“القوات” و”التيار العوني”… قصة غرام وانتقام

شربل مخلوف
شربل مخلوف

يتذكر اللبنانيون تماماً ما فعل الثنائي المسيحي في الحرب الأهلية إبان حرب الإلغاء الشهيرة التي حدثت بين العامين 1989 و1990، والكل يعرف أن الطائفة المسيحية قدمت من جراء هذه الحرب الشنيعة العديد من الشهداء، وانتهت بنفي قائد الجيش العماد ميشال عون الى فرنسا وزج قائد “القوات اللبنانية” سمير جعجع في السجن بتهمة تفجير كنيسة سيدة النجاة – جونية.

في العام 2016 كان لقاء الأحبة بين عون وجعجع، الذي أوصل إلى إتفاق معراب الشهير. وأوصى هذا الاتفاق بوصول عون إلى سدة الرئاسة، ومحاولة “القوات” إقناع الحلفاء به كي يكون رئيس الجمهورية كونه يمثل أكبر كتلة مسيحية.

وعد عون اللبنانيين بعد حصول هذا الاتفاق بأنه سيقوم بمحاربة الفساد وبالإصلاح وتغيير الواقع المرير الذي تمر به البلاد وتقاسم الحصص مع “القوات”، لكن بعد وصوله الى مركز القرار لم ينفذ شيئاً من الإتفاق، وأول من قام بطعنه هو حزب “القوات” الذي كان الداعم لوصوله، ووُعد بالمناصفة في التعيينات الادارية والعسكرية، لكن “التيار الوطني الحر” أخذ جميع الحصص المسيحية وترك “القوات” خارج المعادلة.

إنتقل حينها “القوات” إلى صفوف المعارضة، وكان المحرك الأساس للشارع المسيحي إبان إندلاع ثورة 17 تشرين العام 2019 في وجه العماد عون و”التيار الوطني الحر”، بسبب عدم تطبيق هذا الإتفاق.

أخيراً وليس آخراً، كل ما حصل أدى إلى دفع الشعب اللبناني ثمناً باهظاً، فخلال 6 سنوات حرم من الكهرباء والطعام والمياه، وتدهورت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وإرتفعت حالات الانتحار والهجرة غير الشرعية عبر البحار… كل هذا حصل بسبب الغرام والانتقام.

فالمشهد نفسه حصل في العام 1989 عندما تسلم عون زمام الأمور ودمر البلاد، لكنهم نسوا تجربة الماضي وركزوا على تقاسم الحصص في ما بينهم.

هل اللبنانيون مستعدون لدفع الثمن مرة أخرى من خلال إتفاق مشابه لإتفاق معراب؟

شارك المقال