طرح موقع “ذا ناشيونال نيوز” (thenationalnews) تساؤلاً حول مستقبل الطاقة في منطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى سعي المنطقة، في ظل الارتفاع في الطلب، لأخذ زمام المبادرة والقيادة في إنتاج الهيدروجين. وبحسب المقال، “يراهن منتجو النفط في الشرق الأوسط بشكل كبير على الهيدروجين أو الوقود النظيف الذي يولد الكثير من الاهتمام في جميع أنحاء العالم منذ ظهور جائحة كورونا”.
“ويصادف تفضيل الهيدروجين كمصدر للطاقة في المنطقة في أعقاب تحول عالمي أوسع باتجاه اقتصاد يقلل من انبعاثات الكربون. ويستعد مصدرو النفط للعمل في عالم لم يعد فيه النفط الخام مصدر الطاقة المهيمن، ولذلك، يحاولون تكوين اقتصادات وعلاقات جديدة تتمحور حول الوقود الأنظف. وأصبح الهيدروجين، وهو العنصر الأكثر وفرة في الكون، أداة سريعة للتخلص من الكربون.
وبينما تعهدت المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، بأن تصبح أكبر مصدر للهيدروجين في العالم، ترسم الإمارات العربية المتحدة، ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، خارطة طريق الهيدروجين وتتطلع لإضافة هذا الوقود إلى مزيج الطاقات النظيفة بحلول العام 2050. ولكن هل يمكن للمنطقة، بمواردها الطبيعية الوفيرة، إعادة إنشاء اقتصاديات الحجم التي ساعدت على تسوية تكاليف مشاريع الطاقة الشمسية على مستوى العالم مع ضمان جني ثمار الفوائد الصناعية للوقود النظيف؟
(…) بالنسبة للمملكة العربية السعودية، التي تمثل 12.5% من إنتاج النفط العالمي، الطموحات كبيرة لبيع الهيدروجين الذي سينقل إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب. هذا ما يدفع بوزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان لتشبيه المملكة بـ”ألمانيا التالية” في ما يتعلق بمصادر الطاقة المتجددة. ويدخل الهيدروجين في مجموعة متنوعة من الاستخدامات الصناعية. ويبحث منتجو النفط في الخليج، الذين يمنحون الأولوية للغاز للتصدير، الاستخدامات المحلية المحتملة مثل صناعة الصلب، مع “تقليل” محتوى الكربون في الخام. وفي ظل سعي المملكة لخفض انبعاثاتها، قد يلعب الهيدروجين دوراً أوسع في جهودها لتنويع وتقليل اعتمادها على النفط الذي يشكل مصدر إيراداتها الرئيسي.
(…) أضف إلى ذلك أن اقتصاد الهيدروجين توسعي، حيث يتوقع أن تنمو السوق العالمية للهيدروجين الأخضر إلى 500 مليون طن بحلول العام 2050، مع إيرادات سنوية تقدر بـ 200 مليار دولار في نفس الفترة (…) كما من المرجح أن تستعد المنطقة لتشكل سوقاً للهيدروجين بقيمة 11 تريليون دولار بحلول العام 2050.
تنويع إنتاج الطاقة وتخفيض التكاليف
وتتدفق الأموال في الشرق الأوسط، باتجاه كل من الهيدروجين الأخضر والأزرق مع تحرك شركات النفط الكبرى (…) لتسخير إمكانات التخفيف من انبعاث الكربون من أعمالها من خلال استغلال نقاط قوتها التقليدية (…) ومع وجود الكثير من الأعمال الجارية في الشرق الأوسط والتي قد تجعل منه مركزاً للطاقة البديلة، هل تساعد المنطقة في خفض تكاليف الوقود؟
يمكن أن تنخفض تكاليف الوقود النظيف بنسبة 30% إلى 50% بحلول عام 2030 في دول مجلس التعاون الخليجي، مع ضخ المنطقة المليارات من الدولارات في مشاريع الهيدروجين (…) وتعتقد الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أنه من شأن التعريفات المنخفضة القياسية لمشاريع الطاقة الشمسية بين الدول المصدرة للنفط أن تساعد في تعزيز تطوير الهيدروجين الأخضر الرخيص (…) ويتمتع مصدرو الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بميزة تنافسية نظراً للأسواق الحالية المحتملة والفرصة لجذب الطلب المفقود على تصدير النفط (…) كما تتمتع المنطقة بميزة تنافسية للبروز كمركز تصدير رئيسي مقارنة بأجزاء أخرى من العالم من خلال تجارة تصدير راسخة في مجال الطاقة وأوجه التآزر والوفورات في التكاليف من خلال الاحتفاظ بمهارات النفط والغاز والبنية التحتية والأصول، عدا عن القرب من أسواق الهيدروجين”.
وأرفق المقال بفيديو مستوحى من تقرير للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) نشر في العام المنصرم. وبحسب الفيديو، “يعكس التطلع للهيدروجين جزءاً مهماً من مزيج الطاقة النظيفة اللازم لضمان مستقبل مستدام. وقد أدى انخفاض تكاليف الهيدروجين المنتج باستخدام الطاقة المتجددة، إلى جانب الحاجة الملحة لخفض انبعاثات الغاز التي تضاعف خطر الاحتباس الحراري، إلى إعطائه زخماً سياسياً وتجارياً غير مسبوق. ويتوقع أن يتضاعف إنتاج الهيدروجين الأخضر عن طريق التحليل الكهربائي للطاقة المتجددة بسرعة في السنوات المقبلة.
ويمكن للهيدروجين أن يعزز نمو سوق الكهرباء المتجددة ويوسع نطاق الحلول المتجددة (…) لكن الانتقال إلى الطاقة القائمة على الهيدروجين لن يحدث بين عشية وضحاها. ومن المحتمل أن ينتشر استخدام الهيدروجين في تطبيقات مستهدفة محددة. كما يمكن للحاجة إلى بنية تحتية جديدة للإمداد أن تحد من استخدام الهيدروجين للبلدان التي تتبنى هذه الاستراتيجية. وأخيراً، تتوفر خطوط أنابيب الهيدروجين المخصصة منذ عقود ويمكن تجديدها جنباً إلى جنب مع خطوط أنابيب الغاز الحالية (…) ومن شأن التجارة في السلع كثيفة الاستهلاك للطاقة المنتجة بالهيدروجين، بما في ذلك “الوقود الإلكتروني” أن تحفز وتساعد على تحقيق فوائد اقتصادية أوسع”.
المصادر:
the national news
irena
youtube