خفض سنّ الاقتراع… خوف مسيحي متطرّف!

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

عامان على ثورة 17 تشرين 2019، وما زال البلد غارقاً بالمشاكل. انقسم الشعب بعدما اتّحد: البعض ترك أحزابه السياسية، والبعض الآخر زاد تعصّباً لحزبه السّياسيّ.

أما اللافت في هذه الثورة فكان أعمار الفئات المشاركة. شارك الجميع لكن الشباب كانوا أكثر حضوراً، حتى تلاميذ المدارس قاطعوا مدارسهم ونزلوا الى الساحة.

طلاب الجامعات كانوا موجودين أيضاً في الصفوف الأمامية والقيادية. هم الذين يخوضون في كل سنة الانتخابات الطالبية في الجامعات، ونرى الأحزاب تحاربهم بشدة معتبرةً ان هذه الانتخابات بأهمية الانتخابات النيابية، لأنها تعطي تصورات عن الأرقام.

طرح خفض سن الاقتراع إلى الثامنة عشرة في لبنان بات جديَاً خصوصاً ان أكثرية الأحزاب تدعمه، باستثناء الثنائي المسيحي الذي يرفض هذا القرار بطريقة مبطّنة بحجة انه ليس الوقت المناسب. لماذا؟

بنظرة سريعة على الأرقام، وبحسب الإحصاءات الاخيرة، فإن نسبة الفئة الشبابية في لبنان التي يراوح عمرها ما بين الـ 15 والـ24 زهاء 15%؜، ونسبة الفئة الشبابية ما بين الـ18 والـ21 هي ما يقارب 5%؜.

لماذا إذاً الرفض المسيحي؟

بحسب الأرقام، خفض سن الاقتراع الى 18 عاماً سيزيد عدد الناخبين نحو 280 الفاً، بينهم أكثر من 170 الف مسلم وحوالى 110 آلاف مسيحي، مما يعني ان هذا الامر ليس فيه مصلحة للمسيحيين.

وهنا نعود الى نقطة الصفر… نعود الى منطق التفاهة الطائفية.

لماذا حرمان جيل عاش أتعس أيام شبابه في لبنان من حق التصويت واختيار مستقبله؟ لماذا يحق لشاب عمره 18 سنة ان يتحكم بسيارة وأرواح أشخاص لكن يعتبرونه غير قادر فكريا على الانتخاب والتصويت؟ أليس هو أحق بانتخاب من سيمثّل مستقبله؟ او أن حرمانه مبني على مصلحة الأحزاب التي فتكت بالبلد لسنوات؟

في جولة سريعة على الشباب بين الـ ١٨ و٢١ سنة، يتّفقون جميعهم على أن خفض سن الاقتراع حق لهم وأنّ البلد بحاجة لآراء أشخاص ليسوا مرتهنين للأحزاب. فيقول جاد حمدان، طالب جامعي سنة ثانية، ان الأحزاب التي ترفض خفض سن الاقتراع الى ١٨ هي أحزاب ستنتهي لأنها خائفة من التغيير وخائفة من نبض الشباب الجديد. ويضيف لماذا نحن نبرع في تنظيم انتخاباتنا الطالبية في الجامعات ونشارك في ندوات سياسية واجتماعية وننزل الى الشارع للمطالبة بالتغيير؟ ما الفارق بين شاب الـ٢١ عاماً وشباب الـ ١٨؟ طلاب الجامعات هم الأفضل في التنظيم، ومن حقهم اختيار مستقبلهم.

شارك المقال