يورو 2021 بحضور الجمهور رغم الجائحة… وفرنسا مرشحة فوق العادة

لبنان الكبير

على الرغم من التهديدات التي يطرحها وباء كوفيد-19 للدول الأوروبية وظهور سلالات متحورة في العديد من هذه الدول، إلا أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يرفض إقامة كأس أوروبا 2020، المؤجلة إلى الصيف المقبل بسبب فيروس كورونا، بدون حضور جماهيري.

وسيعدّل في نهاية نيسان خطته الأولية، المتضمنة 12 مدينة مضيفة في 12 دولة، في حال عدم تمكن بعضها من استضافة المتفرجين.

وقالت المنظمة القارية لوكالة الأنباء الفرنسية “فإذا اقترحت مدينة أحد السيناريوات داخل أبواب موصدة”، فإن المباريات التي كانت ستستضيفها “قد” تنقل “إلى مدن أخرى قادرة على استقبال الجماهير”.

وكان رئيس الاتحاد القاري السلوفيني ألكسندر تشيفيرين أكد لصحيفة سبورتسكي نوفوستي الكرواتية أن مباريات بطولة أوروبا المقررة ما بين 11 حزيران و11 تموز، لن تقام “أمام مدرجات خالية”.

وتابع “كل المضيفين يجب أن يضمنوا حضور الجماهير”، فيما كان الاتحاد القاري ينظر في “أربعة خيارات للمدن المضيفة: مدرجات ممتلئة، ما بين 50 و100% من السعة، ما بين 20 و30% من السعة، أو داخل أبواب موصدة”.

وفيما منع تفشي النسخ المتحوّرة من كورونا أي تخفيض للتدابير الاحترازية في أوروبا، فإن هذه المتطلبات قد تؤدي إلى إقامة البطولة القارية “في 10 أو11 دولة” حسب تشيفيرين.

ومنح الاتحاد الأوروبي المدن المضيفة مهلة انتهت في 7 نيسان لـ”تقديم السيناريو الخاص بها” ويعتزم اتخاذ قرار “على أبعد تقدير” خلال اجتماع لجنته التنفيذية في 19 نيسان، عشية الجمعية العمومية السنوية المقررة في مونترو.

وكانت الاستضافة المقبلة معقدة أصلاً من الناحية اللوجيستية قبل ظهور كورونا على الساحة، ليضيف الأخير مزيداً من التحديات على نسخة يحوم الشك حول إقامتها في 12 دولة.

لكن المستشار الطبي للاتحاد الأوروبي الطبيب دانيال كوخ قال لوكالة الأنباء الفرنسية مطلع آذار الماضي إن هذا النظام “هو فرصة بحد ذاتها” لأنه “إذا فقدنا الأمل في بلد معين، تبقى 11 دولة تستعد للاستضافة”.

المرشحون

وتأمل فرنسا ضم لقب يورو 2021 بعد تتويجها بكأس العالم 2018 في روسيا، وذلك بعدما توّج الديوك مرتين في 1984 و2000 وحلوا في مركز الوصافة في 2016 على أرضهم امام برتغال كريستيانو رونالدو.

في الواقع، يمثل العام 2021 تحديات كبيرة لفريق المدرب ديدييه ديشان: فهو استهل تصفيات مونديال قطر 2022 في آذار، فيما ينضم في تشرين الاول إلى منتخبات إيطاليا، إسبانيا وبلجيكا لخوض المربع الأخير من مسابقة دوري الأمم الأوروبية.

بينهما، يخوض المنتخب الأزرق بطولة أوروبا في مجموعة واحدة مع ألمانيا القوية، البرتغال حاملة اللقب والمجر.

وتأمل التشكيلة الحالية لفرنسا السير على خطى تلك المتوجة بكأس العالم 1998 ثم كأس أوروبا 2000 قبل عشرين سنة عندما كان ديشان نفسه قائداً، وهو إنجاز عاد المنتخب الإسباني وحققه في كأس العالم 2010 وكأس أوروبا 2012.

وتبدو فرنسا أقوى حتى من تشكيلتها في 2018، مع إعادة دمج أمثال كينغسلي كومان، أدريان رابيو وضم المهاجم ماركوس تورام نجل الدولي السابق ليليان، بالإضافة إلى اليافع إدواردو كامافينغا.

قال ديشان “لا أعرف كيف ستجري الأمور في كأس أوروبا، لكن سأعمل عليها بكل طاقتي”.

