اختبار مغربي لكرواتيا وكندي لبلجيكا

لبنان الكبير

تستهل كلٌ من كرواتيا وصيفة بطلة النسخة الأخيرة وبلجيكا الثالثة مشوارها باختبار صعب أمام المغرب وكندا تواليا، الأربعاء في الجولة الأولى من منافسات المجموعة السادسة في مونديال قطر لكرة القدم.

فجَّر المنتخبان الكرواتي والبلجيكي مفاجأة من العيار الثقيل في مونديال روسيا 2018، فكانا قاب قوسين أو أدنى من اللقب الأول في تاريخها، إذ خسر الأول المباراة النهائية أمام فرنسا التي أطاحت ببلجيكا من نصف النهائي.

مشاركتهما في المونديال القطري ستكون بطموح تكرار إنجاز عام 2018 على الأقل بالنظر إلى تشكيلتيهما الزاخرتين بالنجوم على سبيل المثال لا الحصر صانعي ألعاب ريال مدريد الإسباني وكرواتيا المخضرم لوكا مودريتش (37 عاما) ومانشستر سيتي الإنكليزي وبلجيكا كيفن دي بروين.

على الورق، يبدوان مرشحين بقوة لانتزاع بطاقتي المجموعة السادسة وسيسعيان إلى تأكيد ذلك اعتبارا من مواجهتي الغد وكذلك الجولة الثانية، عندما يتبادلان مواجهة المغرب وكندا قبل أن يلتقيان في الثالثة الأخيرة.

لكن المنتخبين الأوروبيين يدركان جيدا أن المهمة لن تكون سهلة أمام خصمين عنيدين يحدوهما الأمل في تخطي الدور الأول والتأكيد على أن بلوغهما النهائيات لم يكن من قبيل الصدفة.

ستكون المواجهة الرسمية الأولى بين المغرب وكرواتيا والثانية في تاريخ مواجهتهما بعد الأولى في دورة الحسن الثاني الدولية عام 1998، استعدادا للمونديال الفرنسي الذي أنهاه برازيليو أوروبا في المركز الثالث.

وحذَّر مدرب كرواتيا زلاتكو داليتش لاعبيه من الاستهانة بالمنافسين مؤكدا أنه “لا يوجد خصم سهل، مجموعة سهلة، هذه بطولة العالم (…) أثق بفريقي (…) هدفنا التأهل عن المجموعة”.

وأضاف “يجب أن ننسى الماضي، وعدم الوقوع في فخ التفكير بما حصل قبل أربع سنوات”.

وتعول كرواتيا على قائدها مودريتش أفضل لاعب في العالم عام 2018 والذي سيخوض العرس العالمي الأخير في مسيرته الاحترافية، إلى جانب المخضرمين الآخرين لاعب وسط إنتر ميلان الإيطالي مارسيلو بروزوفيتش وجناح توتنهام الإنكليزي إيفان بيريشيتش، والأخيران سيواجهان زميلهما السابق في النادي الإيطالي أشرف حكيمي.

وكان مدافع باريس سان جرمان الفرنسي حالياً، تفاعل مع نتائج القرعة بنشر تغريدة مرفقة بصورة له مع كل من بيريشيتش والبلجيكي روميلو لوكاكو معلقا “أراكم قريباً”.

– الأولى الأهمّ –
وشدّد مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي على ضرورة التركيز على مباراة الأربعاء “لأنها الأهم. هي الأولى لنا في المونديال ويجب أن نكون في قمة تركيزنا من أجل تحقيق نتيجة جيدة تعزّز حظوظنا من أجل تخطي الدور الأول”.

وأضاف “سنلعب في مجموعة معقدة وصعبة. لدينا فريق جيد والروح المعنوية عالية ولاعبونا جيدين، ونحن نأمل أن ننجز شيئا”.

ويخوض المغرب المباراة بصفوف مكتملة باستثناء غياب زكرياء أبو خلال (تولوز) وإلياس شاعر (كوينز بارك رينجرز الإنكليزي) بسبب الإصابة.

وأكد طبيب المنتخب عبد الرزاق هيفتي أن أبو خلال سيكون جاهزا لخوض المباراة الثانية، فيما سيتم اتخاذ قرار بخصوص شاعر لاحقاً وتعافى سليم أملاح (ستاندار لياج البلجيكي) من إصابة طفيفة.

– بلجيكا بدون لوكاكو –
وتستهل بلجيكا مشوارها باختبار لا يخلو من صعوبة أمام كندا، خصوصا أن مهاجمها وإنتر ميلان روميلو لوكاكو سيغيب عن صفوفها أقلها في مباراتيه الأوليين بسبب الإصابة.

وقرّر المدرب الإسباني لبلجيكا روبرتو مارتينيس استدعاء أفضل هداف في تاريخ المنتخب (68 هدفاً في 102 مباراة)، الى تشكيلة النهائيات رغم الإصابة التي يعاني منها في العضلة الخلفية لفخذه الأيسر.

وأنهت بلجيكا استعداداتها لمونديال قطر بخسارة مقلقة أمام مصر 1-2 الجمعة على ملعب جابر الاحمد في الكويت في مباراة دولية ودية.

وأبدى لاعبو المنتخب البلجيكي انزعاجهم من انتقادات وسائل الإعلام في بلادهم خصوصا مدافع بوروسيا دورتموند الألماني توما مونييه الذي قال “لا أفهم لماذا لا نظهر مزيدا من الحماس في بلجيكا” تجاه الشياطين الحمر.

وأوضح في مؤتمر صحافي الاثنين “أنتم الصحافيون الرابط الرئيسي بين المنتخب الوطني والجمهور. لذلك عندما تنتقدون وتكررون باستمرار أن كأس العالم ستكون صعبة، فإنها تؤثر على الناس”.

وأظهر مونييه خيبة أمله من “سلبية” الصحافة البلجيكية.

وتابع “عندما أقرأ أحيانًا وسائل الإعلام الهولندية التي ترى أن منتخب بلادها سيذهب بعيدًا في المنافسة، في حين أنني، آسف، أعتقد أنهم يملكون فريقًا رائعًا ومن هنا سيذهبون بعيدا في هذه البطولة …، لا أفهم أننا لا نظهر المزيد من الحماس في بلجيكا”.

وكان زميله لاعب وسط أتلتيكو مدريد الإسباني أكسل فيتسل تحدث بخطاب مشابه حول قلة الحماس لدى مواطنيه الأحد، وقال: “كل هذه السلبية، هذا عار. للناس الحق في إبداء آرائهم ولكني أجد ذلك عارًا على الرغم من كل شيء” .

وأضاف “في عام 2018، قطعنا رحلة استثنائية (بلغنا نصف النهائي)، وكنا جميعًا في القمة فرديًا وجماعيًا. نريد أن نفعل الشيء نفسه في قطر. المستقبل سيخبرنا”.

– كندا تبحث عن مفاجأة –
في المقابل، يأمل المدرب الإنكليزي جون هيردمان في قيادة كندا في تحقيق المفاجأة والتأهل إلى الأدوار الاقصائية، وذلك قبل استضافة نهائيات 2026 بمشاركة الولايات المتحدة والمكسيك.

ونجح هيردمان (47 عاماً) في قيادة كندا، متصدرة تصفيات كونكاكاف، إلى كأس العالم للمرة الأولى منذ 1986 عبر بث روح الأخوة لدى اللاعبين، دامجاً بين الموهبة والخبرة ومعيداً الأمل لبلد بأكمله.

شارك المقال