ميسي يقود الأرجنتين إلى ثمن النهائي ووداع السعودية وتونس

لبنان الكبير

عوّضت الأرجنتين بدايتها المتعثرة وبلغت ثمن نهائي مونديال قطر 2022 في كرة القدم بفوزها بثنائية على بولندا التي رافقتها إلى الأدوار الاقصائية على حساب المكسيك الفائزة على السعودية 2-1، فيما كانت تونس على وشك تحقيق مفاجأة مدوية بفوز تاريخي على فرنسا حاملة اللقب 1-0، إلا ان هدفاً أسترالياً حرمها بلوغ ثمن النهائي للمرة الاولى في تاريخها.

وأسفرت نتائج الأربعاء عن مواجهة فرنسا حاملة اللقب مع بولندا الأحد المقبل والأرجنتين مع أستراليا السبت. وكانت الجولة الثالثة الأخيرة انطلقت الثلاثاء، وأفرزت مواجهتين بين هولندا والولايات المتحدة، وإنكلترا والسنغال. وبحال فوز الأرجنتين وهولندا سيلتقيان سوياً في ربع النهائي، على غرار إنكلترا وفرنسا.

وكانت الأرجنتين، بطلة 1978 و1986، بحاجة للفوز لتضمن تأهلها بعد بداية بطيئة شهدت خسارتها أمام السعودية 1-2، قبل ان تعوض امام المكسيك، وقد نجحت في ذلك على استاد 974 بفضل هدفي أليكسيس ماك أليستر (47) وخوليان ألفاريس (67)، فيما أهدر النجم ليونيل ميسي، أفضل لاعب في العالم سبع مرات، ركلة جزاء صدّها الحارس فويتشيخ شتشيزني ببراعة في الشوط الأول.

قال ميسي “أنا غاضب لاهدار ركلة جزاء لكن الفريق ردّ بقوة بعد ذلك. ادركنا ان الهدف الاول سيغير المعطيات”.

أما ماك أليستر مسجل الهدف الأول فقال “عواطفنا جياشة. أن أسجّل هدفاً في كأس العالم، هذا حلم يتحقق بالنسبة لي. لعبنا جيداً كفريق وبمزيد من الثقة”، فيما رأى تشيسلاف ميخنييفيتش مدرب بولندا التي بلغت ثمن النهائي لأول مرة منذ 1986 “بلغنا الدور الثاني بعد كل هذه السنوات والمكسيك غادرت هذه المجموعة الصعبة. دعونا نستمتع وما زلنا في المونديال”.

– تشويق في لوسيل –

وتصاعدت وتيرة التشويق في المباراة الثانية على استاد لوسيل، حيث كانت السعودية بحاجة للفوز لضمان التأهل، لكن المكسيك استغلت النقص في تشكيلتها وتغلبت عليها 2-1 بهدفي هنري مارتين (48) ولويس تشافيس (52)، مقابل هدف سالم الدوسري (90+5).

تصدرت الارجنتين بست نقاط مقابل 4 للاكوادور التي تساوت مع المكسيك، لكن تفوّقت عليها لاستقبال هدف أقل.

ورغم عدم تسجيلهما، ابتسمت الجولة للنجمين ميسي، اللاهث وراء لقبه العالمي الأول في نهاية مسيرة زاخرة أصبح فيها أشهر لاعب كرة قدم في العالم مع غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، والبولندي ليفاندوفسكي أحد أخطر الهدافين في تاريخ الدوري الألماني مع بايرن ميونيخ قبل انتقاله أخيراً إلى برشلونة الإسباني.

وخاضت السعودية المباراة في ظل غيابات بمراكز حساسة، مع انسحاب قائد الوسط سلمان الفرج والظهير الأيسر ياسر الشهراني بسبب الاصابة، فيما افتقدت لاعب الوسط عبد الاله المالكي لايقافه بسبب تراكم الانذارات.

قال المهاجم صالح الشهري “كان لدينا 4 اصابات (خروج علي البليهي في الشوط الاول) ولاعب موقوف ولاعب التحق للتو بعد الاصابة. أردنا تقديم أفضل ما لدينا ولم نفلح بذلك”.

أما مدربه الفرنسي هيرفيه رونار، فعلّق حزيناً “لم ندخل في أجواء المباراة في ما يخص النسق السريع. كانوا أفضل منا في الحضور البدني. حاولنا دائماً القتال من أجل الكرة لكن كنا متأخرين. حين تكون مجبراً على الفوز فهل بمقدورك أن تغلق كل المنافذ؟ كان بإمكانهم أن يسجلوا مزيداً من الأهداف والنتيجة لا تعكس مجريات المباراة”.

واللافت ان السعودية التي فازت على الأرجنتين افتتاحاً انهت دور المجموعات في المركز الأخير فيما تصدّرت المنتخب الاميركي الجنوبي.

– هدف يبكي التونسيين –

هدف وحيد لأستراليا منحها الفوز على الدنمارك، أدى إلى الاطاحة بتونس التي حققت انجازاً متأخراً بالفوز على فرنسا حاملة اللقب 1-0.

ورغم خوض فرنسا، بطلة 1998 و2018، المباراة بتشكيلة رديفة واجراء تسعة تغييرات بعد ضمانها التأهل اثر الجولة الثانية، إلا أن “نسور قرطاج” خرجوا بفوز تاريخي هو الأول على فرنسا القوية والثالث في تاريخهم في النهائيات بعد المكسيك 3-1 عام 1978 وبنما 2-1 عام 2018.

فوز تونس بهدف ابن جزيرة كورسيكا وهبي الخزري (58)، كان سيمنحها بطاقة التأهل الأولى في تاريخها إلى الأدوار الاقصائية بحال تعادل أستراليا والدنمارك، لكن ماثيو ليكي كان له رأي آخر ومنح “سوكِروز” هدف الفوز (60).

قال الخزري أول لاعب إفريقي يسجل في ثلاث مباريات متتالية خاضها أساسياً بعد بلجيكا وبنما عام 2018 وفرنسا 2022 “كمنافسين أردنا التأهل. هذا الفوز جيد لأننا اظهرنا وجهنا الحقيقي واننا قادرون على تقديم أمور جميلة. نحن نادمون على أول مبارتين (تعادل مع الدنمارك وخسارة أمام أستراليا) لأننا قادرون على تقديم الأفضل. لدينا مجموعة متضامنة ومتلاحمة. خائبون لانه كان يجب ان نحقق ما هو افضل في اول مبارتين”.

وتصدرت فرنسا المجموعة بست نقاط بفارق الأهداف عن أستراليا التي خسرت أمامها 1-4 افتتاحاً، وبلغت ثمن النهائي للمرة الاولى منذ 2006.

شرح مدافعها إبراهيما كوناتيه “نحن محبطون وأنا لا أحب الخسارة. تونس تستحق الفوز. يجب ان نركز على المباراة التالية لانه لن يكون هناك هدايا بعد الآن. لدينا النوعية المناسبة ولم نكن في المستوى”.

أما المدرب ديدييه ديشان فقال متحسراً “واجهنا صعوبات، بسبب خيارات اتخذتها، لكننا خضنا مبارتين قويتين في أربعة أيام، لذا منحت الفرصة للاعبين آخرين”.

شارك المقال