“رجال الأرز” لإعادة البسمة إلى الوطن الجريح

محمد فواز
محمد فواز

يخوض المنتخب الوطني اللبناني لكرة القدم استحقاق التصفيات القارية لكأس العالم، للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 2014، عندما يبدأ مشواره أمام نظيره الإماراتي، الساعة 19:45 مساء الخميس 2 أيلول 2021 بتوقيت بيروت، على ستاد زعبيل التابع لنادي الوصل، ضمن المجموعة الأولى، ووسط إجراءات احترازية وقائية وصحية معتمدة لهذه الغاية.

ويقود المدير الفني التشيكي إيفان هاشيك “رجال الأرز” لأول مرة بشكل رسمي وهو الذي تولّى المهمة قبل نحو شهر يعاونه في مسيرته المدرب الوطني جمال طه الذي أشرف على مسيرة التأهل إلى هذا الدور الحاسم. وهذه “الخلطة” ربما تحمل بوادر إيجابية ولا سيما أن “نواقص” هاشيك قد يتمكن طه من ملئها.

وقد استعد منتخب لبنان لهذه المباراة بإقامة معسكر مغلق في مدينة أنطاليا التركية خاض خلاله مباراة أمام فريق الشمال القطري خسرها بهدف قبل أن ينتقل إلى دبي ويفوز على فريق الفجيرة الإماراتي 2-0. ويخوض المنتخب تدريباته على ملعب نادي شباب الأهلي الكائن في منطقة العوير.

وانضم المحترفون التسعة الذين اختارهم هاشيك للمباراتين أمام الإمارات (2 أيلول) وكوريا الجنوبية (7 منه)، إلى البعثة في دبي الاثنين وهم حسن سعد (سوني) ونادر مطر والأخوان روبير وجورج ملكي وجوان العمري وباسل جرادي وربيع عطايا وعمر شعبان (بوغيل) وهادي غندور.

وفي ضوء مسحة الـPCR التي أجريت لافراد البعثة جاءت نتيجة الحارس علي ضاهر والمدافع نور منصور إيجابية ما استدعى حجرهما وانضمامهما الى كل من محمد قدوح ومحمد حايك. بينما تعافى منها قائد المنتخب حسن معتوق (93 مباراة دولية) بعدما أجرى فحصاً وجاءت نتيجته سلبية والتحق برفاقه.

وعكف الجهاز الفني في الأيام الأخيرة على رفع حال التركيز والاستفادة من التدريب على ملاعب ذات عشب طبيعي وهو سيتعامل مع كل مباراة حسب ظروفها، ومن المفترض أن يغادر المنتخب إلى سيول عقب لقاء الإمارات حيث تنتظره المباراة الأصعب أمام نظيره الكوري الجنوبي.

ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية حادة، ما يضع اللاعبين تحت ضغط نفسي كبير، فهم مطالبون بإدخال الفرحة إلى قلوب الشعب اللبناني وتناسي المآسي والمحن الاجتماعية، وتبقى مباراة الإمارات محط الأنظار لكونها اللقاء الافتتاحي في التصفيات.

وفي آخر 5 مباريات خاضها كلا المنتخبين، فاز “الأبيض” في المباريات الخمس مسجلاً 21 إصابة ويتصدر مهاجمه علي مبخوت ترتيب الهدافين في التصفيات بـ11 هدفاً، بينما فاز لبنان في مباراتين وخسر مباراتين وتعادل في واحدة وسجل لاعبوه 8 أهداف. وخسر لبنان آخر مباراة لعبها لبنان في التصفيات أمام كوريا الجنوبية 1-2، في حين هزم الإماراتي نظيره الفيتنامي 3-2.

وبعدما ضمن منتخب قطر التأهل لكأس العالم 2022 بوصفه الدولة المضيفة، يتأهل أول فريقين من كل من المجموعتين الأولى والثانية مباشرة إلى النهائيات، في حين يتقابل الفريقان الحاصلان على المركز الثالث ضمن الملحق الآسيوي، من أجل تحديد الفريق الذي سيخوض الملحق العالمي.

وعلى الرغم من أن منتخب لبنان تأهل إلى الدور النهائي بحصوله على البطاقة الخامسة لأفضل الفرق الحاصلة على المركز الثاني، وبفارق هدف واحد أمام طاجيكستان، إلا أنه قدم عروضاً مميزة في مجموعة صعبة خلال الدور الثاني.

تحت قيادة طه، خاض المنتخب اللبناني مواجهات قوية ضمن المجموعة الثامنة التي شهدت انسحاب كوريا الشمالية وإلغاء نتائجها. ونجح لبنان في تحقيق فوز صعب على تركمانستان بنتيجة 2-1 ثم تغلب على سريلانكا 3-0، قبل أن يخرج بنتيجة التعادل أمام كوريا الجنوبية في بيروت. وعقب استئناف المنافسة خلال حزيران من العام الجاري، تغلب منتخب لبنان على سريلانكا 3-2 قبل أن يخسر في آخر مباراتين أمام تركمانستان وكوريا الجنوبية، وهو الأمر الذي عقّد مهمته، لكنه حصل في النهاية على إحدى البطاقات المخصصة لأفضل الحاصلين على المركز الثاني.

