كرة القدم في برجا… أمل ونشاط متجدد

كمال دمج
كمال دمج

لا يمكن للإنسان أن يُكمل العيش بصلابة مع قدرة على الإنتاج إن لم يكن يدرك أهمية تأثير الرياضة والأنشطة الرياضية في جسده وفكره وتطور قدراته وإرادته على الإستمرار لتحقيق النجاحات والاستفادة من الإخفاقات لتطوير القدرات من أجل إضفاء الحيوية على كل ما يقوم به من نشاطات تنعكس بطريقة ما على محيطه والمجتمع ككل.

ومن هذا المنطلق، قرر شباب من بلدة برجا الشوفية كسر “الحداد” المستمر منذ أزمة كورونا وتحرك ١٧ تشرين مع ما رافق ذلك من أزمة إقتصادية وصعوبات معيشية، الإنتفاض على اليأس وفك الحصار عن حيويتهم وإعادة تفعيل نشاطاتهم الرياضية لاستعادة الدور في الإبقاء على المجتمع البرجاوي مفعماً بالأمل على الرغم من الإحباط المسيطر، مع ما يرافق ذلك من نشاطات ثقافية وفكرية وإجتماعية في البلدة، فكانت “دورة شهر رمضان المبارك لكرة القدم” التي تنظمها “رابطة الإنتر في برجا” أمّ النشاطات هذا العام.

إن هذه الدورة تتمة لدورات رمضانية سابقة كانت تنظمها اندية رياضية برجاوية مختلفة سابقاً، حتى أخذت “رابطة الانتر في برجا” على عاتقها إعادة إطلاقها منذ رمضان ٢٠١٧ حين كانت التجربة الاولى في هذا الإطار، والتي لاقت نجاحاً باهراً مما دفعها للإستمرار في رمضان ٢٠١٨، إلاَّ أنَّ الظروف الصعبة التي حلَّتْ على البلاد أجبرتها على التوقف والرضوخ للواقع، لكن لم يتمكن الإحباط من كسر إرادة الشباب.

لقد أعادت الرابطة إطلاق دورة رمضان بعد ثلاث سنوات من التوقف القسري، تحت إسم “دورة المرحوم وحيد دمج (الوز)”، وهو لاعب ومتابع مميز للعبة كرة القدم، في ظل تأييد كبير لهذه الخطوة من المجتمع البرجاوي بجميع فئاته، وهذا ما عبر عنه الحضور الجامع في حفل الإفتتاح.

وفي حديث لموقع “لبنان الكبير”، يقول منسق “رابطة الإنتر في برجا” رائد المعوش: “بمجرد التلميح بنية إعادة إطلاق الدورة، وجدنا تعطشاً وحماسة كبيرة لدى الجماهير والفرق والأندية من برجا وجوارها، إضافة إلى مشاركة فرق من صيدا والناعمة وبيروت، حتى وصل عدد الفرق المشاركة إلى عشرين أي بمشاركة حوالي 300 لاعب في هذا النشاط الرياضي”.

ويضيف المعوش: “إنَّ هذا النشاط دونه عقبات عديدة إن لناحية عدم وجود منشآت رياضية عامة صالحة لإقامة المباريات عليها، مما يرتب علينا وعلى الفرق أعباء تكاليف الملاعب الخاصة والأمور التنظيمية واللوجيستية الضرورية، إلاَّ أنَّ هذا الأمر يبقى سهلاً بوجود أهل الخير والمحبين إضافة إلى حماسة الجمهور الحاضر دائماً وبكثافة، إذ تصل الأعداد يومياً إلى ما يزيد عن ٥٠٠ شخص، إضافة إلى الأمل الذي منحتنا إياه جهود بلدية برجا من خلال تحقيق نجاح مميز في تأمين التمويل لتأهيل ملعب البلدية، في خطوة اعتبرت تحقيقاً لحلم الكثير من الرياضيين في البلدة”.

وعليه، ليس الإحباط قدراً، ولا اليأس طريقاً سليمة لبناء الإنسان والإرتقاء به نحو ما يجعله عنصر نمو وتطور في المجتمعات.

شارك المقال