الجامعة الللبنانية تنزف…

سهى الدغيدي‎‎

أكثر من نصف الطلاب الذين يتخرجون سنوياً غير قادرين على دخول الجامعات الخاصة، لذلك يلجأ معظمهم الى الجامعة اللبنانية حيث الرسوم تناسب الجميع تقريباً.

ولكن في ظل الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، الجامعة اللبنانية تنزف من وجعها ووجع أساتذتها وموظفيها، فالحقوق أو المطالب التي ينادون بها محقة ولا ريب في ذلك، ولكن في الوقت نفسه هناك آلاف الطلاب مصيرهم مجهول وذلك بسبب الاضراب المفتوح الذي أعلنته رابطة التعليم وموظفو الجامعة نفسها.

ناهيك عن كل ذلك فالجامعة تفتقد كل شيء حتى تصبح جامعة، بدءاً بالبنى التحتية فالبناء مهدد بالانهيار لعدم قدرة الدولة على ترميمه، مروراً بالمقاعد المهترئة لكثرة الأجيال التي تعاقبت عليها فالواقفون في المحاضرة أكثر من الجالسين، وصولاً الى قاعات الامتحانات حيث لا أوراق ولا كراريس، فورقة الامتحان مطبوعة على الجهة الأخرى من ورقة مأخوذة من كتاب قديم، اما الكراس فأصبح ورقتين فقط ومن غير المسموح الا بواحد أو اثنين فقط واذا اضطررت الى ثالث فهنا تقوم الدنيا ولا تقعد.

وبالعودة الى الموضوع الأساس وهو مصير آلاف الطلاب فمنهم من أوشك على التخرج ومنهم من بدأ مسيرته للتو. وكلما اقترب موعد الامتحانات نفاجأ بالاضراب والتعطيل والتأجيل.

وبدلاً من أن تتهيأ نفسياً ودراسياً للتحضير للامتحانات، تنشغل بالاضراب عُلق أم لا، اليوم أو غداً… والعيش على أمل أن تقضي عطلة صيفية ممتعة بدلا من أن تقضيها متوتراً بين الكتب.

مصيبة وراء مصيبة، ومطالب محقة للأساتذة والموظفين وحقوق الطلاب بالتعلم والتخرج، وبين هذا كله ”ضاعت الطاسة”. ويبقى النداء الوحيد أنقذوا الجامعة اللبنانية حتى لا يصبح نصف المجتمع من دون علم كما الآخرون من دون عمل.

شارك المقال