المنتخبات الـ32 تنهي معسكراتها وتبدأ التقاطر إلى “قطر 2022”

محمد فواز
محمد فواز

قبل أسبوع على انطلاق مونديال قطر 2022، تنهي المنتخبات المتأهلة معسكراتها في مختلف دول الخليج للتأقلم مع الطقس الذي يهيمن على المنطقة في هذا الوقت من العام، وبدأت تتقاطر إلى مقراتها المعتمدة في الدوحة ومحيطها، قبيل انطلاق الحدث الرياضي الابرز في العالم، وأول الواصلين منتخب الولايات المتحدة الاميركية.

وخاضت المنتخبات في الأيام الماضية سلسلة مباريات هي الأخيرة لها قبل بداية مونديال قطر الاحد 20 تشرين الثاني المقبل.

البرازيل والأرجنتين

ويبدو أن منتخب البرازيل، متصدر التصنيف العالمي، في أفضل حال للمنافسة على اللقب، فزملاء المتألق نيمار لم يخسروا سوى مرة واحدة في آخر 29 مباراة، لكن ما يلقي بظلال من الشك حول هذا المنتخب هو عدم مواجهته أي منتخب أوروبي منذ خسارته أمام بلجيكا في كأس العالم الأخيرة.

وغير بعيد عن البرازيل، يبدو منتخب الأرجنتين الذي يقوده المدرب ليونيل سكالوني أكثر تناغما وتماسكا، مما سمح له بتحقيق سلسلة من 35 مباراة من دون هزيمة، وبات على بعد مباراتين من الرقم القياسي المسجل باسم إيطاليا.

وتواجه الأرجنتين الشكوك عينها لأن زملاء ليونيل ميسي لم يواجهوا سوى منتخبي إيطاليا وإستونيا من أوروبا في الفترة التي تلت خروجهم من ربع نهائي مونديال روسيا 2018 أمام فرنسا.

وتخوض البرازيل كأس العالم في المجموعة السابعة إلى جانب صربيا وسويسرا والكاميرون، أما الأرجنتين فتلعب في المجموعة الثالثة إلى جانب السعودية والمكسيك وبولندا.

أوروبا

ستكون منتخبات القارة “العجوز” أمام فرصة لمواصلة السيطرة على لقب كأس العالم الذي لم يفلت منها منذ نسخة 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.

وتحيط بعض الشكوك حول منتخبات مثل إسبانيا أو فرنسا -حاملة اللقب- التي ضربتها سلسلة إصابات أبعدت عددا من ركائز الفريق، أو ألمانيا التي تحتاج لمعالجة عيوب صارخة كشفت عنها مباراتها أمام المجر أخيرا والتي كانت أول هزيمة للمدرب هانزي فليك.

وبعد أن أثار الإعجاب بالوصول إلى نصف نهائي مونديال روسيا ونهائي أمم أوروبا (يورو 2020)، جاء تذبذب مستوى منتخب إنكلترا ليقلّص آمال المنتخب الذي يقوده غاريث ساوثغيت.

في المقابل، تبدو منتخبات أخرى من قارة أوروبا قادرة على تحقيق رحلة مثالية، مثل هولندا التي استعادت بريقها مع المدرب لويس فان غال، وهو ما أحيا الآمال بتكرار إنجاز مونديال 2010 حين بلغت النهائي. بينما تطارد بلجيكا حلم التتويج باللقب الأغلى ويبدو أنه آخر موعد سيشهد حضور كل نجوم هذا الجيل الذهبي بقيادة المتألق كيفين دي بروين. ولا تقف الدنمارك بعيدا عن هؤلاء وذلك ما ظهر في تفوقها الواضح على فرنسا أخيرا وهو الفوز الذي عزز ثقة الفريق الذي حقق مسيرة طيبة في منافسات أمم أوروبا (يورو 2020).

من جانبه، سيكون منتخب كرواتيا على موعد مع تأكيد جدارته بلقب وصيف النسخة السابقة، ويصل رفاق لوكا مودريتش إلى مونديال قطر بعد تصدرهم بجدارة مجموعتهم في دوري الأمم التي ضمّت الدنمارك وفرنسا.

ويجب أن تكون جميع المنتخبات المشاركة في كأس العالم حذرة من سويسرا؛ فلم تكتفِ بالفوز على البرتغال في حزيران الماضي، بل فازت أيضا على إسبانيا بعرض مثير للإعجاب من الناحية التكتيكية، ويبدو المنتخب السويسري متمرسا ومستعدا بشكل جيد لإثبات حضوره في المراحل المقبلة.

المنتخبات العربية بين الأحلام والواقع

بعد إقالة البوسني وحيد خليلوزيتش في أغسطس/آب الماضي، تسلم المدرب الجديد لمنتخب المغرب وليد الركراكي المهمة ونجح في أول اختبار له وأعاد الأمل للمشجعين؛ بعد فوز على تشيلي وتعادل مع باراغواي مع أداء جيد من الفريق الذي استفاد من عودة النجم حكيم زياش.

وبعد 3 انتصارات متوالية، تلقى منتخب تونس هزيمة ثقيلة أمام البرازيل 1-5 في مباراة شكلت انتكاسة للفريق الذي بنى نجاحه الأخير على الذكاء الدفاعي، وزاد الضغط على المدرب جلال قادري المطالب بتعديل الأوضاع قبل الوصول إلى قطر لمواجهة منتخبات فرنسا والدنمارك وأستراليا في المجموعة الرابعة.

من جانبه، يقدم المنتخب السعودي أداء ثابتا تحت قيادة المدرب الفرنسي هيرفي رونار، فقد خسر مرة واحدة فقط في مباريات المجموعة العاشرة في التصفيات.

ولم يقدم منتخب قطر أداء ثابتا في مبارياته الأخيرة، وستكون المباراة الافتتاحية لكأس العالم أمام الإكوادور اختبارا جدّيا لفرص “العنابي” في استغلال عاملي الأرض والجمهور من أجل تحقيق مشوار مشرف في أول ظهور في هذا الحدث العالمي.

شارك المقال