بفضل المساعدات المالية التي يوزّعها الاتحاد اللبناني لكرة القدم بين الاندية لإعانتها على تجاوز الوضع الاقتصادي والمالي السيء الذي يضرب البلاد، يواصل الدوري اللبناني لموسم 2021 – 2022 انطلاقته بنسخته الجديدة المعدّلة بمشاركة 12 فريقا.
فهذه المساعدات الاتحادية خلقت استقرارا مقبولا في كل الأندية، مكّنها من دخول سوق الانتقالات التي شهدت تغيير أسماء مميّزة عدّة لألوانها، على الرغم من جائحة كورونا والانهيار المخيف في سعر الصرف وتدني القدرة الشرائية للعملة الوطنية وتراجع قيمة رواتب اللاعبين وغياب الجمهور والمنشآت الرياضية المتآكلة. وفي الظروفٍ الاستثنائية التي تمر بها البلاد، أزمة المحروقات قد ترخي بثقلها في الأشهر المقبلة لناحية النقليات وإضاءة الملاعب. وهذه المسألة دفعت بعض اللاعبين إلى فسخ عقودهم مع الأندية البعيدة عن مكان إقامتهم، وذلك لصعوبة تأمين البنزين للتنقّل بسياراتهم.
فنّياً، يجري الدوري من مرحلة واحدة ودورة سداسية لأندية المقدمة والمنافسة على البقاء من مرحلتين ذهابا وإيابا مع امكانية مشاركة لاعب أجنبي واحد لكل نادٍ من الأندية المنافسة.
على صعيد الفرق، يسعى الأنصار لتعزيز رقمه القياسي البالغ 15 لقبا في الدوري، وهو الذي يعيش استقرارا منذ الموسم الماضي الذي توجه بثنائية طال انتظارها، فاحتفظ بنجومه المميزين ولم يخسر منهم إلا نادر مطر المنتقل إلى المعيذر القطري. لكن “الأخضر” عاد وضمّ أحد أبرز لاعبي الوسط في الدوري علي طنيش (سيسي) من النجمة ليكون إلى جانب جهاد أيوب الذي جدّد عقده، وماجد عثمان الذي كان احترف في الرمثا الاردني، ويوسف بركات العائد الى الفريق من شباب الساحل. وأضاف أيضاً الفلسطيني حمزة حسين القادم من الأهلي صيدا، ويوسف الحاج وعلي طحان المنتقلان من الصفاء، إضافةً إلى المهاجم المعروف فايز شمسين.
في المقابل، يسعى النجمة الوصيف في مسابقتي الدوري والكأس الموسم الماضي الى التعويض والتتويج بلقب رسمي تاسع في المسابقة، بعد فترة انتظار. وكان النبيذي تعاقد مع المدير الفني الجديد السوري ماهر البحري، خلفا ليوسف الجوهري الذي استغنى عنه بالتراضي بعد خسارة الكأس السوبر بضربات الترجيح أمام غريمه التقليدي الأنصار. وردّ النجمة على تكرار الأنصار تعاقده مع نجومه عبر ضم حسن شعيتو “موني” (الذي أصيب بالرباط الصليبي وسيغيب 6 أشهر عن الملاعب)، إلى تجديد عقود لاعبين مؤثرين في صفوفه مثل علي حمام خالد تكه جي محمد غدار، وضم واللاعب اللبناني – الأسترالي عمر عماش وعلاء مزهر العائد من الإمارات.
ويتطلع العهد الساعي الى لقب ثامن، الى استعادة سيطرته على الساحة الكروية فتعاقد مع زين فران ومحمد ناصر من البرج، واستعاد لاعب الوسط المميّز حسين عواضة من جاره شباب البرج، والحارس مصطفى مطر من طرابلس، والذي يشكّل حاجةً ماسّة للفريق بعد إصابة مهدي خليل بالرباط الصليبي وخضوعه لجراحة ستبعده فترة طويلة عن الملاعب. وكان مطر أكّد تطور قدراته مع المنتخب الوطني أخيراً في التصفيات المونديالية. كما تعاقد مع المهاجم الدولي هلال الحلوة الذي سيخوض تجربته الأولى في الملاعب اللبنانية، وهو يُنتظر منه أن يكون إضافةً إيجابية على الساحة الآسيوية إلى جانب الأجنبيَّين المهاجم البوسني هاريس هانزيتش والسوري عز الدين عوض.
ولن يكون فريقا الاخاء الاهلي عاليه وشباب الساحل “كومبارس” إلى جانب طموحات فرقٍ أخرى مثل البرج الذي كان أكثر الناشطين في «الميركاتو» مركّزاً على استقدام أسماءٍ يمكنها أن تضعه في موقف المنافس على اللقب. فبعد عودة «أونيكا» إلى ناديه الأم، تعاقد البرج مع أبو بكر المل الذي لعب معه فترة قصيرة الموسم الماضي، وضم أكرم مغربي وثلاثة أبطال الموسم الماضي هم الحارس حسن مغنية وحسن بيطار ويوسف عنبر من الأنصار، إضافةً إلى تعاقده مع حسن مهنا من الصفاء، ويوسف عتريس من الشباب الغازية، وعلي مرقباوي وعلي خروبي من الاخاء.
وتشهد البطولة مشاركة أولى لسبورتينغ الرياضي بطل نوادي الدرجة الثانية، وهو الذي اشترت إدارته رخصة نادي الخيول الذي شارف الصعود الى الدرجة الاولى من غير ان ينجح في ذلك. كما عاد الحكمة بيروت الى موقعه بين الكبار، وهو الذي حل وصيفا للنجمة موسم 2001 – 2002.
موسم جديد وآمال كبيرة بأن يمرّ الموسم بسلام وألّا تكون كرة القدم ضحية لأي حوادث قد تشهدها البلاد بعدما أكدت اللعبة في أكثر من مناسبة بأنها مثال على النهوض والعودة إلى الحياة.