ويقول بطل العالم السابق يوري دجوركاييف إن فرنسا ينبغي أن تكون جاهزة بنسبة 100% منذ البداية لتلعب دور “المرشح الكبير”. يضيف لاعب الإنتر الإيطالي السابق أن فرنسا “قادرة” على تحقيق ثنائية جديدة، لكن ديناميتها الحالية تبدو أقل من مونديال روسيا، موضحاً “أرى أن الانسجام الجماعي كان أكبر ما بين 2016 و2018 من الفترة الحالية. لا شك أن الفريق قطع مرحلة، لكن ليس على صعيد كل الخطوط”.

وسيقام نصف نهائي ونهائي كأس أوروبا على ملعب ويمبلي الشهير في لندن.

وقال مدرب انكلترا غاريث ساوثغيت “نأمل أن تكون فرصة رائعة مع الجماهير، لكن لا يمكننا السيطرة على هذه النقطة”.

وستكون منتخبات بلجيكا، هولندا، إيطاليا وإسبانيا من المرشحين لخطف اللقب أيضاً.

وأتاح تأجيل كأس أوروبا لبعض المنتخبات تجديد تشكيلاتها، على غرار إسبانيا التي حققت فوزاً صارخاً على ألمانيا بسداسية نظيفة.

في المقابل، ضربت خسارة إشبيلية هالة المنتخب الألماني، على الرغم من أن المدرب يواكيم لوف احتفظ بمنصبه نتيجة تجديد الاتحاد المحلي الثقة به ومتابعة المشوار من دون انقطاع منذ 2006.

لكن بصرف النظر عن هوية الفائز، يأمل أصحاب المصلحة في كرة القدم تفادي ما حصل في 2020 وعودة المشجعين إلى الملاعب للاستمتاع بمعشوقتهم.

لأول مرة لن يكون هناك منتخب بلد منظم واحد مرشحاً للتتويج، بحكم احتضانه للبطولة، كما جرت العادة، ما يفتح باب التتويج أمام الأقوى والأفضل الصيف المقبل، والذي بدأت تظهر معالمه من خلال تعداده ونتائجه وأداء لاعبيه في التصفيات وحتى مع أنديتهم التي ينشطون فيها.

كل المتابعين قبل بداية التصفيات كانوا يتحدثون عن بطلة العالم فرنسا كمرشحة أولى على الورق، والتي أكدت كل التوقعات بتحقيقها لخمسة انتصارات في ست مباريات، ويتحدثون عن كرواتيا وبلجيكا وإنكلترا بمنتخباتها التي بلغت المربع الأخير في كأس العالم في روسيا، في حين كان البعض الآخر يتوقع عودة إسبانيا وألمانيا إلى الواجهة بفضل تقاليدهما ورصيدهما التاريخي والحالي من الألقاب والنجوم الذين تزخران بهم، بينما لم يكن البعض الآخر يضع في الحسبان هولندا وإيطاليا الغائبتين عن المونديال الأخير، اعتقاداً منه بأن فترة الفراغ ستطول بسبب تراجع مستوى الدوري فيهما، وسيطرة جوفنتوس وأجاكس على المنافسات المحلية من دون منافسين أقوياء لهما، ومن دون قدرة الأجيال الصاعدة على تعويض أساطير زمان.

كرواتيا تراجعت قليلاً، لكن بلجيكا صاحبة المركز الثالث في روسيا حققت ستة انتصارات في التصفيات الأوروبية، وأظهرت مقومات ترشحها للمنافسة على اللقب الأوروبي، لكن أكبر المرشحين يبقى منتخب انكلترا صاحب أقوى دوري أوروبي وأفضل جيل من اللاعبين الذين حققوا أربعة انتصارات في أربع مباريات وسجلوا عشرين هدفاً، بمعدل خمسة أهداف في كل مباراة، وبشكل لافت ينذر بعودة الكرة الإنكليزية إلى الواجهة عبر بوابة منتخبها مثلما تفعل مع أنديتها التي بلغت أربعة منها نهائي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي الموسم الماضي، وهي مرشحة للحفاظ على تاجها بفضل المان سيتي، وستكون مرشحة بامتياز الصيف المقبل، خاصة وأن مباراتي نصف النهائي والنهائي ستلعبان في ويمبلي.

