كمبيوتر بديل الحيوانات العرّافة في مونديال قطر

حسين زياد منصور

على مدى ٢٩ يوماً ستستضيف دولة قطر الحدث الأبرز على صعيد الكرة العالمية، فبين ٢٠ تشرين الثاني الجاري و١٨ كانون الأول المقبل ستقام بطولة كأس العالم في ثمانية ملاعب صممت خصيصاً لهذا الحدث وفق معايير عالمية. هذا المونديال الدي يقام للمرة الأولى في دولة عربية وإسلامية تتوقع الفيفا أن يحقق حضوراً جماهيرياً قوياً.

الحدث الذي ينتظره عشاق الكرة كل أربعة أعوام يترافق دائماً مع تكهنات وتوقعات بين المتابعين عمن سيحمل الكأس الذهبية في نهاية المشوار الكروي. واللافت في مونديال قطر هذه المرة غياب العرّاف، اذ لطالما ارتبطت الحيوانات بالمونديال، وحظيت فكرة استقدامها للتنبؤ بمصير البطولة ومعرفة الفائز في المباريات اهتماماً إعلامياً عالمياً، فكان لكل بطولة حيوان معين، بخلاف هذه المرة التي توقع الفائز فيها جهاز كمبيوتر عملاق الى جانب دراسة صادرة عن جامعة “أوكسفورد” وفق تحليل بيانات تقويم المنتخبات.

قطر ٢٠٢٢

في هذا المونديال، لم نسمع عن حيوانات عرّافة، اذ تصدر جهاز كمبيوتر عملاق المشهد، وتوقع أن تكون المباراة النهائية بين المنتخب الأرجنتيني بقيادة النجم ليونيل ميسي ونظيره البرتغالي بقيادة النجم كريستيانو رونالدو. واستناداً الى دراسة عن شركة “Bca Research” يرجح فوز منتخب الأرجنتين باللقب بركلات الترجيح. وتقوم الدراسة على إحصاءات اللاعبين في إحدى ألعاب الفيديو وعينة من 192 مباراة في دور المجموعات و64 مباراة في أدوار خروج المغلوب لعبت خلال آخر أربع بطولات لكأس العالم.

اما جامعة “أوكسفورد” فقد أعدّت دراسة حللت من خلالها بيانات تقويم المنتخبات التي تركز على كل مباراة دولية للفريق الأول منذ العام 2018. وكانت نتيجتها أن البرازيل هي من ستفوز بالبطولة، وامتلكت نسبة 14.72% متفوقة على بقية المنتخبات، وحل المنتخب الأرجنتيني ثانياً بنسبة 14.36%، وبنسبة 7.84% هولندا في المركز الثالث، واسبانيا في المركز الرابع بنسبة 7.03%، وبطلة النسخة الماضية فرنسا في المرتبة الخامسة بنسبة 6.37%..

جنوب أفريقيا ٢٠١٠

اشتهرت ظاهرة الاستعانة بالحيوانات وانتشرت خصوصاً خلال مونديال جنوب أفريقيا عام ٢٠١٠، اذ خطف “بول” الأخطبوط الألماني الأضواء من نجوم المونديال بعد أن أثار جدلاً كبيراً بتوقعاته الصحيحة لنتائج سبعة من مباريات منتخب ألمانيا، وتوقعه الفائز في المباراة النهائية بين هولندا وإسبانيا والتي فازت بها الأخيرة بنتيجة ١-٠.

وطريقة بول بتوقع الفائز كانت في اختيار أحد صندوقين من البلاستيك الشفاف الموضوعين أمامه، وكل صندوق عليه علم الأول لألمانيا والثاني للدولة التي ستواجهها، مع العلم أن الصندوقين يحتويان الطعام نفسه وهو بعض رخويات البحر وعوامات الماء، وعندما يحين وقت طعامه تفتح له الطريق نحو الصندوقين ليتناول الطعام، والصندوق الذي يختاره يكون الفائز في المباراة.

في ٢٦ تشرين الأول من العام نفسه، مات الأخطبوط ميتة طبيعية، لكن قيل حينها انه قتل بعد أن طالب الألمان بذلك اثر تنبؤه بفوز إسبانيا عليهم في نصف النهائي، في المونديال الذي انتهى في ١١ تموز ٢٠١٠.

البرازيل ٢٠١٤

في كأس العالم ٢٠١٤ الذي أقيم في دولة البرازيل، تعرفنا على السلحفاة “كابيساو”، التي تنبأت بفوز البرازيل على كرواتيا في افتتاح البطولة، وقبل مباراة المكسيك والبرازيل توجهت السلحفاة نحو علم البلدين بإشارة الى تعادل الفريقين وهو ما حدث فعلاً.

الى جانب السلحفاة ظهرت سمكة سميت بـ “بليه”، وتوقعت نتائج المنتخب الانجليزي في كأس العالم ٢٠١٤، لكنها والسلحفاة لم تلقيا الشهرة والحفاوة نفسيهما اللتين حظي بهما الأخطبوط “بول”.

روسيا ٢٠١٨

في مونديال روسيا ظهر القط “أخيل”، بعد أن اشتهر في بطولة كأس القارات عام ٢٠١٧ لتوكل اليه مهمة التنبؤ بمواجهات بطولة “يورو ٢٠٢٠”.

وتوقع “أخيل” نتائج المباريات التي أقيمت في مدينة سان بطرسبورغ الروسية التي استضافت سبع مباريات.ةومن ضمن المباريات التي توقعها روسيا ضد مصر، روسيا ضد السعودية، إيران ضد المغرب والبرازيل ضد كوستاريكا.

وكان “أخيل” يختار بين طبقين من الطعام يحملان أعلام المنتخبات المتنافسة.

وتمكن في العام ٢٠١٧ خلال كأس القارات من تحديد الفائز في ثلاث مباريات من أصل أربعة تنبأ بنتائجها.

وكان القط الأصم “أخيل” يعيش في متحف هيرميتاج في سان بطرسبورغ، وقالت مالكته الطبيبة البيطرية آنا كوندراتييفا أنه (القط) يستخدم القوى النفسية من أجل التنبؤ بنتائج المواجهات.

الى جانب ذلك، ظهرت حيوانات عدة لم تنل الشهرة الكافية، كالجمل “شاهين” من صحراء دبي في الامارات، الفيل “سيتا” في بولندا، الباندا الصينية “مى يينج”، النسر “أتيلا” في مكسيكو سيتي، الفأر المدرع “نورمان” في مونستر – ألمانيا، النمر السيبيري “بارتيك”، الدب السيبيري “بويان”، الببغاء الفرنسي “نيوتن”، البطريق الأفريقي في اليابان والدب “حسونة” في حديقة حيوانات الجيزة والسرقاط في بريطانيا والخنزير “فونتيك” وكلب البحر “نيمو” والبقرة “ييفون” واللاما “نيكولاس” والنمس “فريد” والأخطبوط “باولوس” والسمكة “دراغون” والفيلتان “سيتا” و”نيلي”.

شارك المقال