رونار مدرّب “مجنون” كان حدسه في محله

لبنان الكبير

“نشارك من أجل مخالفة التوقعات. في كل نسخة من كأس العالم تحدث مفاجآت كثيرة ونأمل في أن نحقق واحدة”. كان حدس مدرب السعودية الفرنسي هيرفيه رونار في مكانه لان فريقه فجّر احدى اكبر المفاجآت في تاريخ نهائيات كأس العالم، ملحقاً الثلاثاء خسارة تاريخية بالأرجنتين المرشحة لاحراز مونديال قطر مع نجمها ليونيل ميسي.

خاضت السعودية مباراة العمر ضد العملاق الأميركي اللاتيني (2-1) وخرجت بفوز تردّد صداه في مختلف انحاء العالم.

اعترف رونار بان الحظ وقف الى جانب فريقه لا سيما في الشوط الاول عندما تخلف بهدف بعد مرور 10 دقائق من ركلة جزاء انبرى لها بنجاح ليونيل ميسي، لا سيما بان الحكم الغى ثلاثة اهداف للارجنتين بداعي التسلل.

وقال رونار بعد المباراة “جميع النجوم كانت مبتسمة لنا في السماء. هذه هي الرياضة. يمكن ان تلعب هذه المباراة عشر مرات ولا تحقق النصر سوى في مباراة واحدة. كنا نستحق الفوز”.

واضاف المدرب الذي يركز على اللعب الجماعي “كنا سيئين في الشوط الاول ولم نقم بالضغط كما يجب”، قبل ان يقلب فريقه الامور رأسا على عقب ففي الشوط الثاني ويسجل هدفين ليخرج بالفوز التاريخي.

-مدرب مجنون-

لكن رونار (54 عاماً) اسمع لاعبيه كلمات محفّزة بين الشوطين كان لها مفعول السحر على ادائهم، فكانوا منتخبا آخر وتألق كل فرد من افراده من حارس المرمى محمد العويس الذي اختير افضل لاعب في المباراة الى سالم الدوسري الذي سجل هدفا ولا أروع وبات ثاني سعودي يسجّل في مونديالين مختلفين بعد سامي الجابر.

ولخّص مدافع السعودية عبد الاله المالكي ما حصل خلال فترة الاستراحة بقوله “لدينا مدرب مجنون حفّزنا بين الشوطين وقال لنا كلمات جعلتنا نرغب بأكل العشب (اندفاعاً)”.

لا يقل الانجاز الذي حققه رونار، عن انجازين آخرين في مسيرته تمثلا بقيادة زامبيا الى احراز باكورة القابها في كأس أمم إفريقيا عام 2012 وكرّره مع ساحل العاج بعدها بثلاثة اعوام، ليصبح أوّل مدرب يقود منتخبين مختلفين الى اللقب القاري.

استلم تدريب المنتخب السعودي في تموز/يوليو 2019 بعد تجربة على رأس الجهاز الفني المغربي ومشاركة في مونديال روسيا خرج فيه من الدور الاول، لكنه قدّم عروضا جيدة ابرزها تعادله مع اسبانيا.

-استقرار فني-

شهد “الأخضر” باشرافه استقراراً فنياً خلال هذه السنوات، توّجها بتصدره مجموعته في التصفيات المؤهلة الى مونديال قطر متفوّقا على اليابان واستراليا.

نوّه بالتسهيلات التي قدّمها الاتحاد السعودي لكرة القدم ووزير الرياضة وأيضا بكلام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لدى زيارة قام بها المنتخب قبل ايام من انطلاق المونديال وقال في هذا الصدد “قال لنا انه لا ضغوطات مفروضة على اللاعبين وعلينا فقط إظهار صورة جميلة عن كرة القدم السعودية. أراها خطوة ذكية. هو تواصل مثالي وواقعي”.

ومن أجل تحضير لاعبيه للعرس الكروي، دخل في معسكر تدريبي في الأسابيع الستة الاخيرة خلافا لمعظم المنتخبات الأخرى، لا سيما الكبيرة منها بعد ان انضم اليها لاعبوها قبل 10 ايام فقط من انطلاق المونديال.

صرح لموقع فيفا الرسمي قبل انطلاق البطولة بأيام “المشاركة بلا طموح لا تعني شيئا”.

واضاف “لا نشارك من اجل التنزّه في الدوحة، بل من اجل تقديم افضل مستوى لنا ونجعل السعوديين فخورين بنا في الملعب وفي السعودية، لقد اتوا باعداد هائلة الى هنا ولا خيار امامنا سوى ارضائهم”.

شارك المقال