هولندا الغائبة عن مونديال روسيا كانت حاضرة بقوة في الجولات الأولى للتصفيات الأوروبية بنجوم أجاكس الذين بلغوا نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وجيل مبدع من اللاعبين المتميزين الذين حققوا أربعة انتصارات في خمس مباريات، كان أهمها الفوز على ألمانيا بالأربعة في هامبورغ، وهي النتيجة التاريخية التي جعلت المتابعين يرشحون الطواحين للعودة إلى الواجهة الأوروبية والعالمية واستعادة أمجاد هولندا المتوجة بلقبها الأوروبي الوحيد سنة 1988 في عهد غوليت وفان باستن ورونالد كومان المدرب الحالي للمنتخب الذي يتوجه نحو إعادة صناعة جيل مبدع يعيد الكرة الهولندية إلى الواجهة الأوروبية والعالمية.

حتى إيطاليا الغائبة أيضاً عن مونديال روسيا، استفاقت وحققت ستة انتصارات في ست مباريات، سجلت فيها سبعة عشر هدفاً على الرغم من غياب قلب هجوم صريح من الطراز العالي، لكن المتابعين يعتبرونها من المنتخبات المرشحة للمنافسة على اللقب الأوروبي، على غرار البرتغال حاملة لقب دوري الأمم الأوروبية بمدربها الشهير فرناندو سانتوس بقيادة نجمها رونالدو الذي يستعيد شبابه، وبفضل نجوم شباب يصنعون أمجاد الأندية الأوروبية الكبرى على غرار نجم السيتي برناردو سيلفا في أوج توهجه.

إسبانيا بستة انتصارات من ست مباريات، بمعدل ثلاثة اهداف في كل مباراة، ستكون بدورها في الموعد الصيف المقبل بجيل يريد تعويض إخفاق مونديال روسيا، والتخلص من هاجس انييستا وتشافي ودافيد سيلفا، أما من يسأل عن ألمانيا المتعودة على المواعيد الكبرى أوروبياً وعالمياً، فكل المؤشرات توحي بأنها تمر بمرحلة انتقالية صعبة جعلتها تخفق في مونديال روسيا عندما خرجت على يد كوريا الجنوبية، وجعلتها تتعرض لخسارة تاريخية على ميدانها أمام طواحين هولندا هذا الأسبوع، رغم تحقيقها أربعة انتصارات واحتلالها صدارة مجموعتها حتى الآن.

كلها مفارقات ومعطيات تعد ببطولة فريدة من نوعها، مفتوحة على كل الاحتمالات، مرشحة للفوز بها منتخبات كثيرة وليس مجرد منتخب أو منتخبين كما كان عليه الحال في السابق، ما يوحي بتغييرات مرتقبة في خريطة كرة القدم الأوروبية، ومنافسة كبيرة تجعل من مستوى البطولة المقبلة أكثر اثارة من مستوى نهائيات كأس العالم.

وتعدّ المجموعة السادسة من أقوى المجموعات، إذ أوقعت القرعة فيها منتخب ألمانيا، بطل كأس العالم 2014، مع المنتخب الفرنسي بطل العالم 2018، والمنتخب البرتغالي حامل اللقب الأوروبي في عام 2016.

المجموعات الست

@ المجموعة الأولى (التي تقام مبارياتها في روما وباكو): تركيا – إيطاليا – ويلز – سويسرا.

@ المجموعة الثانية (التي تقام مبارياتها في سان بطرسبرغ وكوبنهاغن): الدنمارك – فنلندا – بلجيكا – روسيا.

@ المجموعة الثالثة (التي تقام مبارياتها في أمستردام وبوخارست): هولندا – أوكرانيا – النمسا – مقدونيا الشمالية.

@ المجموعة الرابعة (التي تقام مبارياتها في لندن وغلاسغو): إنكلترا – كرواتيا – اسكتلندا – التشيك.

@ المجموعة الخامسة (التي تقام مبارياتها في بلباو ودبلن) : إسبانيا – السويد – بولندا – سلوفاكيا.

@ المجموعة السادسة (التي تقام مبارياتها في ميونخ وبودابست): البرتغال – فرنسا – ألمانيا – المجر.

لأسباب سياسية، كانت اللجنة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي (يويفا) قد قررت أن تجنب القرعة وقوع منتخبات في مجموعة واحدة، حيث جنبت وقوع البوسنة والهرسك مع كوسوفو، وصربيا مع كوسوفو، وروسيا مع كوسوفو، وأوكرانيا مع روسيا.

كلمات البحث
شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً