قطر تُطلق مونديالها الفريد والمُبهر

محمد فواز
محمد فواز

تنطلق كأس العالم لكرة القدم بنسختها الـ22 “الفريدة”، الساعة السادسة مساء اليوم الاحد بتوقيت بيروت، بلقاء بين البلد العربي والآسيوي المضيف قطر والاميركي الجنوبي الاكوادور، على استاد البيت الذي يتسع لـ60 ألف متفرج، بحضور شخصيات عالمية يتقدمها أمير قطر تميم بن حمد ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جاني إنفانتينو.

قليلة هي المونديالات التي شهدت جدلاً واسعاً حول منح شرف التنظيم لدولة معينة أو انتقادات لدولة أنجزت مشروع الاستضافة كما شهدت نهائيات قطر، فمع قرب بدء المسابقة تهافت الاوروبيون لانتقاد الدولة المنظمة التي اعتبروا أنها انتهكت حقوق العمال ودعوها إلى السماح بدخول المثليين وغيرهم، علما أن قطر أعلنت استقبال الجميع لكن مع مراعاة واحترام أصول وعادات البلاد. كما انتقد إنفانتينو دروس الغرب الأخلاقية ووصفها بـ”النفاق”، علما أن الفيفا منعت بيع الجعة في محيط الاستادات خلال المباريات.

ويسبق المباراة الافتتاحية بساعتين حفل افتتاح ضخم قال المسؤولون عنه أنه سيكون مميزاً ولافتاً بعروضه ومطربيه العرب والاجانب. وكان الفنان المصري حسن شاكوش قد أعلن سابقاً مشاركته بحفل غنائي ضمن الفعاليات الفنية بحفل الافتتاح، فيما لم يعلن الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) أسماء الشخصيات التي ستعتلي المسرح خلال حفل الافتتاح. وقال فريق موسيقى البوب الكورية (بي.تي.إس) إن غونغ كوك، وهو أحد أعضائها السبعة، سيشارك في الحفل.

ومن الشخصيات التي ستؤدي في الحفل المغنية الكولومبية شاكيرا التي أنشدت الأغنية الرسمية لكأس العالم 2010، وبلاك آيد بيز وروبي وليامس ونورا فتحي. وتشارك كذلك النجمة لطيفة ضمن حفل الافتتاح بأغنية تحت اسم مربوحة. كما يشارك كل من الفنان أحمد شيبة، والفنان فضل شاكر بأغنية “عرب” بمشاركة مجموعة من الفنانين منهم حمود الخضر وزهير بهاوي، كما كشفت النجمة الإماراتية بلقيس مشاركتها في الأغنية الرابعة التي أعلن الفيفا عن الانتهاء من تجهيزها.

وبعد 12 عاما من الانتظار، أي منذ الثاني من كانون الاول 2010 يوم فازت قطر باستضافة النسخة الـ22، ستتحرك الكرة على العشب الاحد إيذانا بانطلاق المونديال الأول في المنطقة العربية والشرق الأوسط، والثاني في القارة الآسيوية بعد الاستضافة المشتركة لكوريا الجنوبية واليابان عام 2002. وستستمر النهائيات حتى 18 كانون الاول المقبل، يوم العيد الوطني لقطر، وهو تاريخ إقامة المباراة النهائية في استاد لوسيل الذي يتسع لـ80 ألف متفرج.

في دولة هي الأصغر من حيث المساحة الجغرافية، سيشاهد عشاق المستديرة نهائيات مختلفة إذ ستقام المباريات من دون الحاجة الى التنقل بالطائرات بين المدن للوصول الى الملاعب. حتى ان المشجع يستطيع حضور المباريات الاربع المدرجة في الجدول اليومي في حال قيامه بالترتيبات الخاصة بالتنظيم، مكتفيا فقط باستخدام المترو.

وقد بيّنت قطر خلال البطولات التي استضافتها سابقاً، أنها قادرة على إنجاح المونديال، نظراً للإمكانات اللوجيستية التي تتمتع بها، وكذلك امتلاكها ملاعب ذات معايير عالمية.

