“Mouvlaine” طيفٌ من نور وخروج عن السائد

كمال دمج
كمال دمج

على عكس التوجه العام للمجتمع اللبناني بصورته الإستسلامية الإنهزامية في ظل الإنهيار الإقتصادي الحاد، أبى الفكر الشبابي اللبناني كبح طاقاته، فكان لمجموعة من الطموحين أن استوحوا حضارةَ فكرهم وجدية عملهم من أصالة الحياة القروية اللبنانية القائمة على العمل الدؤوب في عزِّ الأزمات، ليس فقط للبقاء أحياء، بل للهروب من السائد من اليأس ولترك أثر جميل في الحياة، فكان مشروع “Mouvlaine”.

هو مشروع حرفي بفكرة وتنفيذ لبناني، أُسس عام ٢٠٢١ من قبل مجموعة من الشابات والشباب الطموحين الذين أرادوا كسر الجمود وتحقيق الذات من خلال مشروع مدروس متكامل تحت إسم تجاري باللغة الفرنسية استُلهِمَ من يدي المرأة التي تحرِّك “السنارة”، لإنتاج “حقائب نسائية” عبر النسج اليدوي بطريقة “الكروشيه” من خلال الإستعانة بأصحاب الخبرة من النساء في هذا المجال، ليكون “Mouvlaine” وفقاً لـ “ملاك” وهي إحدى الإداريين، نفحة أملٍ وعونٍ لكلٍّ منهم لأنَّه قائم على الحبِّ والتعاون في كلِّ “قطبة” تُنجَز.

لقد طرح القيِّمون على العمل أولى مجموعاتهم في أيار ٢٠٢١ متحدين الظروف. وعلى الرغم من الإنهيار المستمر، ها هم اليوم يطرحون إصدارهم الجديد بشغف وتطلع نحو إبداع أكثر ونجاح أكبر من دون تردد، للدلالة على تمسكهم بلبنان الحضاري وحفاظهم على نموه وتطوره، فكانت حملتهم الإعلانية قائمة على طبيعة لبنان والآثار والحياة الليلية فيه، حيث نفَّذ مشهديتها المرئية المدير الفني “هشام الحاج” الذي يمثِّل إبداع اللبناني المغترب في هذا المشروع وفقاً لتعبير “ملاك”. وفي الإطار عينه، تضيف لتؤكد على ضرورة التعاون مع الأشقاء العرب وعلى أهمية السوق العربية وخاصة الخليجية بالنسبة لأي منتج لبناني، ولهذا فقد اختاروا لكتابة محتوى الحملة الإعلانية باللغتين العربية والإنكليزية الكاتبتين السعوديتين “مروى سقطي” و”جهيّر المرشدي”.

وتؤكد “شادية”، وهي صاحبة الخبرة والأفكار في مجال النسج والتطريز والمسؤولة عن العمال وعن تنفيذ التصاميم المعدة بأحدث التقنيات، على فكرة رئيسية وهدف أساس من مشروع “Mouvlaine” وهو تمكين المرأة وجعلها أكثر قوة وصلابة وإنتاجية في مجتمعها.

يقول الأديب مصطفى محمود: “إن لم يشترك الشباب في صنع الحياة فهناك آخرون سوف يجبرونهم على الحياة التي يصنعونها”. وعليه، إن يشترك “شباب لبنان”، كُلٌّ من منطلق إختصاصه ومكانه ومحيطه، في الحفاظ على لبنان الحضارة والعيش الكريم، على لبنان العربي المنفتح، سوف نجبر على أن نكون، كما نحن اليوم، ساحة للصراعات وصندوق بريد يأكله “الصدأ” لا أكثر.

شارك المقال