عين الشباب على ما بعد الانتخابات

عبدالرحمن قنديل

لا يزال لبنان يعيش تداعيات ١٥ أيار الانتخابي وما أفرزه من نتائج ساهمت في تحولات دراماتيكية في المشهد السياسي ستبدأ ترجمته بالاستحقاقات المقبلة، وبدأنا نتلمس بداياته مع صعود نجم القوى التغييرية التي كانت لها اليد الطولى بالمساهمة في هذه التغييرات.

شكلت نتائج الانتخابات تحولاً في المزاج الشعبي اللبناني نحو محاسبة القوى السياسية التقليدية التي أوصلت البلد الى الانهيار. وهذه المحاسبة تنقسم الى قسمين:

– الأول: انتخاب القوى التغييرية المستقلة باعتبارها وجوهاً جديدة يمكن التعويل عليها في صنع التغيير، وإن كانت هذه القوى غير موحدة بالشكل انما الهدف الأساس من انتخابها هو تغيير الوجوه التقليدية المعتادة التي تعتبر سبباً أساسياً للإنهيار. وكانت النتيجة أن قوى التغيير والمستقلين هم الرابح الأكبر في هذه المعركة الانتخابية من خلال تمكنهم من الخرق المدوي في غالبية المناطق اللبنانية بما يزيد عن الـ ١٧ نائباً، وأصاب هذا الخرق غالبية الأحزاب اللبنانية وفي مقدمها مناطق نفوذ “الثنائي الشيعي”.

– القسم الثاني: تكوين كتلة عابرة للطوائف من مقاطعي الانتخابات النيابية بسبب إحباطهم من الواقع السياسي ويأسهم من الطبقة السياسية الحاكمة على مبدأ “ما هيك هيك راجعين هني ذاتن”، وامتدت هذه الكتلة إلى معظم المناطق اللبنانية من خلال تدني نسب المشاركة فيها وخصوصاً في مناطق نفوذ “الثنائي الشيعي”.

إن تكوين كتلة “المقاطعة” التي تعود أسبابها إلى تدني نسبة الأصوات شكلت عاملاً مسانداً ومكملاً لقوى التغيير في اختراقها جدار الأحزاب التقليدية وعلى رأسها “حزب الله” وحلفاؤه على الرغم من بقاء هذه الأحزاب قوية ومتجذرة ولكن إصابتها بهزة من داخلها بمثابة انتظار لما هو قادم.

انتهى ١٥ أيار بنتائجه وما رافقه من متغيرات، وتوالت في أعقابه الأزمات من تصاعد سعر صرف الدولار بوتيرة قياسية فضلاً عن أزمة الخبز والمحروقات وغيرها، على أبواب استحقاقات مفصلية أبرزها انتخاب رئيس لمجلس النواب لتكر من بعدها الاستحقاقات اللاحقة المفصلية.

كل الأنظارعلى القوى التغييرية والمستقلة فضلاً عن القوى السيادية التي رفعت شعار المواجهة، كيف ستتعامل مع هذه الاستحقاقات؟ هل ستتحد للمواجهة وكيف السبيل للوصول الى هذه الوحدة وما هي عدة المواجهة؟ وكيف سيكون الأداء السياسي في مواجهة الأحزاب التقليدية؟

كل هذه الأسئلة رهن بالأيام القليلة المقبلة التي تأخذنا إلى هذه الاستحقاقات لتبدأ تداعياتها تظهر تباعاً على لبنان واللبنانيين.

شارك المقال