ثمانية ملاعب كبرى عصرية راعت تقديم خصوصية البلد المضيف، وتجربة ستوضع بتصرف المشجعين المقدّر ان يناهز عددهم الثلاثة ملايين، للتعرف الى الحضارة العربية. وستكون الإقامة متاحة في فنادق 7 نجوم وصولاً الى أسرّة في خيم بالصحراء ملفوحة بهواء منعش وبرودة لا تعرفها البلاد الا في هذا الوقت من السنة. ولهذا السبب، تم نقل موعد النهائيات من فصل الصيف الى الخريف.

نسخة قطر التي تشهد مشاركة 32 منتخبا في النهائيات، ستحمل تجربة غير مسبوقة الى اللعبة الاكثر انتشارا، إذ ستتعرّف الجماهير الى لغة الضاد، نسبة الى الدولة التي تحتضن النهائيات، والتي بذل القيمون عليها الغالي والنفيس لاحتضان الحدث الرياضي والكروي الأبرز، فتحولت قطر عاصمةً للرياضة العالمية، أقله على صعيد كرة القدم، نسبة الى ما احتضنته من أحداث منذ الفوز بملف الاستضافة.

وهذه النسخة الأخيرة ستقام في بلد قادر ويصرّ على تلبية لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” الخاصة بالاستضافة، ولا سيما ان الكلفة المادية مرهقة، وباتت الدول تتجمع تحت شعار “ملف مشترك”، أسوة بالنسخة المقبلة في 2026 التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

فنياً، يتوقع ان تشهد النهائيات القطرية مواجهة متكررة بين المنتخبات الأوروبية ونظيرتها الأميركية الجنوبية في الصراع على اللقب المرموق، علما ان النسخ الأخيرة منذ المانيا 2006 شهدت تفوقا أوروبيا، جعل دول “القارة العجوز” تتقدم على منافساتها الثلاث من أميركا الجنوبية، البرازيل والارجنتين والاوروغواي بـ 12 لقبا مقابل 9. وقد تتيح النهائيات الحالية، ولو بنسبة ضئيلة دخول دولة جديدة لائحة الأبطال المتوّجين باللقب، مع استبعاد تحقيق إنجاز غير مسبوق أفريقي أو آسيوي.

وكان المنتخب البرازيلي بجيله الخارق الذي ضم كافو ورونالدو ورونالدينيو وريفالدو آخر منتخب مِن خارج القارة العجوز يرفع الكأس في مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002، محققًا لقبه الخامس القياسي. وسيطرت بعدها منتخبات أوروبا فتوّجت إيطاليا (2006)، وإسبانيا (2010)، وألمانيا (2014)، وفرنسا(2018) .

لكن الكثيرين يتوقعون أن تخرج الكأس من القارة العجوز هذه المرة وتعود الى أميركا الجنوبية، وتحديدًا الى برازيليا أو بوينوس أيرس.

ويرى البعض أن كرة القدم مدينة للأرجنتيني ليونيل ميسي، أفضل لاعب في العالم سبع مرات، بالتتويج، فيما يعتبر البعض الآخر أنه لن يصبح بقيمة دييغو أرماندو مارادونا في بلاده ما لم يحقق ذلك. ويتوقع الاسباني بيب غوارديولا، مدرّب ميسي السابق في برشلونة، والذي غالبًا ما يكرّر أن ميسي هو أعظم من أنجبته المستديرة، أن يكون اللقب أخيرًا من نصيبه.

أما ميسي نفسه، فرأى أن البرازيل وفرنسا حاملة اللقب، بقيادة نيمار وكيليان مبابي تواليًا، زميليه في باريس سان جرمان، ستكونان أبرز المرشحين. ولم يذكر ميسي منتخب بلاده على الرغم من وصوله الى قطر إثر سلسلة من 36 مباراة من دون خسارة، تخلّلها التتويج بكوبا أميركا العام الماضي على حساب البرازيل بالذات في عقر دارها (1-0) ليحقق أخيرًا لقبه الأول مع “ألبيسيليستي”.

ووفق ما أسفرت عنه القرعة، هناك احتمال أن تلتقي البرازيل والأرجنتين في النهائي في سابقة في المونديال.

شارك المقال