ويعتبر منتخب لبنان من أعرق المنتخبات الوطنية في غرب آسيا، إذ خاض أول مباراة دولية مطلع أربعينيات القرن الماضي، لكن مشاركته الفعلية الأولى والكاملة كانت في تصفيات كأس العالم 1994. وكانت المشاركة الأفضل للفريق في تصفيات كأس العالم 2014، وكما هي الحال في التصفيات الحالية، أوقعت القرعة المنتخب مع كوريا الجنوبية في مجموعة واحدة، وحصل على المركز الثاني برصيد 10 نقاط ليتأهل إلى الدور النهائي. وفي الدور النهائي، جاء المنتخب اللبناني آنذاك في المجموعة الأولى التي كانت تضم منتخبي كوريا الجنوبية وإيران. لكن الفريق لم ينجح سوى في الحصول على 5 نقاط في تلك المجموعة في قاع الترتيب، وهي نتيجة يأمل ألا تتكرر. خلال تصفيات 2014، تمثلت أبرز نتائج منتخب لبنان في تحقيق الفوز على إيران 1-0 والتعادل مع كوريا الجنوبية 1-1، وكانت كلتا المباراتين في بيروت، ويأمل الفريق تكرار هذا الحضور القوي أمام هذين الفريقين في التصفيات الحالية. وكان المنتخب اللبناني قابل نظيره الإماراتي خلال تصفيات 2014 فخسر في أبو ظبي وفاز في بيروت.

من جانبه، دخل منتخب الإمارات في تجمع داخلي بعد اختتام مرحلتين من بطولة الدوري العام هناك بعد أن أقام معسكراً في صربيا تحت قيادة المدير الفني الهولندي بيرت فان مارفيك. وفي المباراتين الباقيتين من المجموعة الأولى تلعب كوريا الجنوبية مع العراق، وإيران مع سوريا.

أفضل اللاعبين

* حسن معتوق: سبق للاعب اللبناني حسن معتوق أن لعب تحت إشراف المدرب الحالي للمنتخب الوطني، التشيكي ايفان هاشيك، وذلك في نادي الفجيرة الإماراتي عام 2015، إذ قال معتوق يومها “المدرب الجيد هو المدرب القادر على استخرج أفضل قدرات لاعبيه”. ويعتبر معتوق (34 عاماً) من أبرز النجوم الحاليين لأنه أكثر لاعبي التشكيلة خوضاً للمباريات الدولية، وهو الهداف التاريخي للمنتخب، ويأمل الظهور بأفضل حالاته خلال الدور النهائي من التصفيات. وسبق لمعتوق خوض تجارب احترافية في صفوف الشعب والفجيرة الإماراتيين، كما جمع في تاريخه الكروي اللعب في صفوف أبرز فريقين في لبنان وهما النجمة والأنصار الذي يرتدي قميصه حالياً.

* سوني سعد: المهاجم المولود في الولايات المتحدة يعتبر من اللاعبين المهمين في التشكيلة الحالية لمنتخب لبنان، وقد خاض مباراته الدولية الأولى مع الفريق عام 2013. ويمتاز سعد بقدرات عالية على استغلال الفرص في منطقة الخصم، وهو يمتلك خبرة كبيرة في الملاعب الآسيوية، فقد لعب في تايلاند وكوريا الجنوبية والأردن حيث يلعب حالياً مع نادي الوحدات.

* جوان العمري: لاعب آخر ولد خارج لبنان هو جوان العمري، والذي على عكس سوني سعد لم يسبق له اللعب في الدوري اللبناني. وقد بدأ جوان مسيرته في ألمانيا، ولعب في بطولات الدوري للدرجات الدنيا، ثم أمضى موسماً مع نادي سيفاسبور التركي قبل أن يتحول للعب في قارة آسيا، حيث لعب مع النصر الإماراتي وساغان تيسو وفيسيل كوبي وطوكيو في اليابان.

لقاءات المنتخبين

التقى المنتخبان الإماراتي واللبناني 12 مرة سابقاً، فازت الإمارات في 7 مباريات مقابل فوز يتيم للبنان وتعادلا 4 مرات.

أقيم اللقاء الأول في 11 كانون الثاني 1979 ضمن تصفيات كأس الأمم الآسيوية في أبو ظبي وانتهى بالتعادل السلبي، أما آخر لقاء جمع المنتخبين فكان في 6 تشرين الثاني 2014 وانتهى بفوز الإمارات 3-2 في مباراة ودية.

الفوز الوحيد للبنان جاء في تصفيات كأس العالم 2014 وتحديداً بتاريخ 6 أيلول 2011 بنتيجة 3-1، قبل أن يخسر في اللقاء الإيابي في الإمارات بنتيجة 2-4 بتاريخ 29 شباط 2012، علما أن هاتين المباراتين هما الوحيدتان اللتان جمعتهما في تصفيات كأس العالم.

أما أكبر نتيجة فاز بها المنتخب الإماراتي فكانت 6-2 في مباراة ودية في 17 تموز 2011.

شارك المقال