مع اقتراب انطلاق بطولة كأس الأمم الأوروبية “يورو 2024” في 14 حزيران الجاري، يجد اللبنانيون أنفسهم أمام مشكلة مزمنة تواجههم مع كبرى البطولات الرياضية. فكما حدث في كأس العالم 2022 الذي أقيم في قطر، لا يبدو أن الجماهير اللبنانية ستتمكن من متابعة منافسات البطولة الأوروبية هذه المرة أيضًاً
السبب يكمن في ارتفاع أسعار اشتراكات القنوات التلفزيونية الحاصلة على حقوق البث الحصرية لمباريات البطولة، والتي تفوق قدرة معظم المواطنين على تحملها. وبالتالي، ستُحرم شريحة واسعة من الجمهور اللبناني من متابعة هذا الحدث الرياضي الكبير.
في ظل الصعوبات التي يواجهها الجمهور اللبناني في الوصول إلى محتوى البطولات الرياضية الكبرى، يلجأ البعض منهم إلى طرق بديلة للمشاهدة، منها استخدام تطبيقات الهواتف المحمولة أو البث عبر الانترنت، وإن كانت هذه الخيارات محدودة الانتشار وغير متاحة للجميع.
لا يزال الحل الأكثر شيوعاً هو اللجوء إلى المقاهي والمطاعم التي تعرض المباريات على شاشاتها، إلا أن تكلفة الحجز والوجود في هذه الأماكن لا تناسب جميع فئات الجماهير، وخصوصاً ذوو الدخل المحدود الذين هم من عشاق لعبة كرة القدم.
بعد الحديث مع إدارة “تلفزيون لبنان” ووزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري، تبين لموقع “لبنان الكبير” عدم إمكان البث المباشر لمباريات بطولة أمم أوروبا “يورو 2024” على الشاشة الوطنية، وذلك بسبب حصول قناة bein SPORT على الحقوق البث الحصرية للبطولة، والتي تُعرض حصرياً ضمن حزم اشتراك تحالف bein sport وcable vision. وللحديث عن “Cable Vision” التي تعتبر المزود الرئيسي لخدمات التلفزيون الرقمي في لبنان. وستقوم هذه المؤسسة ببث مباريات البطولة على قنوات مجموعة “beIN SPORTS”، والتي تشمل: “beIN 4K”، “beIN SPORTS MAX 1″، “beIN SPORTS MAX 2″،”beIN SPORTS MAX 3″، و”beIN SPORTS MAX 4”.
بيد أن تكلفة الاشتراك في هذه الباقة قد تشكل عبئاً على عدد كبير من المشجعين اللبنانيين، إذ انها تبلغ حوالي 70 دولاراً أميركياً كحد أدنى. وهو مبلغ قد لا يتمكن الكثير من المتابعين من تأمينه، ما قد يحرم شريحة واسعة من الجمهور اللبناني من متابعة هذا الحدث الرياضي الكبير على الشاشة الوطنية.
ومع ذلك، لا تزال هناك بدائل متاحة، كاستخدام تطبيقات الهواتف المحمولة على الانترنت، إلا أن هذا الخيار يتطلب توافر اتصال إنترنت سريع، وهو ما قد لا يكون متاحاً للجميع. وبالتالي، تستمر معاناة الجماهير اللبنانية في التمتع بمتابعة البطولات الرياضية الكبرى بسبب هذه التحديات المالية والتقنية.