غريبة في وطنها

نور حرفوش
نور حرفوش
غريبة في وطنها

لم تبخل يوماً على بلدها. فأعطته كل شيء. الحب، الحنان، القوة، النجاحات، العائلة، الأولاد. لكنه لم يستطع إعطاءها جميع حقوقه، بل أبسطها حق إعطاء الجنسية للأطفال. ربتهم، علمتهم حب الوطن، وأن لبنان هو البلد الأول والأخير ومع ذلك مازالوا غرباء في وطنهم.

تنص المادة السابعة من الدستور اللبناني على مبدأ المساواة بين المواطنين أمام القانون وجميعهم سواسية بالحقوق المدنية والسياسية. ولكن الحقيقة تختلف. لا مساواة هنا بين المرأة والرجل.

في الآونة الأخيرة رأينا تحركات كثيرة للمطالبة بمنح المرأة الجنسية اللبنانية لأطفالها ولكن ما من مستمع .

تقول تالا ح. إنها متزوجة من فلسطيني ولد في لبنان ويعمل في لبنان ويعتبر لبنان بلده. إلا أنها غير قادرة على منح أطفالها الجنسية. ‘أخشى على مستقبل أطفالي’ تقول تالا بغصة. ‘لا أريدهم أن يذهبوا إلى الخارج ولكن أعتقد أنه سيكون الحل الوحيد لكسب جنسية تخولهم العيش بكرامة.

آلاف حكايتهم مثل حكاية تالا.

وتشرح مروة م. أنها حصلت على جوائز عدة في الخارج في مجال علم الأمراض البكتيرية ورفعت اسم بلدها عالياً، لكنها أيضاً غير قادرة على منح أطفالها جنسية بلدها كونها متزوجة من غير لبناني، فقررت هي وعائلتها الهجرة إلى كندا لعل ذلك البلد يحتضنها ويعطيها أبسط حقوقها. ‘أولادي لا يتكلمون العربية وهذا محزن، أجعلهم دائماً يشاهدون فيديوات عن لبنان لأريهم مدى جمال وطنهم ولكن كيف لهم أن يشعروا ببلدهم وهو لا يشعر بهم، أشعر بالأسى أن جزءاً من هويتي يتلاشى مع مرور الزمن بالوقت الذي لم أبخل فيه على وطني بشيء”.

بين الحقوق والواجبات وبين الوطن والمواطنة وبين الهوية والجذور أحلام كثيرة تلاشت بفعل غياب الدولة وعدم إنصافها للمرأة.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً