى الاتحاد الدولي لكمال الأجسام والقوة البدنية، وشاركت بدورة مدرب دولي وحصدت المركز الأول على الدفعة في ذلك الوقت وتخرجت كمدرب دولي من وزارة الشباب والرياضة، ويتساءل الجميع بشكل دائم عمّا اذا كُنت أتقاضى راتباً أو مكافأة معينة بعد أي فوز أحصده، ولكن للأسف الحقيقة أنه لا مقابل لأتعابنا ولو معنوياً لتقدير جهودنا وفوزنا، فكنا نحن مَن يدفع اشتراكاً للمشاركة في البطولات ولا ننتظر لا من الوزارة ولا غيرها أي مقابل لأننا على يقين من أنهم لا يقدرون هذه اللعبة”.

جرّ شاحنة تزن ٢٨ طناً

ويضيف: “في العام الماضي، جرت بطولة لبنان والعرب في لبنان للقوة البدنية، واستطعت حصد المرتبة الأولى، وبعدها تم تحضيرنا لتنظيم بطولة أقوى رجل في العالم العربي، وكنا في البداية نتمرن إلى حدود حوالي ٥٠٠ كلغ على سبيل المثال، أما في هذه البطولة فتغيرت جميع الأقاويل، وأصبحنا نتمرن على صعيد الأطنان، وبسبب شغفي بهذه اللعبة شاركت في البطولة على نفقتي الخاصة لأضع بصمة لبداية المشوار الكبير، واستطعت جر شاحنة تزن ٢٨ طناً ونصف الطن، بالإضافة إلى حمل دولاب ضمن مرحلة “رفع الإطار” والذي يزن حوالي ١٦٥ كلغ، ومرحلة “مشية الفلاح” وهي عبارة عن حمل سيارة ونمشي فيها، وبالرغم من المنافسة القوية، إلا أنني استطعت تخطي أول مرحلتين بنجاح، ووصلت إلى مرحلة جر الشاحنة وهي المرحلة الأصعب واستطعت جرها بكل الصعوبات التي كانت تواجهنا”.

فساد وطائفية في الرياضة أيضاً

وعن تكريم الدولة لهم، يشير إلى أنه “لم يرَ تكريماً من أي جهة معنية أو مسؤولة، حتى لفت نظر من الدولة لي ولجميع الشباب الأبطال لا يوجد حتى اليوم، ولا يعلم ما سبب هذا التهميش، في الوقت الذي يسعون لرفع اسم لبنان عالياً يشعرون بأنهم غرباء في أوطانهم”.

إقرأ أيضاً: منذر كبارة لـ”لبنان الكبير”: سأتفوّق على نفسي لتحقيق إنجاز في “طوكيو”

ويختم الزين بالقول: “الرياضة في لبنان تحتوي على الفساد، وهناك محسوبيات ووساطات جمّة، والطائفية تطغى على كل شيء، فإذا كنتم على اعتقاد بأن هذا القطاع نظيف الكف، أقول لكم جميعهم فاسدون في جميع القطاعات، ونحن كشعب مؤلف من لاعبين وموظفين وعاطلين عن العمل ضحايا فسادهم، وبالرغم من ذلك لن نستسلم، ونحن اليوم بصدد المشاركة في بطولة العرب لأقوى رجل في قطر في شهر آذار عام ٢٠٢٢، وسنكون عند حسن ظن الجميع وسنرفع اسم لبنان عالياً”.

شارك المقال