شباب لبنان بين نار الهجرة ونار البقاء

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

كأمٍ أنجبت طفلاً ولم يعد باستطاعتها تربيته، فتضعه أمام باب الميتم: هكذا يعاملنا لبنان. يحبّنا كثيراً، ولكن بحسرة يريدنا أن نبتعد عنه لنجد حياةً أفضل. لم يبقَ لنا خيارات كثيرة. فمع ” كوكتيل” الأزمات الذّي نغرق فيه لم يعد لدينا سوى هذا الحل. الهجرة.

الكثيرون يحلمون بالهجرة ويرون الخلاص فيها. خصوصاً في هذه الأيام العصيبة ومع هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة أصبح الدولار “الفريش” هدف كل لبناني.

باختصار وبدون فتح هذا الملف، المسؤولون عن هذا الوضع هم هذه الطبقة الحاكمة الّتي لا تريد النهوض بالبلد ومنهم من يلخّص الوضع بـ”اذا مش عاجبهم يهاجروا”.

انا لن أهاجر. ما عاجبني وما بدي هاجر. لماذا؟. لأنّ وطني يحتاج إلينا. لأننا نحن من سنحكم. لأننا نحن، الشباب، الّذي يحمل شهاداتٍ وثقافة وذكاء لا نريد أن نعطيهم لأحد غير لبنان.

أعلم أن كلامي لا يشتري الدواء ولا الطعام ولا يدفع لي أقساطي الجامعية. ولكن لمن سنترك هذا الوطن إن رحلنا؟ لأشخاص يحكمون بلا حسيب أو رقيب؟.

أنا لن أهاجر. أنا لن أترك عائلتي وأصدقائي وأحلامي. أنا لا أريد أن أعدّ الساعات لأعود وأقبّل أميّ، أو أن أمضي أياماً قليلة مع أبي وأرحل. أنا لا أريد أن يستطع اسمي في بلدٍ ليس بلدي. أنا سأحارب هنا. هنا ولدت وهنا سأبقى. وسنغيّر هذا الواقع.

في عدد هذا الأسبوع “شباب لبنان الكبير” بين نارين، نار الرحيل ونار البقاء.

وبين الرحيل والبقاء. حياةٌ لا نعيشها مرّتين.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً