التوتر قبيل الامتحانات… متى يتعلق بالصحة النفسية؟

لوتشيانا سعود

مع بدء فترة الامتحانات الرسمية، يلاحظ أن المراهق يعاني من القلق والتوتر الذي يكون شديداً أحياناً ما يؤثر على سلوكه قُبيل الامتحانات وأدائه خلالها والنتائج بعدها. يواجه حالة القلق المفرط هذه التلاميذ عموماً عند الامتحانات النهائية والرسمية وكذلك طلاب الجامعات وبعض الشباب عند خضوعه لاختبارات العمل. إن رهبة الإمتحان والشعور ببعض الخوف أمر طبيعي، الا أنه اذا زاد عن الحد المعقول يكون نتيجة أسباب وضغوط نفسية تترافق مع عوارض معينة، لذا يمكن تمييزها فالعوارض الشائعة للخوف والقلق هي:

– ترافق الخوف قبل الامتحان مع العصبية المفرطة لدى المراهق خلال الفترة التي تسبقه.

– صعوبة في التنفس السليم.

– عدم القدرة على الاسترخاء وأخذ قسط من النوم.

– الإحساس بألم في الرأس والمعدة.

– عدم الرغبة في تناول الطعام ويترافق أحياناً مع غثيان ودقات قلب سريعة.

هذه الأعراض يجب معالجتها بهدف التغلب عليها لأنها على قدر عال من الأهمية. وبحسب المختصين، هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى ظهور مثل هذه العوارض ومنها: ربط تقويم الطالب لنفسه وقدرته بنتيجة الامتحانات، الخوف من الأرقام التي سيحصل عليها ومن طبيعة الأسئلة بدل التركيز على إيجاد الحل المناسب، القلق المفرط من ردة فعل الأهل وآرائهم عند ظهور النتائج والضغط الزائد من الأهل لحصول أولادهم على أفضل المراتب والعلامات.

لا بد من معرفة الأسباب ومحاولة معالجتها لنتمكن من حل المشكلة، لذا هناك بعض الحلول من حيث الطرق الواجب إعتمادها في الفترات التي تسبق الامتحانات تهييئاً لها وللممتحِن:

– الدراسة في مكان ثابت وفي بيئة صحية لتفادي التشتت الذهني على أن لا تطول الفترات من دون أخذ قسط من الراحة.

– تفادي المشروبات الغنية بالكافيين التي تسبب كثرتها القلق والعصبية على عكس ما هو شائع بأنها تساعد على التركيز وتأمين الطاقة للسهر على الدراسة لوقت أطول.

– تناول طعام صحي والإكثار من شرب الماء وكذلك تناول المأكولات الغنية بالـ omega 3 بهدف تحسين الأداء العقلي.

– عدم ضغط الأهل على المراهق للدرس بكثرة وعدم مطالبتهم اياه بالحصول على علامات معينة، ولعل الأهم هو تذكير أبنائهم في كل فرصة بثقتهم بقدراتهم وإحاطتهم بالايجابية.

وفي حديث لموقع “لبنان الكبير” مع المعالجة النفسية ريما بجاني حول الخوف ما قبل الامتحانات ومتى يمكن اعتباره فاق الحد الطبيعي والسبب وراء ذلك، قالت: “ان الخوف هو حالة نحن بحاجة اليها الاّ أنه يتخطى حدوده أحياناً فيُقيدنا بدل مساعدتنا، إذ إن المشاعر التي نشعر بها ومنها الخوف تكون عادة لمساعدتنا على ايجاد الحلول ووضعها ضمن اطارها الايجابي، فهناك ما يسمى emotional intelligence أي إدارة الإنفعالات. عندما يقيد الخوف التلميذ تلقائياً يعتبر أن لا جدوى مما يفعله فلن يُحسن المعالجة ولن ينجح وأيضاً يشكك بقدراته وبدراسته، حتى أن الحالة تصل في بعض الأحيان الى عدم تمكن التلميذ أو الطالب الممتحن من الإجابة عن أي سؤال، حينها يكون القلق قد تخطى حدوده”.

وأوضحت بجاني أن “أسباب هذه الحالة غير الطبيعية عديدة ومنها ظروف يمر بها الشخص وعدم ثقته بنفسه وكذلك عدم الثقة بطريقة درسه وقدراته، لذا يُعمل مع هؤلاء الأشخاص على معالجة السبب الرئيس وهو كيفية إعادة الثقة بالنفس وتصحيح أسلوب الدراسة على أن يستوعبوا المعلومات قبل حفظها”.

وأكدت أن “ضغط الأهل ليس وحده الذي يؤثر سلباً على التلميذ بل الظروف التي يمر بها لها دور أيضاً، وفي لبنان الظروف إستثنائية وغير سهلة، اذ أن أزمة الكهرباء تؤثر عليه وعلى دراسته والقلق مما إذا كانت هناك إمتحانات أم لا وكذلك مكان إجراء الإمتحان ومدى ملاءمته. التلميذ إذا انشغل بعدة أمور زائدة عن مسؤولية دراسته وإمتحانه فمن الأساس عليه أن يَعلم كيفية فصل المشاعر عن بعضها ووضع كل أمر في إطاره وهنا نعود الى emotional intelligence، ويكون الحل الأنسب هو نصح الأهل بعدم وضع أبنائهم تحت الضغط ومساعدتهم على إستيعاب الدروس وأخذ قسط من الراحة ليتمكنوا من تخطي الإمتحان بنجاح إضافة إلى بناء الثقة بالنفس لدى المُمتحن”.

شارك المقال