جعجع يحلم بـ”أكثرية الحزب الواحد”

كمال دمج
كمال دمج

في مرحلة ما بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أُلبِس سعد الحريري عباءة “الزعيم الملك” لثورة الأرز، في مشهدية “الأيدي المتشابكة” ليكون حاضناً لشخصيات وجدت أمانها الداخلي والخارجي في الإرث الوطني للحريرية السياسية عبر “تمسيح الجوخ”، بعد تاريخ حافل أثناء الحرب اللبنانية.

لم تدخل فكرة “لبنان أولاً” عقول زعماء الحرب، ولا نهج التضحية من أجل لبنان حتى ولو بصوت إنتخابي واحد بهدف رفعة البلد واستقراره وهذا ما تبيّنت معالمه بعد انتخاب ميشال عون، لا بل جبران باسيل رئيساً للجمهورية، وما سبق ذلك بدءاً وإنتهاء بصفقة تحاصص الجمهورية (إتفاق معراب) التي ألبست نتائجها باللعب والضحك للرئيس سعد الحريري.

لقد آثر سعد الحريري منذ زمن، وحتى اللحظة الأخيرة قبل اعلان عزوفه وكتلته عن الترشح للإنتخابات النيابية، القول إنَّ لـ “حزب الله” وإيران – قاتلي رفيق الحريري – السيطرة التامة على البلد عبر السلاح غير الشرعي، إنما قضيته قضية إقليمية ودولية لا يمكن للدولة اللبنانية بحجم مؤسساتها إيجاد حل جذري لها، هذا في ظل قبول شبه تام لذلك التوصيف من قبل قيادات ١٤ آذار وخاصة “القوات اللبنانية”، وإذ تبيَّن فيما بعد أنه قبول مرحلي لتمرير قانون إنتخاب أعاد شبح الخطاب الطائفي والمناطقي من خلف قناع “النسبية”، وسلَّم المجلس النيابي للحزب وحلفائه.

لم تجد “القوات اللبنانية” موطئ قدم وأساساً ثابتاً لمخاصمة “حزب الله”، ولم تستطع ركوب حراك ١٧ تشرين وتفجير مرفأ بيروت بالشكل الكافي والمقنع للمواجهة، حتى أن منطق المواجهة الحيّة والمحاور في “الطيونة” لم ينفع معها لجذب اللبنانيين وإحياء روح الإقتتال فيهم، فما كان لجعجع إلاَّ العودة إلى نهج الخصام عبر المؤسسات الذي أرساه سعد الحريري، ولكن عبر استعطاف الشارع السني والسعي للوصول إلى الكرسي على أوجاعه ومآسيه في خطابات يومية يكاد فيها أن يرتدي عمامة وكوفية بعد قرار سني جامع بعدم خوض الإنتخابات في ظل هيمنة الدويلة على الدولة.

يخوض رئيس حزب “القوات اللبنانية” هذه الانتخابات بهدف الحصول على أكثرية نيابية بشعارات خارج الواقع اللبناني وبعيداً عن قناعاته وتجاربه في الحكم والسلطة في مرحلة ما بعد العام ٢٠٠٥ حيث يحلم بـ”أكثرية الحزب الواحد” بعيداً من تعدد الرؤوس والآراء بهدف إرساء نفسه زعيماً وطنياً جامعاً عبر إلغاء الآخرين من خلال إستمالة الجميع وخاصة الطائفة السنية وجمهور تيار “المستقبل” بدعوتهم الى كسر قرار رئيسهم والعمل مع الماكينات الانتخابية لـ “القوات”.

لن يسمح الجمهور السني الممثل بغالبيته عبر تيار “المستقبل” بأن يتهم زعيمه بخدمة “حزب الله” المحكوم على عناصر منتسبين إليه باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

 

 

 

 

شارك المقال