لبنان… بين الاستقلال والاستقالة

محمد زهير شومان

في الثاني والعشرين من تشرين الثاني عام 1943 نال لبنان استقلاله من الانتداب، وكان لنا “لبنان الكبير”.

بعد ثمانية وسبعين عاما يحتار اللبنانيون في الاستقلال. فهل استقل لبنان فعلاً؟ واذا فعلنا، لماذا جعلنا من لبناننا دمية في أيدي الدول؟ أسئلةٌ تراود اذهان اللبنانيين، وتنهش هواجسهم! هل استقال لبنان من استقلاله؟ لمَ استقال من حضن العرب؟ لمَ اصبح منبوذاً بعدما كان منارة للشرق؟

أجوبة هذه الأسئلة كلها عند حكامنا الأفاضل، الذين جعلوا لبنان بعيداً كل البعد عن الاستقلال. لكل زعيم دولة تحكمه، ولكل دولة مصلحة، وعلى ارضنا يتصارعون.

لا يتحمل زعماء الطوائف وحدهم ذنب استقالة لبنان من استقلاله، الزعماء هم ببساطة يمثلون البيئة التي انتخبتهم، والتي تعكس ولاءً لدول خارجية هي أيضًا، وكما تكونوا يولّى عليكم.

يمر لبنان اليوم بأصعب الظروف في تاريخه الحديث والقديم، والأزمات تتوالى ولا تنتهي. آخرها الازمة والقطيعة مع دول الخليج، حين أصبح سفراء لبنان يُطردون، بعدما كان لبنان مشاركا في وضع حقوق الانسان في الامم المتحدة… وأصبح اليوم منبوذاً من الدول العربية، بعدما كان العمود الفقري لجامعة الدول العربية.

وفي ظل كل هذه الظروف، يعجز رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية عن تدارك الوضع، فينحدر قدر لبنان اكثر فاكثر كل يوم، وحكامنا ينامون، والشعب يجوع. لكن الا يعلمون أن لعنة الله على الذين شبعت بطونهم، يوم جاعت شعوبهم؟

لبنان يثبت اليوم انه مستقيل وليس مستقلاً، مستقيل من التصدير ويعتمد على الاستيراد. مستقيل من الاكتفاء الذاتي ويعتمد على الجوار. مستقيل من لبنانيته وينسبها لدول تدعي الحوار.

فبأي استقلال نحتفل، ونحن بعيدون عنه سنوات ضوئية؟

بأي استقلال نحتفل، ولبنان الكبير أصبح في قعر الهاوية؟

ليسجل التاريخ أن لبنان مستقيل، وليس مستقلاً.

شارك المقال